عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كلمات في ذكرى الزعيم

كلمات في ذكرى الزعيم
كلمات في ذكرى الزعيم

بقلم : محمد الشافعي فرعون 
 
- قامة عالية في تاريـــــــخ مصر المعاصر لم تطاولها قامة ، وظاهرة غير مسبوقة  لم  يظهر لها مثيل حتى الآن ، إستحق لقب الزعيـــــــم عن جدارة ، وعندما تُذكر كلمة الزعيــــــم  يتبادر اسمه  فورا الى الذهن  .

 



مرت (44 ) سنة على وفاته في (28 ) سبتمبر 1970 م ، لكنه لازال يعيش ملء السمع والبصر وفي قلوب كل الشرفـــــــاء والمخلصين من أبناء مصر ( وهم كثُر ) .

 

إختلف البعض معه ، ولكن الجميـــــــــع أجمع على حبه ووطنيته وإخلاصه لمصر  ، فرغم تلك السنوات الطوال على فراقه لازالت صوره تتصدر المياديـــــــن ، وسيرته تتقدم المجالس ، وكلماته تهز العقول قبل القلوب في كل مناسبة وطنية .

 

هو الزعيـــــــــم جمال عبد الناصر حسين سلطان علي عبد النبي ، المولود في (15 ) يناير 1918 م في (18 ) شارع قنوات بحي باكوس بالإسكندرية ، ثاني رؤساء مصر  بعد الرئيس محمد نجيب( 1954- 1970 م ) ، مفجر ثورة (23 ) يوليو 1952 م وأحد أهم الشخصيــــــــــات السياسية في عالمنا العربي في القرن العشرين .

 

غاب عنا بجسده ، ولكنه شديـــــــــد الحضور بفكره ومبادئه ، إستحوذ على قلوب الملايين بثوريته ، ووطنيته ،وإخلاصه لبلده ، وترفعه عن إستغلال منصبه  في تحقيـــــــــق مكاسب خاصة له أو لأسرته ، وكما عرفنـــــــاه من أسرة فقيرة تنتمي الى قرية بني مزار في صعيد مصر ، فقد مات دون أن تتلوث يده  ، توفى وفي جيبه (84 ) جنيها ، واستبدل معاشه ليزوج إبنتيه ، ترك الدنيا وأسرته لا تملك سكنا خاصا ، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشهــا منه  ومبلغ ( 3718 ) جنيها مصريا بحسابه في بنك مصر ، وسيارة  ( أوستين ) كان يملكــــــــــــــــــها قبل الثورة  .

 

ستة عشر عاما هي فترة حكمه لمصر مليئة بالإنجازات التي لاتزال تعيش بيننا ، ونعيش بها  حتى الآن منهـــــا ( على سبيل المثال وليس الحصر ) على المستوى الدولي : ساهم في تأسيس منظمة عدم الإنحيـــــــاز مع الرئيس اليوغسلافي (تيتو ) والأندونيسي (سوكارنو ) والهندي ( نهرو ) ، و في تأسيـــــس منظمة التعاون الإسلامي ، وساند الحركــــــات الثورية في الوطن العربي بدعمه لثورة استقلال الجزائر ، وتحريـــــر جنوب اليمن ، وبعثه الإهتمــــــــام بالقضية الفلسطينية ، وفي مصر: أسهم في إنشاء أكثر من (3600 ) مصنع في مجالات الصناعــــــات التحويلية ، وكان وراء الغاء الطبقـــــــــات التي كانت سائدة في المجتمع المصري ، فأصبح أبناء العمال والفلاحين وزراء وأطباء ، ........، وكان له تأثيره الواضح في التوسع في التعليــــــم المجاني ، إضافة الى قيامه بتأميــــــــــم قناة السويس ، وبناء السد العالي الذي حمى أرض مصر من الفيضان ، ووفر لها الكهرباء ، وقوانييـــــــن الإصلاح الزراعي التي أعادت الحياة الى الفلاح المصري وجعلته مالكا بعد أن كان أجيرا ، وغيرهـــــــا من المشاريع العملاقة .

 

هي بالفعل إنجازات ثورة ، وما كان لها أن تتحقق إلا بوجود الزعيم .

 

ولأنه بشر فله أخطاؤه ، لكنهـــــــــا تتلاشى أمام  أنجازاته العملاقه ، على أن هذا لم يمنع البعض ممن تعارضت مصالحهم مع الثورة وأهدافهـــــــا  وحرص الزعيم على تنفيذها من المحاولة المرة تلو الأخرى في  هدم هذا الصرح في نفوس المصريين أو النيل منه ،  وباءت كل تلك المحاولات بالفشل وتحطمت على صخرة حب الشعب له ، سنوات طويلة مرت على وفاته لم يثبت خلالها أحدا من الذين إختلفوا معه أو عارضوه أنه إستغل منصبه وحب الجماهير له لتحقيق منافع له أو لأولاده .

 

وكما حرر الزعيم الفلاح من عبودية الاقطاع الجائر ، والعامل من عبودية الرأسمالية الظالمة ، فقد ضخ  دماء جديدة مملؤة بالعزة والكرامة  في شرايين كل مصري  .

 

ليست هذه الكلمات تكريما له ، أو تأبينا لوفاته ، وإنما تأكيدا على أن الزعيم جمال عبد الناصر سيظل  خالدا  في قلوب الشعب المصري .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز