عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
قبر أردوغان

قبر أردوغان

بقلم : أيمن عبد المجيد

هل بإمكان رجب طيب أردوغان، أن يتخذ قرارًا بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، في ظل ما تُعانيه تركيا من أزمات اقتصادية، ومعارضة قوية لسياساته الخارجية، وتذمّر داخل صفوف جيشه، كاد يودي بنظامه، منذ أقل من عام؟!



سؤال مهم يطرق الأذهان، ونحن نُشاهد العبث العثماني، أم أن أردوغان كباقي أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي، مخلب قط، يستخدم من قبل قوى دولية، تعزف على أوتار أوهامه، وتستخدم زلاته وأحلامه، لتحقيق أهداف، فشلت في تحقيقها بوسائل عدة سابقة؟!

في اعتقادي أن أردوغان، أضعف من دخول ليبيا بلا حماية، بعد أن مُني بهزيمة في سوريا، وما يتهدد نظامه، الذي فشل في تحقيق أهدافه في سوريا.

في اعتقادي أردوغان ينفذ مخططًا جديدًا، هو فيه مجرد "مخلب قط"، بينما الرعاة الحقيقيون هم أجهزة المخابرات الأمريكية، والبريطانية، والصهيونية؛ يستهدف الأمن القومي العربي، ممثلًا في الأمن القومي المصري على وجه التحديد.

مصر، بلا أدنى شك، هي المستهدفة وليس ليبيا، والمهمة: استنزاف القدرات المصرية، بغية إعاقة سرعة التنمية التي تشهدها البلاد.

في منتدى شباب العالم، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي عبارة خطيرة، أربكت حسابات القوى الصديقة ظاهريًا، المتآمرة في الخفاء: «الإرهاب غطاء ووسيلة تستخدمها أجهزة مخابرات ودول، لإيذاء الدول التي تخرج عن الصف، أقول كلامًا مهمًا جدًا وخطيرًا لا يستطيع مسؤول أن يقوله بهذا الوضوح، ولكن أقوله لأن إنسانيتي أهم من وظيفتي، أقوله لكم ولمن يهمه الأمر».

تلك العبارة الكاشفة، بلا شك تلقتها أجهزة المخابرات الداعمة والمحركة للإرهاب، بانتباه شديد، خاصة أن من قالها زعيم أكبر دولة عربية، بل الوحيدة التي كسرت شوكة الإرهاب، وبترت أذرع داعميه ومموليه.

ببساطة ما يحدث أخطر جولة يحاول فيها المتربصون لهذا الوطن النيل منه، ففي أعقاب ٢٠١١، وفشل محاولات هدم الدولة، تم الدفع بتنظيم الإخوان صنيعة المخابرات البريطانية، والعميل للمخابرات الأمريكية لسدة الحكم.

بيد أن يقظة الشعب المصري، ودعم مؤسسات الدولة، الحامية للإرادة الشعبية، وجهت لأعداء الوطن أكبر صفعة ثورة ٣٠ يونيو، التي حافظت على الهوية والدولة الوطنية، وأحبطت أكبر مخطط أحيك للأمن القومي العربي، كان يستهدف تمكين الإخوان من مصر، ثم العواصم العربية.

فكان الدفع بالورقة الثالثة، الإرهاب، لاستنزاف قدرات الدولة وإعاقة التنمية، أملًا في عجز حكومي وسخط شعبي، يكون تربة خصبة لاستعادة الفوضى، وتحقيق ما فشلوا في تحقيقه في ٢٠١١ وحتى ٣٠١٣، فكانت يقظة دولة ٣٠ يونيو، عصية على المؤامرة، فشهدت مصر معدلات تنمية غير مسبوقة بالتزامن مع انتصارات ساحقة للإرهاب.

مُستحيل أن يمر احتفال من تلك التي تبث بشكل شبه يومي على الهواء مباشرةً، لافتتاح مشروعات قومية، دون أن تؤرق مضاجع الأعداء المتربصين، لا يمكن أن تخلوا اجتماعاتهم من البحث عن آلية جديدة، لعرقلة التنمية المصرية الشاملة، الداعمة في الوقت ذاته لاستعادة الدول العربية الجريحة، لمؤسساتها الوطنية، في مواجهة صريحة لمخططات التقسيم والتفتيت.

فشلت أسلحة الفوضى، وأسلحة الإرهاب، ومحاولات خنق مصر اقتصاديًا، بالتأثير السلبي على السياحة، فكان الدفع بالورقة الجديدة.

وهي تهديد مباشر للجبهة الغربية، مستخدمين جهل وأطماع أردوغان، بالتدخل المعلن في ليبيا لإنقاذ الإرهابيين في العاصمة، وإضعاف قوة الجيش الوطني الليبي، ومن ثم إزالة سيطرته من مساحات ليبية، تتحول لمعسكرات لتصدير الإرهابيين إلى مصر.

إنهم يعلمون علم اليقين، أن مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، وستتصدى لتلك المؤامرة، لكنهم يراهنون على أن يستنزف ذلك التصدي قدراتنا الاقتصادية، أو على الأقل التأثير السلبي على معدلات سرعة التنمية التي تشهدها البلاد.

بيد أنهم لم يتعلموا الدرس، ففي كل جولة خاضتها مصر، هزمت المتآمرين، بما لا يتوقعون من أسلحة وآليات، وباءت كل هجماتهم بالفشل، فالعقل المصري، يملك تقدير موقف دقيق للتحديات، وخططًا متنوعة وبديلة للمواجهة.

مصر في حرب حقيقية غير تقليدية، تتطلب من الشعب الوحدة، والعزيمة والوعي، والالتفاف حول القيادة، وإنا لمنتصرون بعون الله.

وهذا يتطلب موقفًا عربيًا حاسمًا وموحدًا، داعمًا للجيش الوطني الليبي، وتحركًا سريعًا لاستصدار قرارات دولية، تُدين الاعتداء على دولة مستقلة، تحت مظلة مذكرة تفاهم هي والعدم سواء، السراج منح من لا يملك ما لا يستحق، فحكومة السراج بلا شرعية.

بينما أردوغان العثماني، يحفر قبره بيديه، وقريبًا سيوارى نظامه الثرى، فأي تهور بإرسال قوات إلى ليبيا، جنون حقيقي، سيخلف عددًا كبيرًا من القتلى في صفوف الجيش التركي، وتنامي معدلات الانهيار الاقتصادي، وتناميًا في قوة المعارضة الداخلية لنظامه، وستكون هزيمته شهادة وفاته، التي يراها بعيدة، ونراها قريبة، إن شاء الله.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز