عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
رسالة الشرفاء إلى الخبثاء

رسالة الشرفاء إلى الخبثاء

بقلم : أيمن عبد المجيد

في قداس عيد الميلاد المجيد، يقفُ الرئيس عبد الفتاح السيسي، كعادته- التي لم يسبقه إليها رئيس لمصر- مهنئًا أشقاء الوطن، والمصير، بل وكل المصريين، مسيحيين ومسلمين.. باعثًا برسائل لشعب مصر، ولكل من يهمه الأمر، ينطق بها لسان الحال والمقال، في مقدمتها، مصر محبة، وعلى أرضها السلام.



 

وقف الرئيس للعام الثاني على التوالي، في كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، تلك الكاتدرائية التي شيدت، جنبًا إلى جنب، وافتتحت في يوم افتتاح مسجد الفتاح العليم ذاته، لتبعث برسالة مفادها أن بيوت الله في مصر "صف واحد"، كالبنيان المرصوص، مثل شعبها العريق، الذي قهر المؤامرات بوحدته، وصلابته.

 

وكعادتهم شعب مصر العظيم، مسلمين ومسيحيين، في قداس الميلاد، استقبلوا الرئيس بهتاف الحب، فبادلهم الرئيس الحب برسائل التذكير والطمأنة والورود البيضاء.

 

قال الرئيس: «إذا كنتم تحبون ربنا حبوا بعضكم»، وهي رسالة بليغة، أعتقد أن الرئيس أراد منها أن يؤكد أن طاعة الله في حب عباده بعضهم البعض، الله الخالق الواحد رب موسى وعيسى ومحمد، رب البشر أجمعين، والأنبياء والمرسلين، لم يكن الكره يومًا لمعتنقي دين، عبادة، بل معصية، حب أشقاء الوطن وحفظ السلام المجتمعي طاعة لله.

 

الرسالة الثانية: قال الرئيس: «لا تتركوا فرصة لأحد الدخول بيننا وإثارة الفتن، البلد بلدنا كلنا بلا زيادة ولا انتقاص، علينا الانتباه لأي محاولة للفتن والوقيعة، عقلنا أكبر من الاستجابة لتلك المحاولات».

 

بهذه الرسالة أراد الرئيس- وفق قراءتي- التحذير من الأفاعي التي تنفث سموم الفتنة، أو تلك التي تحاول أن تُشعر جزءًا من أبناء مصر بأنهم أقلية، فيؤكد الرئيس على ضرورة الانتباه، وقطع الطريق على هؤلاء، فجميع مواطني مصر سواء، في الحقوق والواجبات، على حد سواء، لا أفضلية لأحد إلا بالعمل والاجتهاد.

 

الرسالة الثالثة: «لا مجال لقلق المصريين، لأننا مع بعض، وطول ما نحن مع بعض لا يستطيع أحد فعل شيء في مصر».

 

الرئيس دائمًا يتحدث، بعفة لسان، لا يذكر أسماء دول إلا للضرورة القصوى، وأظن- وليس كل الظن إثمًا- أنه أراد بذلك طمأنة الشعب المصري، بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، وعبث لقيط الزمان أردوغان، الطامع في ثروات ليبيا، والدافع بميليشيات الإرهاب لأراضيها الطاهرة، في تهديد واضح للأمن القومي المصري والعربي.

 

يقول الرئيس: «علينا أن ننتبه ونلاحظ، ونخلي بالنا من بلدنا، وطول ما شعب مصر إيد واحدة لا يستطيع أحد أن يفعل بنا أو معنا شيئا».

 

لماذا؟ لأن مصر تملك قوة ردع، وبصيرة وقدرة على تقدير الموقف بحسابات شديدة الدقة، بل وتملك من البصر والبصيرة ما يلهم قيادتها قراءة أهداف العدو، الظاهرة والخفية، والتي من بينها محاولة جر مصر لصراع مسلح، يستنزف قدراتها ويعطل مسيرة تنميتها غير المسبوقة في شمولها وسرعاتها.

 

نعود لحديث الرئيس الذي يؤكد ما ذهبنا إليه، ويضيف: «ربنا يلهمنا بدعوات الطيبين الصدق والبصيرة لنرى ونفهم كويس قوي واتخاذ الإجراء الأفضل»، وهي رسالة خامسة بالغة الأهمية.

 

تأتي أهمية تلك الرسالة كونها، تطمئن شعب مصر، وتؤرق قوى التآمر الدولي المحركة لأردوغان إخواني الانتماء، إرهابي الأداء، فالرئيس يؤكد أنه بدعوات الصادقين، والطيبين من أهل مصر، أنعم الله على قيادة مصر البصيرة التي تجعلها تفهم «كويس قوي»، الهدف من التحركات الأخيرة، بل واتخاذ «الإجراء الأفضل»، لمواجهة ذلك بما يحفظ بالتأكيد أمن وسلامة مصر ويحبط أهداف العدو الخبيثة.

 

يقول الرئيس في رسالة خامسة: «نتعامل بشرف في زمن عز فيه الشرف، والله مطلع، ولا يمكن أن ينصر إلا الشرفاء والمخلصين والشرفاء والأمناء».

 

ونعم بالله، مصر دولة تعمل بشرف، صادقة، سياستها واضحة، تدعم السلام والتنمية، تحارب الإرهاب، بينما خبثاء عديمو الشرف، يمولون ويدربون ويدعمون الإرهاب، يتاجرون بالشعارات الجوفاء، ويدعمون سفك الدماء، يتاجرون بالدين، وينهبون ثروات الشعوب.

 

مصر الشريفة قطعت دابر الإرهاب، وهم يستخدمونه سلاحًا في هدم دول عربية، مصر تدعم استعادة قوة مؤسسات الدولة الوطنية، في ليبيا والعراق وسوريا، وأردوغان يدعم ميليشيات الإرهاب لهدم الإنسان والبنيان ونشر الدمار، لينهب الثروات.

 

لم يذكر الرئيس أحدًا بالاسم، لكنها الرسائل التي تصل، لمن يهمه الأمر.

 

أردوغان اعترف رسميًا، في لقاء مع الإعلاميين، بأنه أرسل قوات ليست نظامية وليست من جيش تركيا، هكذا قال بكل تبجح، وهو اعتراف رسمي بإرسال ميليشيات إرهابية إلى ليبيا تحت قيادة تركيا، لا شرف لديهم، لكن مصر بعون الله، ووحدة شعبها، وبنيانه المرصوص خلف قيادته السياسية، وجيشه الباسل، ومؤسسات الدولة، ستنتصر على كل متآمر، وبالإجراءات غير التقليدية، أو كما قال الرئيس بـ«الإجراء الأفضل».

 

ولعل من يفقهون الحديث، لديهم من الانكسارات أمام صلابة مصر وإجراءاتها «الأفضل»، الكثير من العبر، التي تتدارسها أكاديميات عسكرية ومخابراتية، بداية من ٢٠١١، ومرورًا بسقوط حكم المرشد، وعطفًا على هزيمة الإرهاب، ونزع فتيل قنابل الشائعات، وغيرها من المؤامرات التي من حاكوها أعلم بها، وأعلم بكيف تحطمت على صخرة الصلابة والعبقرية المصرية.

 

كل عام وشعب مصر، بخير ونماء وسلام ووحدة، وانتصار.. عيد ميلاد مجيد سعيد.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز