عاجل
السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

كابتن ماجد

كابتن ماجد
كابتن ماجد

بقلم : محمد حسن



 

 في تلك الغرفةَ الهادئة ، في احدي المُدن الجديدة حيث الهدوء ، فلا ضوضاء ، ولا أزمات يُسببها الغسيل المنشور   ، ولا مشاكل السيارات والمُرور........حيثُ ماجد القابع في غرفتهِ الجالس أغلب الوقت في شرفته  يتحدث لأوقات طويلة مع جارته......

 صاحب ال 20 عاما ، الطامح لكلية العلوم بالاسكندرية ، الراضي بتجارة القاهرة ، وياما فى تجارة مظاليم........سيدي جابر .....ياسلام لما بيفتكر سيدي جابر......سنة في زحمة القاهرة = 10 سنين حنين للاسكندرية الجميلة........

نعود الي جارتهِ التي يشعر براحةِ كبيرة  اثناء الحديث معها ، يستأنس بوجودها في الشُرفه المُجاورة

لكنّه يُخفي تفاصيل تلك القصة عن اهله ، يشعر بالحرج حينما يُفكر بالأمر، كما انه لايستطيع توصيف علاقته بتلك الفتاة علي وجه الدقة كل ما يعرفه انه يشعر بالراحه الي جوارها.....

_  ماجد ...يا ماجد .....انت يا بني

_  طب خلاص بقا نكمل كلام بعدين انا هدخل امي بتنادي عليّا

_  يابني انت بتكلم نفسك في البلكونة ؟؟؟

_  يا ستي دا صاحبي اللي كلمتك عليه عنده مُشكله مع اهله كان بيكلمني في التليفون عايز يقضي كام يوم عندي هنا.........(يبتسم ابتسامة الناجح يرفع ايده.....نجح في تغيير الموضوع بخيال مؤلف بارع)

_  يالهوي وانت قولتله ايه ؟

_ لا لا ماتخافيش ياستي انا سربته وقولتله معلش بقا عندنا ضيوف من البلد ولسه هيقعدوا كام يوم

_الله ينور عليك (تبتسم ابتسامة super Mario  بعد انتصاره  علي  الوحش)

تنصرف الام الي المطبخ كالعادة حيث تقضي اغلب الأوقات بين الحلل والأطباق أوحتي أمام قنوات الطبخ في افضل الحالات .

عاد ماجد الي غرفته والي اسراب الكُتُب والصُحُف المأهولة والغير المأهولة علي السواء..

_ يا ماجد

_ اووووووف نعم يا حاجة

_ عايزة شوية جرايد افرشهم عشان السمك

_ عندي جرايد كتيرpdf  تاخدي شوية ؟

_ ايه ؟؟؟

_ ما تاخديش ف بالك حاضر حاضر

_يحضرلك الخير .....

يجلس علي المائدة ليستمتع بقراءة الصفحة الأولي من الأهرام (الاهرام في مصر هو الرجل المستحيل مش ادهم صبري...... لكن بسبب انه ع السُفرة مالوش بديل )

اخذ ينظر ويُدقق ويُمعن النظر لعله يجد حدثا او شيئا جديدا لكنه لم يجد.......بالكاد وجد اختلاف وحيد غير مُؤثرفي دراما المشهد لقد حل المُشير محل مُبارك ف الصفحة الاولي !

انهي طعامه بهدوء ، وعاد الي كهفه سالما ، تذكر انه يُريد مُراسلة أخيِهِ علي موقع التواصل (فيسبوك)

فتح اللاب توب سريعا ، ارسل رسالة مُطوّلة شرح لهُ شُعُورهُ نَحو تلك الفتاة وأحواله المُتعثرة مع ابيهِ حتي أَنه بالكاد يُلقي السلام علي ابيه بينما يظل الاخير علي وضعه لايُحرك له ساكناً .......العلاقات تبدو متوترة مع ابيه للغاية كلاهما شبه منعزل،  فبينما ماجد غارقا في غرفته مع كتبه وهوايته في جمع الصُحُف القديمة وجارته اللطيفة.......يظل الاب منكفئا علي مكتبه ؟! 

انهي الرسالة بسرعة وارسلها ولم ينتظر الرد حيث انه لايحتاج للرد بنفس احتياجه للكتابة ، الكتابة تُسكّن الامه وتُثلج صدره ، لكنه ولايزال حالته سيئة واعصابه مهترئة ومتوترة ، فكّر ان ينهي حالة البرود والجمود مع والده

تشجع لفعل ذلك ، قفز من مكانه ، وذهب الي غرفة ابيه تقدم اكثر .......

_ بابا انت هتفضل ساكت كده مش هنرجع نتكلم ......(يسكت بُرهة) ، طب لو زعلان مني قولي احنا بقالنا كتير مابنتكلمش مع بعض ولا حتي بقينا نلعب شطرنج مع بعض فاكر اخر مرة لما أكلت الوزير والفيل والطبيه وماكلتش ولا عسكري وانا قولتلك اه ياعم ما هي هتفضل بتاعة العسكر ؟ انت اتضايقت ودايما بنتخانق بسبب السياسة بس اقولك مش هنتكلم فيها تاني بس برضه ماينفعش كل اما اجي اكلمك ما بتردش....بابا ......بابا....انت مابتردش ليه ؟

بدأ يلتفت حوله ينظر الي مكتب ابيه لم يجده جالسا كالعادة ؟

فقط صورة كبيرة يعلوها تلك الشارة السوداء الكئيبة !

فزع من هول المفاجأة خرج مسرعا لعله يجد امه توضح له الامر ، ذهب الي المطبخ (مكانها المُفضّل) لم يجدها وجد اطباق تملأ الحوض وبوتجاز تفوح منه رائحة الغاز وكراكيب واتربة في كل مكان لقد تملّكه الخوف ، وملأ قلبه الرعب ، وكاد عقله يطير من الصدمه ايه الحكاية ؟

خرج الي شرفته لعله يجد (أُمنية) جارته العزيزة ......نظر الي شرفتها لم يجد شيئا سوي اكوام من التراب المتراكم يبدو عليه الوجود منذ زمن ؟

 هل ذهب عقله ام جن جنونه ماذا يفعل ؟

 لم يجد سوي اخر كارت .......فتح اللاب توب وذهب الي رسائل ال chat

 وجد اخر رسالة مُرسلة بتاريخ اليوم الرابعة عصرا ؟

 بينما اخر مشاهدة لرسائلة (seen ) من اخيه بتاريخ (13\8\2013)

 واخر رد كتب له اخيه (احنا بنجهز الشنط وهنركب القطر من سيدي جابر مش عايز حاجه تاني اجيبهالك ؟

 صحيح ابوك بيقولك جهّز الشطرنج علي ما نيجي !!!!.....وكان اخر ما ارسله smile :)

 اسرع الي النتيجة يشوف اليوم 20\8\2014 ؟

 قبل ان تثور ثائرته سمع جرس الباب ، ذهب ليفتح وجد البواب

 _ خير ياعم....لم يتذكرالاسم ثم استطرد ...اتفضل

 _ تعيش وتفتكر يا أستاذ ماجد عمتك جاية من اسكندرية عشان تحضر معاك السنوية وبتقولك انتظرها........

 

 

 

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز