عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
"عيد الغطاس" وجحد الشيطان وسقوط الأمطار

"عيد الغطاس" وجحد الشيطان وسقوط الأمطار

بقلم : جميل كراس

يعتبره المسيحيون من ضمن أهم أعيادهم الدينية في مثل هذا الوقت من كل عام ميلادي جديد ومنه يحتفل الأقباط المصريون غدا الاثنين الموافق 20 يناير بهذا العيد السيدي الكبير، وفي مثل هذا اليوم تتمثل ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن ويسمي بعيد الغطاس أو الظهور الإلهي، وذلك لأنه خلال معمودية السيد المسيح ظهر الروح القدس على هيئة حمامة، وهناك صوت من أعلى السماء يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت".



ولما اعتمد يسوع أي "المخلص" نزل للوقت في الماء وإذ بالسموات قد انفتحت له فرأى روحا نازلا مثل حمامة.

وربما يتساءل البعض: لماذا اعتمد السيد المسيح وهل كان محتاجا للمعمودية؟ وكانت الإجابة هي إن السيد المسيح- له المجد- لم يكن في حاجة إلى المعمودية أو محتاجا لها، لكنه فعل ذلك إشارة إلى موته من أجل خطايانا عندما دفن في الماء ثم قيامته عندما صعد منه، ولان المعمودية تجرى حسب العقيدة المسيحية لغسل الخطايا ولأنه- أي المسيح- كان بلا خطية بل ليعطينا أو يقدم لنا مثالا بأننا أيضا ينبغي أن ندفن معه في المعمودية ونقوم معه أي بمعنى أن نموت عن العالم، ثم نقوم في قيامة الدينونة كي نتمتع بالحياة الأبدية.. كما أن معمودية المسيح كانت علامة ليوحنا المعمدان، وهذه العلامة وضعها الله الذي أرسل يوحنا كي يتعرف على السيد المسيح وهذا يتضح من خلال قراءة الإنجيل وشهد به يوحنا قائلا إني رأيت الروح مثل حمامة من السماء فاستقر عليه وإن لم أكن أعرفه لكن الذي أرسلني لأعمد بالماء وذاك قال لي الذي ترى الروح نازلا ومستقرا عليه فهذا هو الذي يعمد بالروح القدس والذي لست مستحقا أن أحل سيور حذائه.

وعلى الجانب الآخر يحتفل المسيحيون بالأردن بهذا العيد وهم يحرصون في هذا اليوم بالنزول في مياه نهر الأردن الذي شهد الحدث الأعظم بعماد السيد المسيح في مياهه وتختلف ومظاهر الاحتفال من بلد إلى آخر، وفي نفس الوقت يتوافد أكبر عدد من الزائرين أو المواطنين في الأردن، حيث يقومون بالغطس داخل مياه نهر الأردن كما فعل يوحنا المعمدان ذلك مع السيد المسيح الذي تعمد منه.

ومن ضمن العادات أو التقاليد في هذا العيد بالنسبة لأقباط مصر من المسيحيين تناول أطعمة ومشروبات خاصة، حيث يحرص الناس على شراء عيدان القصب والقيام بمصها أو تناول عصيره، فهو رمز لماء المعمودية كما أن عصيره يمتاز بمذاق خاص ذات نكهة حلوة وهي تعني الفرحة بالنسبة للمعمودية ونوال المغفرة للخطايا لمجرد التعميد فقد كانوا من قبل يضعون الشموع بجواره كرمز لنور الروح القدس ويسيرون في الشوارع معبرين عن فرحتهم لكن هذه العادات تراجعت ثم اندثرت واكتفوا بتناول القصب أو عصيره.

وهناك أيضا ثمرة "القلقاس" الذي يحتاج طهوه إلى مياه أكثر، وهو رمز للمعمودية كما أن "القلقاس" يظل مدفونا داخل الأرض حتى ينضج ليصير غذاء للناس، وهنا يتماثل في الشكل مثل المعمودية التي هي مجرد دفن أو موت وقيامة مع السيد المسيح كما أن القلقاس يتم تعريته تماما من قشرته السميكة ونحن من خلال المعمودية نقوم بخلع ثياب أو ملابس الخطية كي نرتدي ثيابا جديدة كلها نقاء عن طريق المعمودية التي تعبر عن الطهارة وصفاء السريرة كي نصير أبناء الله بالروح من خلال الفعل أو العمل.

أما ثمرة البرتقال أو اليوسفي والتي تتميز بكثافة السوائل داخلها أو التي تحتويها والتي تعد أيضا رمزا لماء المعمودية، كما أن عصيره أو مذاقه يتميز بطعمه الحلو وهو رمز للفرح بالمعمودية والمغفرة، وكان المسيحيون من قبل يصنعون من قشور البرتقال أشكالا زخرفية على صورة فوانيس ويوضع داخلها الشموع حيث كان أسلافنا يحتفلون بقداس عيد الغطاس في هذا اليوم عند المجاري المائية وكانوا يستعلمون الفوانيس للإنارة.

وفي مثل هذا اليوم من العام غالبا ما تسقط مياه الأمطار التي تعقب نوة عيد الميلاد مباشره وفي أجزاء متفرقة من البلاد ويعتبر المسيحيون ذلك فألا حسنا بالنسبة لهم ولكون يوم الغطاس سرا ضمن أسرار الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة والمعترف بها.. وقد قال يوحنا المعمدان للسيد المسيح خلالها أنا محتاج أن أعتمد منك.

ويقول أيضا يأتي بعدي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن انحني وأحل سيور حذائه، كما أني لست أنا المسيح بل أنا مرسل أمامه وفي عمق محبته واتضاعه.

قال أيضا المعمدان ينبغي أن ذاك يزيد أي المسيح وأني أنا أنقص (يوحنا 3_30) كما أن الميلاد الجسدي للطفل يولد من بطن امه أما الميلاد الروحاني يولد من المعمودية في ميلاد لا يتوقف فسر المعمودية ممتد ليشمل حياة الإنسان كلها وفي المعمودية تتلي الصلوات والطقوس بالرشم بالزيت المقدس لجحد الشيطان وكي يجدد الإنسان عهده مع المعمودية بالتوبة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز