عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
سينما التلامذة

سينما التلامذة

بقلم : طارق مرسي

عندما تطرح دور العرض السينمائى فى نهاية يناير فيلم «شاومينج» سيكون هو الفيلم الثالث فى الموسم المسمى سينمائيا بموسم «نص السنة» الذى يتوافق مع إجازة نصف السنة الدراسية بعد فيلمى «استدعاء ولى عمرو» الذى عرض فى أوائل ديسمبر وفيلم «بنات ثانوي» الذى يعرض هذا الأسبوع.



الأفلام الثلاثة ترسم لأول مرة فى تاريخ السينما ملامح موسم جديد وهو موسم «سينما التلامذة» بهدف الترفيه فى منتصف ماراثون دراسى طويل والمؤكد أن نجاح هذه النوعية من الأفلام سوف تمنح صناع السينما الثقة لتقديمها فى هذا التوقيت واستهداف الشباب من جميع الأعمار الدراسية، حتى يكون الموسم اسما على مسمى، وهو «سينما التلامذة» بدلا من تقديم أفلام أصبحت موضة سينمائية وأقصد بها سينما الدم والعنف والأكشن التى بات استمرارها ضربًا من الاستسهال خصوصا أن بعضها يرسخ لظواهر البلطجة والخروج عن تقاليد المجتمع وتصدير صورة غير واقعية عن مجتمعنا ونحن فى مرحلة بناء دولة جديدة بعد سنوات من التخبط والتشتيت والغيبوبة، والمستهدف من هذا الموسم هو الشباب الذى هو واجهة المستقبل.

إن هذا التنوع فى طرح الموضوعات يمنح عشاق السينما بارقة أمل من أجل صناعة سينما تتوافق مع الذوق العام وطبيعة التوقيت بدلا من النمط الاستهلاكى المتكرر الذى تشهده دور العرض السينمائى فى السنوات الأخيرة وفرصة لإعادة ترتيب الأوراق لكى تقوم السينما بدورها التنويرى والثقافى وأيضا الحضارى من خلال قواها الناعمة التى تحتل الريادة فى المنطقة العربية ولتأكيد أن السينما مرآة صادمة للمجتمع ومحاولة لتصحيح المسار كما كانت فى عصرها الذهبى عندما كانت سببا فى تشريع قوانين، والإضاءة على أزمات مجتمعية والقيام بدور تربوى وتثقيفى. «استدعاء ولى عمرو» و«بنات ثانوى» و«شاومينج» كما هو واضح من عناوينها تلقى الضوء على الأزمات التى تمر بها العملية التعليمية، وتأثير العلاقات الأسرية على الطالب فى مراحله الدراسية.. فالفيلم الأول بعيدا عن الطرح النقدى والرؤية الفنية يفتح فيه المؤلف محمد سمير مبروك والمخرج أحمد البدرى ملف التفكك الأسرى وتأثيره على الأبناء.. من خلال شخصية الطفل «عمرو» الذى يجسد شخصية الابن المتأثر بأزمات والدته مع والده فى المنزل والتى تلقى بظلالها عليه فى المدرسة. أما الفيلم الثانى «بنات ثانوي» الذى كتبه المؤلف أيمن سلامة وإخراج محمود كامل فهو يستعرض أزمات بنات ثانوى ومشاكل المراهقة وتأثير الواقع الاجتماعى على سلوكهن فى المدرسة من خلال 5 نماذج تقوم بعملية مسح اجتماعى لأنماط موجودة فى المجتمع وحياة الانفتاح بعد التطور الهائل على مستوى مواقع التواصل الاجتماعى وتأثيرها الكبير فى تكوين شخصية كل منهن رغم اختلاف البيئات والنشأة ومن المتوقع أن يحدث جدلا واسعا بالقضايا والأزمات التى يطرحها على الشاشة..

أما «شاومينج» فهو يعيد قضية تسريب امتحانات الثانوية العامة والذى وقع منذ 3 سنوات وآثار جدلا واسعا من خلال رؤية كوميدية ساخرة تأليف أشرف حسنى وإخراج شادى أبوشادى. الأفلام الثلاثة لا تخلق فقط موسمًا سينمائيًا يتسم بطابع خاص يتسق مع طبيعة التوقيت المدرسى وانشغال البيت المصرى به بل تقدم لأول مرة أسماء جديدة تحتل الأفيشات كأبطال لأول مرة، فبينما تقوم حورية فرغلى ومحمد عز بدور البطولة فى فيلم استدعاء ولى عمرو.. تتقاسم 5 فتيات بطولة فيلم بنات ثانوى فى بطولة جماعية لأول مرة وهن: جميلة عوض وهنادى مهنا وهدى المفتى ومى الغيطى ومايان السيد وهذه الوجوه سيكون لها حضور كبير فى السنوات المقبلة، بعدما حقق البرومو الأول له مشاهدات عالية وغير مسبوقة لفيلم أبطاله من الوجوه الجديدة بما يبشر بتفوقه فى دور العرض عند طرحه.

أما الفيلم الثالث «شاومينج» فيقوم ببطولته بيومى فؤاد وصلاح عبدالله وياسر الطوبجى فى أول بطولة مطلقة لهم وينتظر أبطاله كتابة تاريخ فى «تراك» البطولة المطلقة وعلى الأفيشات. «سينما التلامذة» فى 2020 ستكون إحدى الظواهر السينمائية هذا العام وربما ترسخ لمولد موسم سينمائى عملاق يشطب على التكرار ويفك الاشتباك بين أفلام الأكشن والدم والبلطجة والتى كانت منهجا أساسيا فى السنوات الأخيرة رغم أنف الجميع.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز