عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أردوغان.. حقا أنت أحمق

أردوغان.. حقا أنت أحمق

بقلم : محمود حبسة

لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادقا في حياته سواء قبل أو بعد توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من صدقه عندما كتب بعفوية تويتة له يصف فيها الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان بأنه أحمق عقب احتلاله للشمال السوري بزعم مطاردته للأكراد، وتتوالى الأحداث لتؤكد صدق ما قاله الرئيس الأمريكي عن المجنون التركي.



أردوغان.. حقا أنت أحمق عندما تتصور أن العالم سوف يستمر كثيرا يبتلع ألاعيبك ومناوراتك القذرة باستخدام ورقة الهجرة غير الشرعية تارة وتارة أخرى ورقة المهاجرين واللاجئين وتارة ثالثة استخدام ورقة الدواعش لترهب أوروبا، أنت أحمق عندما تتصور أن وجودك في حلف الناتو سوف يوفر لك الحماية والغطاء والشرعية لتفعل ما تفعل وترتكب ما ترتكب من جرائم، فالدواعش أنت من تعاملت معهم ودعمتهم بالمال والسلاح واشتريت منهم البترول وأوروبا أكثر من يعرف ذلك ولن تقبل أن تضحي بأمنها واستقرارها بفعل هذا التهديد المزعوم ولوجودك ضمن حلفها العسكري.

أردوغان.. حقا أنت أحمق عندما لا تستوعب أخطاء الآخرين وتسأل نفسك ماذا استفادت أمريكا من غزوها العراق وكم الخسائر التي تكبدتها المادية والبشرية في صفوف قواتها والأدبية وفى مقدمتها فقدانها للمصداقية بعد أن انكشف للجميع وباعتراف الأمريكان أنفسهم حقيقة أكاذيب وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كولن باول لتمرير قرار غزو العراق، بل وماذا استفادت إيران من محاولة فرض الطابع الشيعي وتغيير هوية العراق السنية بعد سقوط نظام صدام حسين, وبعد أن تحول العراق ساحة للقتال والمواجهة بين السنة والشيعة وميدان تتجمع فيه كل الجماعات الإرهابية من أدنى الأرض إلى أقصاها وتنطلق منه عملياتها, بل وماذا استفاد الراحل صدام حسين من محاولته المجنونة احتلال دولة الكويت متحديا الواقع والتاريخ والعالم بأثره سوى ضياعه هو وضياع بلده.

أردوغان.. حقا أنت أحمق عندما تستقبل في بلدك رجلا لا يمثل إلا نفسه وعددا من عصبته لا يتحكمون في ثلث طرابلس التي يدعون أنهم يحكمونها وليس كل ليبيا وتوقع معه اتفاقيات أمنية وسياسية الهدف الحقيقي منها أن تبسط يدك على ليبيا وثرواتها وهو أي هذا السراج يعي جيدا أنك من قلت أن ليبيا جزء من أرض الأجداد ورغم ذلك لا يسعى إلا لحمايته وتأمين وضعه ومستقبله مضحيا باستقلال ليبيا وكرامتها وسيادتها ونفوذها.

أردوغان.. حقا أنت أحمق عندما تدفع بلادك لهذه الحماقة الكبرى باحتلال دولة ليبيا من خلال هذا القرار المشئوم الذي لا مبرر له والذي اتخذه البرلمان التركي بإرسال قوات تركية إلى ليبيا لأنك تصور تركيا دولة إرهابية لا يوجد بها رجل رشيد، وأنت أحمق لأنك لم تستوعب دروس التاريخ ولم تعرف كيف قاومت ليبيا الضعيفة واحدة من أعتى دول العالم على مر التاريخ وهي دولة إيطاليا وكيف كان كفاح الشعب الليبي ضد الاستعمار الإيطالي، وأنت أحمق بل أنت شديد الحماقة والغباء لأنك لم تعرف أن الشعب الليبي كله عمر المختار وأن فايز السراج ليس إلا خائنا ولا يمثل إلا نفسه وأنه لن يكون لك موضع قدم في ليبيا.

أردوغان.. حقا أنت أحمق لأنك لم تستوعب تاريخ مصر جيدا ولم تقرأ شيئا عن طبيعة المصريين ومدى سماحتهم إذا شاءوا ومدى كرمهم إذا أكرموا ومدى غضبهم إذا غضبوا وثاروا كيف تتحول أرضها وسماؤها إلى نار تحرق كل من تسول له نفسه أن يقترب منها أو يعتدى عليها وأن مصر حقا كانت وما زالت مقبرة للغزاة على مر التاريخ من الهكسوس إلى الفرنسيين والإنجليز مرورا بالعثمانيين أجدادك.

أردوغان.. أنت حقا أحمق لأنك لم تستوعب نتائج المواجهات العسكرية بين مصر عندما كان يحكمها محمد علي وأجدادك العثمانيين وكيف استطاع محمد علي الحصول على سوريا عنوة بعد أن حنث السلطان العثماني بوعده بعد مناصرة محمد علي له وتمكينه من اليونان والقضاء على المتمردين ثم كيف انتصر الجيش المصري على الجيش العثماني بقيادة رشيد باشا وسحقه تماما وأصبح محمد علي بعد خطوات من الأستانة ما دفع السلطان العثماني إلى الاستغاثة بروسيا وأوروبا التي خافت من تنامي نفوذ محمد علي وتهديد دولها.

أردوغان.. أنت حقا أحمق لأنك لم تتفهم حقيقة ما حدث في مصر منذ 3 يوليو 2013 وحجم التغيير الذي شهدته منذ هذه اللحظة منذ أن خرج الجيش المصري ملبيا لإرادة المصريين، كيف كانت مصر قبل هذا التاريخ وكيف أصبحت كيف تحدت الصعاب وواجهت المخططات والمؤامرات؟ كيف حفرت الأنفاق وشقت الصخور والجمال؟ وكيف كان الجيش المصري وكيف أصبح؟ وأن الحقيقة المستخلصة هي أنك لا يمكنك أن تفصل في مصر بين الجندي والمدني ففي مصر 100 مليون جندي و100 مليون مقاتل مستعدين لتلبية النداء وقت ما ينادي المنادي حي على الكفاح.

أردوغان.. أنت بالفعل أحمق لأنك لم تستوعب كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما قال: "لن نسمح بسقوط ليبيا أو السودان" ولم تتفهم رسالته عندما قال: "أنا مسالم ولكن إذا فرض عليا القتال أقاتل بشراسة"، فهاهو الجيش المصري بل هاهو الشعب المصري كله على أهبة الاستعداد للوفاء بكلمة الرئيس ووعده دفاعا عن حدود مصر وأمنها وشرفها ودفاعا عن دولة ليبيا الشقيقة التي لن تسمح مصر بسقوطها ولن تسمح أن تكون مسرحا وقاعدة عمليات للإرهابيين مهما كان الثمن.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز