عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الحرائق تكشف عن ظهور خيول بربرية برية في ولاية خنشلة

الحرائق تكشف عن ظهور خيول بربرية برية في ولاية خنشلة
الحرائق تكشف عن ظهور خيول بربرية برية في ولاية خنشلة

بقلم : الطيب دخان



    تعتبر جبال الأوراس من أشهر المناطق التاريخية والطبيعية في الجزائر وشمال إفريقيا  وعند النطق بكلمة "الأوراس" فإننا مباشرة نعني تلك  ذلك القسم الشرقي من سلسلة الأطلس الصحراوي التي تفصل الهضاب العليا عن الصحراء الكبرى، وتعتبر أعلى نقطة في جبال الأوراس هي قمة "رأس كلثوم "بجبل شيليا  في بلدية بوحمامة ولاية خنشلة والتي يصل إرتفاعها إلى 2328 متر تقع  بين ولايتي باتنة و خنشلة .ثم قمة جبل المحمل البالغ ارتفاعه 2321م ثم قمة اشمول ارتفاعه 2100متر قمم أخرى في جبال الاوراس التابعة لباتنة ثم تلي قمة اعالي الناس جنوب ولاية خنشلة بعلو حوالي 2000متر.

    الأوراس تضم سلسلة من الجبال والسهول الممتدة بين  الجزائر وجزء صغير من دولة تونس. سكانها  من الأمازيغ ويعرفون باسم "الشاوية"

 

تنموا بها  أشجار البلوط المحلية وأشجار الصنوبر الحلبي وأشجار التنوب النوميدي وأشجار السنديان الأخضر وأشجار السدر الجبلي والأشجار المثمرة (البرتقال، التفاح، الخوخ، المشمش، التين ،الزيتون، لوز) في كل من مرتفعات شيليا وإشمول وتتميز قمة المحمل بباتنة وقمة رأس كلثوم ببوحمامة ولاية وعين ميمون   ولمصارة ولاية خنشلة بوجود صنف نادر من الأشجار على المستوى العالمي وهي أشجار الأرز الأطلسي.

من بين الحيوانات التي تعيش فيها

الثدييات:كالضبع، الأرانب، الثعالب، ابن آوى الذهبي، الوشق،  والغزال شوهد مؤخرا في جبال بودخان  وسيار  جنوب ولاية خنشلة - أسد البراري والذي يسمى بالأسد البربري كان يصطاد في القرن 19 قرب مدينة آريس.

    الطيور:اللقلق، البط، النسور وغيرها من الطيور.بالإضافة إلى العديد من الزواحف تشتهر ايضا منطقة الأوراس  بوديانها السحيقة والعميقة  ومن بينها

الواد الأبيض: اغزر املال الذي ينبع من قمة شيليا وقمم اشمول واريس يمر على اينوغيسن واريس وغسيرة شرفات الغوفي وبنيان ومشونش لينتهي إلى سد فم الغرزة بلحبال ببسكرة.

    واد بو عكوس "يوكوس" ولاية تبسة.

    واد الناقص ولاية تبسة.

    واد بو فيسان "غارت "ولاية خنشلة

واد سيار وتبردقة بولاية خنشلة

    واد منتانا ولاية تبسة.

    واد بني فضالة: المطل على مناطق القصور، معافة، عين التوتة ليصل إلى سهول بوزينة

    واد تيبجردة: والمعروف بواد شرشار.

    واد الطاقة: الذي يغذي سد كدية المدور ببلدية تيمقاد.

    وادي العرب: بشبلة وخيران إلى الولجة وخنقة سيدي ناجي جنوب خنشلة.

    واد عبدي: الذي ينبع من المحمل وجبال أولاد عبدي ويمر على ثنية العابد وشير والنوادر ومنعة وورقة وتيغرغار وامندان وبوحفص وبني سويك وينتهي إلى بسكرة وبالضبط السعدة و شط ملغيغ تمتاز بمناخها الشبه قاري كما تظهر عليها هذه

الفوارق الحراريةبين فصلي الشتاء والصيف, وبين الليل والنهار, تتسع هذه الفوارق كلما زاد الارتفاع, فالثلوج إذ تتساقط بكثافة على المرتفعات التي تزيد عن 1300م وخاصة بالسفح الشمالي.وهذا ما ساهم في تشكيل غطاء نباتي مميز للمنطق

 غنية جدا بثرواتها المعدنية كالأسمنت، الملح، الزئبق ،الحديد ،الزنك، النحاس، الفضة، الذهب، الرصاص، القصدير ،الفوسفات، النفط، الغاز،  والطبيعية كالأخشاب وكلها تتواجد في مقالع ومناجم. بكل من عين ميمون ولاية خنشلة ووادي غوفي وآريس  وآشمول في باتنة وغيرها من المناطق

    كما أن جبال الأوراس مليئة بالينابيع الحارة والباردة والتي تستغل في العلاج الحموي والسياحة وأشهرها حمام الصالحين - وحمام لكنيف البخاري بخنشلة وحمام  سيدي الحاج بمنبع الغزلان بين باتنة وبسكرة.

وقد أرتبط تاريخ الجزائر الحديث والقديم  أشد الإرتباط بهذا الإقليم. إذ يوجد فيه فيه قبر ماسينيسا  مؤسس الدولة النوميدية وقصر الملكة دهيا (الكاهنة) ملكة الأمازيغ 

قبل الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا  في مدينة بغاي ولاية خنشلة وأيضا ضريح "امدغاسن" الأمازيغي المتميز بهندسته العالية قرب مطار باتنة. وضريح سدياس ذوا الشكل السداسي والوحيد في شمال إفريقيا "بالمحمل" ولاية خنشلة

وإلى غاية العصر المعاصر ظل تاريخ الجزائر مرتبطا إرتباطا وثيقا  بجبال الأوراس،إذ كانت هذه المنطقة مهدا لثورة التحرير المباركة نوفمبر 1954 من أشهر الثورات في العالم  فمن قلبها مدينة خنشلة إنطلقت الرصاصة الأولى ضد الإستعمار الفرنسي  ومن بين أبنائها هؤلاء  الشهداء العظماء " مصطفى بن بولعيد "و"العقيد سي الحواس و"العربي بن مهيدي "إضافة إلى "عباس لغرور" و "شيحاني بشير"  و"شريط لزهر "و"حوحة بلعيد "و "علي اسويعي "وغيرهم من العظماء

ومنهم الرجال الذين كانوا من صناع المجد  والتاريخ خاضوا ملاحمها ولم تكتب لهم الشهادة "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا "

وعندما تعرضت  مؤخرا غابة بني ملول غرب ولاية خنشلة لعدة حرائق خلال هذا الصيف المنصرم شوهدت قطعان من الخيول البرية البربرية الأصيلة هاربة من لسعات اللهب تجوب سهول هذه المنطقة في أول ظهور لها منذ عقود خلت من عمر الزمن ....

إذ يعتبر هذا النوع من أحسن وأندر الخيول في العالم  إستعملها النوميديون  والبونيقيون في حروبهم وعشقها الرومان وحاولوا تربيتها والحفاظ على سلالتها النادرة ثم إهتم بها الإنجليز والفرنسيون  إذ يمتاز الحصان البربري بقوته الخارقة في الحرب مع ضخامة صدره وقصر أذنيه كما يمتاز بذيله الطويل الملتصق بالأرض

فهل  ياترى سيدفع هذا بالسلطات العليا للبلاد وعلى رأسها وزارة السياحة بالتفكير في إنشاء محمية طبيعية خاصة بهذه المنطقة لحمايتها من الحرائق وإعتداءت أيادي الإنسان المتكررة عليها إذ لاتتورع في قطع أشجارها واصطياد حيوانتها النادرة وحمايتها من الإنقراض مثلما يفعل الآن بحيوان الغزال الأوراسي في جبال بودخان على حدود  خنشلة وتبسة وفي صحراء النمامشة  ..... ومشهور أيضا عن غابة بني ملول  بلدية لمصارة جنوب غرب ولاية خنشلة  أنها تعتبر من اكبرغابات الصنوبر الحلبي في شمال إفريقيا كما تنموا بها  أشجار البلوط والأرز والسنديان إلى غيرها كانت مقرا للولاية التاريخية الأولى أوراس النمامشة  بها أستشهد الرائد علي اسوايعي قائد الولاية كالأسد في عرينه بعدما طوقت قوات الإستعمار المنطقة كلها بالدبابات والطيران   في معركة حامية الوطيس سنة 1960

قال عنها أحد جنرالات فرنسا " لولا غابات بني ملول لقضينا على الثورة في الجزائر "

تغنى بمنطقة الأوراس شعراء  شعراء كثيرون منهم

الشاعر ابوا القاسم خمار

وبدا من الأوراس ماردنا كما         يبدو لدحر النائبات قضاء

متفجر البركان محموم الذرى         تذري الجندي أطرافه الهوجاء

 قال عنها الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش :

جبال الأوراس     في بلاد كل مافيها كبير الكبرياء...

 شمس أفريقيا على أوراسها قرص إباء

    وعلى زيتونها مشنقة للدخلاء..

وقال أيضا

افتح ذراعك للجزائر

و احضن مسدس كل ثائر!

المدفع الرشاش في الاحضان يحفظ .. في المحاجر

خبئه في العينين .. في الشفتين.. في قلب الجزائر

و انصبه تمثالاً.. الها امطر الدنيا بشائر!

فسلاحنا مطر السماء ، و ليس موتاً أو مخاطر

فلينبت الزيتون ، و ليزرع زهور الحب في قلب الحرائر

و ليخمر الخبز المملح بالكرامة و المفاخر

و ليحرس الشطآن من ريح يحركها مغامر!

يا طائر الاشواق ضعني قشة عند البيادر

أو عشبة منسية في عرق دالية تسامر

حتى أغنى الريح ، و الهضبات ، و الجبل المفاخر:

أوراس يا اولمبنا العربي .. يا رب المآثر!

انا صنعنا الانبياء على سفوحك .. و المصائر

انّا صنعناها ، و ما أوحت بها اوهام ساحر

أو شاعر نسي التراب.. فراح يستجدي الخواطر

أوراس ! يا خبزي و ديني .. يا عبادة كل ثائر!

افتح ذراعك للجزائر

في يوم أعراس الجزائر

فعلى خيول الريح أسراجنا و علقنا المنائر

و أتت (( عروس الشعب )) ترفل بالكواكب و الازاهر

انا دفعنا مهرها مليون ثائرةٍ و ثائر

و على صباح جبينها الوضاء أشعلنا المباخر

..رفاً من الشهداء ليس تعيه ذاكرة المآثر

و من الدم المسفوح حنينا الانامل و الضفائر

 أما الشاعر سليمان العيسى فقد قال في قصيدته: آمنت بالأوراس

يا سفح يوسف يا خصيب كمينه         يا روعة الأجداد في الأحفاد

يا إرث موسى في النسور وعقبة         والبحر حولك زورق بن زياد

يا شمخ التاريخ في أوراسنا         يا نبع ملحمتي بثغر الحاد

 

    ومن القصيم ( عنيزة ) الشاعر إبراهيم الدامغ يحث الثوار في الأوراس على الجهاد في قصيدته - روابي الخلد - حيث يقول:

    يا نخب الأوراس يا نسل الاباة الفاتحين

يا سيوف الثار يا رمز الكفاح المستبين...

    يا فداء الوثبة الكبرى على حق ودين..

ومن السودان الشاعر محمد الفيتوري الذي تغنى طويلا وتجاوب مع ثورة نوفمبر كغيره من الشعراء العرب حيث يقول:

فالثورة مازالت تكسو

قمة الأوراس وتسقيـها...

    والثورة ما زالت تمشي

    فوق جماجم جلاديها..                                                                                         

                                                                                                                                                             

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز