عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الدواعش مسؤولية عربية

الدواعش مسؤولية عربية
الدواعش مسؤولية عربية

بقلم:   محمد الشافعي فرعون 
 
-    أيد ملطخة بالدماء ، وقلوب مترعة بالسواد ..... سواد مايرتدون ، وما يرفعون ، وكره لهم يتجاوز حدود ما بين مشرق الأرض ومغربها  ، وفزع منهم لكل أخضر ويابس يمرون عليه أو قريبا منه .
داعش .... بصرف النظر عما ذهب اليه البعض من كونها نبتة خبيثة زرعتها المخابرات الأمريكية في أرض خصبة لتجعل منها سببا ومبررا للعودة بقوة الى اختراق الأجواء العربية المنهكة بمباركة وتلهف من أصحاب الأرض خوفا من تنامي هذه النبتة الخبيثة ، ودفعا لها .
وبصرف النظر عما ذهب الية بعضا آخر من أنها صناعة ايرانية تهدف الى تخفيف الضغط على الشيعة ، وإلصاق تهمة الارهاب الأسود اللون أمام العالم بالسنة ، تمهيدا لتسرب  شيعي غير مسبوق الى دول المنطقة ظهرت آثاره جلية في العراق وسوريا ولبنان و بإستيلاء الحوثيين على صنعاء في اليمن .
وبصرف النظر ايضا عما ذهب اليه البعض الثالث من أنها صناعة تركية للقضاء على أكراد سورية ، فداعش ( وغيرها من الدواعش )  كفكرة قبل أن تكون تنظيما هي مولود طبيعي للفساد وضعف الدولة ووجود تيارات مناوئة لنظام الدولة ليس على مستوى المعارضة السياسية ، وإنما كمواجهة عسكرية لنظام فاقد للشرعية أو طائفي  ( في نظرهم )  يجب تغيره بكل الطرق .
هذه الفكرة الشيطانية عابرة للدول لا تحول حدود جغرافية بين تمددها واتساعها خاصة وأنها تلبست عباءة الدين كستار يخفي أغراضها التي قامت من أجلها ، وكقناع زائف قد يضمن لها عدم تصادم شعوب المنطقة المتدينة بطبيعتها  أو تلك التي تميل الى التدين معها  ، وهو ما قد يحقق لها الانتشار والانتقال الآمن رغم الحدود والسدود والكراهية .
أرضنا في مصر ( للأسف ) خصبة لتلقي هذه النبتة الخبيثة ورعايتها فالفساد يضرب بأجنحته اركان الدولة الحكومية منها قبل الخاص بشكل لم  تعد معالمه تخفى خلف جدران أو تستتر ، كما أن الدولة لم تسترد كامل عافيتها بعد فمازالت الجراح تئن ، والدماء تسيل والجسد متعب لا يقوى على الصمود  رغم المحاولات الجادة لانعاشه ، وتأتي  ( ثالثة النوائب ) التيارات المناوئة لشرعية النظام بتفجيراتها التي أصبحت تشرق مع شمس كل يوم ولا تغيب مع غروبها ليس في سيناء فقط ، وانما تجاوزتها الى اصابة العمق المصري في قلبه .
داعش في العراق ، وأحرار الشام والنصرة في سورية ، وانصار بيت المقدس في مصر ، وأجناد مصر في ليبيا ، وجند الخلافة في الجزائر كل هذه الجبهات ما هي إلا   بالونات اختبار لمن أطلقوها للوقوف على رد الفعل العربي ومداه  ، وشاهد اثبات مخز على التمزق والضعف العربي ، وعلى أن سهام الغدر والخيانة أطلقت بأيد  بني جلدتنا ممن  يحملون نفس ملامحنا ويتكلمون بكلامنا  ويعيشون بيننا ، ولكنهم عصا في يد وحذاء في قدم من يدفع لهم  أكثر ممن  يستكثرون علينا نعمة الاستقرار ويريدون الاستيلاء بغير حق على ثرواتنا  .
خصمك قد ينتصر عليك ليس لأنه الأقوى ولكن لأنك أنت الأضعف ، داعش ليست قوية ولكن أنظمتنا هي الضعيفة .
القضاء على داعش وغيرها ممن يتلبسون عباءة الدين قد يبدوا صعبا صعوبة القضاء على الفساد ولكنه ليس مستحيلا  .
إذا كان الآخرون قد صنعوا داعش وغيرها من الدواعش  التي تختلف معها في الاسم ولكنها تتفق معها في الهدف ، فنحن وأنظمتنا العربية على إمتداد الساحة العربية قد وفرنا لها التربة الخصبة للإنبات والنمو والانتشار ، فلماذا نلوم الآخرين ولا نلوم أنفسنا ؟ 

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز