عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بأنامل من احببت

بأنامل من احببت
بأنامل من احببت

بقلم : رضوى نجيب



ألتقيا فى نفس المكان (الصحيفة الصغيرة ) وكان هدف كلا منهما و طموحه الأكبر هو أن يصبح كاتبا وصحفيا مرموقا .

فلفت انتباهه فيها أنها ناجحة ودؤوبه فى عملها حيث كانا زميلين ف نفس الباب وكان لا يشغلها الا عملها فقط . ومرت بهما الايام يلتقيان عند مكتب رئاسة التحرير فى نهاية كل يوم حيث مراجعة المواضيع لتهيئتها للنشر .

فظلا شهورا لا تتلاقيا سوى الاعين فى ارتياح دائم . حتى علق كلاً منهما فى ذهن الاخر حتى جاءت اليه الشجاعه  و طلب منها ان يدعوها الى فنجان القهوة حتى يحدثها فى امر هام . وطبعا بما انها صحفيه ذكيه وقرأت من بريق عينيه ولمعة قطرات المياه فوق جبينه المتعرق انه طلب خاص ليس له علاقه بالعمل . فوافقت .. و شعرت لاول مرة بأن ما يجول ف ذهنها من وقت طلبه وحتى اللقاء لا شئ سوى صوته واللقاء .. حتى انها تعجبت لحالها ما الامر ؟ فالرجل لم يقل سوى أريد لقاءك لامر هام ؟ لم يقل اننى متيمُ بك ؟  وضحكت على حالها وعلى حال الانثى التى تسكنها ، التى ما ان سمعت طلب من رجل و أستيقظت بداخلها ههه ؟!

وجاء الموعد فجلسا . واستطرد الحديث بالعمل ومدى اعجابه بجهدها وحبها للعمل ، وكم هو من النادر ان تجد فتاه بمثل هذا الطموح .. ثم سألها عن ما اذا كان العمل هو الامر الوحيد الذى  يشد اهتمامها فى حياتها وهل هناك ارتباطا اخرى كهواية او عمل تطوعي او ربما ارتباط  ! .. فتعجبت بداخلها ( كم عجيب امرك يا أيها الآدم . أليس لديك الشجاعة لتقول لى هل فى حياتك احد ؟! ) فأجابته بشكل ما انه ليس لديها اى ارتباطات اخرى وان العمل هو همها الوحيد رغبتا منها فى النجاح للوصول لمنصب كاتبه كبيرة  ..فشعر هو الاخر وكأن الساحه اتيحت امامه ليدخل ويتربع ع عرش اهتماماتها بعد عملها . فأخبرها بأعجابه بها . وانه يتمنى ان يقترب منها فيما بعد اكثر واكثر .. فشعرت برغبه فى الابتسامه بعرض وجهها . ولكن حرصت على شكلها العام امامه وان  لا يقول (من هذه البلهاء ).

ومرت الايام والشهور .. وهم يقتربان لبعض اكثر فأكثر حتى احبا بعضهما حبا شديدا . واصبح هو لديها ربما اهم من عملها . فكانت لا تبدأ عملها الا بصوته . ولا تنام الا بعد مهاتفته . واذا تأزم تركت ما لديها وذهبت اليه مسرعه ..فكان هو شعلة الحياة التى بداخلها . حتى انها كانت تنسى الصحافة والمركز لمجرد وجودها معه فتشعر بأنها الانثى المدللـه والابنه التى مع والدها .

ولكن شيئا فشيئا اصبحت تشعر بتغيره تجاهها ، فسرعان ما تسائلت عن سبب التغيير . فأخبرها بأنه حصل على عقد للعمل فى احدى البلاد العربيه كرئيس تحرير ف جريده مرموقه والعقد سوف يستمر لثلات سنوات دون انقطاع او اجازات . فلن يتمكن من رؤيتها .. فأقترحت عليه ان يتزوجها وتترك عملها لفترة التعاقد وتذهب معه حتى لا يفترقا ، ولكنه فاجئها بأن العقد و ظروف الحياه لا تسمح الا لفرد واحد وليس لاسرة .. فشعرت وكأن جميع الاحلام والمشاعر والطموحات التى اشتركت بينهما تذووب وتذهب خلف الشمس . وأعتذر لها عن ما قد سببه لها من ألم . مخبرا لها بأنهم يمكن ان يرتبطا بشكل مبدئى لان موعد السفر خلال الشهور القادمه فلازالت هناك فرصه للخِطبه ، ثم حينما يعود يعقدا القران .. ولكنها رفضت وقالت عدنى اننا لن نرى بعضنا مرة اخرى , فقال لها اعدك بأن اترك سواى يقدم لكى السعاده التى عجزت ان تقديمها بيدى. .

ومرت السنوات وكان لا يشغلها سوى عملها وتقدمها المهنى فقط ، حتى انها رفضت كافة عروض الارتباط بأخرين .. حتى أتت اللحظه التى انتظرتها دائما وهى لحظه صدور اول كتابَ لها . يحكى عن (تجارب نسائيه عديده ومحاولاتها فى ايجاد طريق للنجاح  فى زمن يتسيد فى الذكور الموقف) . فقد نجح الكتاب وطبع منه العديد وترجم للعديد من اللغات حتى وصل الى  احد المهرجانات الدوليه التى تهتم بالكتاب والثقافه العامه . وكان وسط عدة مؤلفات لمختلف الجنسيات . ولكن شاءت الاقدار أن يحصل مؤَلفُها على جائزة احسن كتاب نسائى . فسافرت لتنال تكريمها . وما ان وصلت الى مكان الحدث وهمت لاستلام جائزتها وفوجئت بأن رئيس المهرجان  هو الحبيب السابق . فأنعزلت تماما عن المحيط الذى حولها ساهمتاَ فى وجهه . وكانت اصوات التصفيق خلفها كالسراب البعيد كأنها قطرات ندى على اوراق الاشجار الذابله وليست الاف الايدى التى تصفق بحماس وتشجيع .. و ما ان لاقاها وأقدم لتحيتها وامسك بيدها (قالت بداخلها استلم تكريم عمرى الذى انتظرته بأنامل من احببت !! ) . و قال لها هو بصوت لا يسمعه سواه .. هل تقبلين بأن اعتبر هذا التكريم الذى اسلمه لكى بيدى جزءأ من السعادة التى لم استطع تقديمها فيما سبق وجاءت مؤجله . مع ابتسامه كلها أمل . فقالت له بأبتسامه مشابهه لها . أقبل يا .... سيادة الرئيس . ثم طلب منها ان توافق على ما سيطلب امام الجميع الان . وقال امام الجميع (اننى لم أكن أستطع ان احضر امامكم هنا اليوم كرئيس للمهرجان لولا اننى ف يوم تعلمت التفانى والطموح الا متناهى من هذه الامرأة ،فأريد اليوم منها امامكم ان تشاركنى باقى الرحله القادمه من النجاح العملى والحياتى .. ) ونظر لها متسائلا .. هل تقبلين ؟!! وافـقـت وكانها تربت على قلبها (لقد عاد حبيبنا )

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز