عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الدكتور خالد عزب : مشروع نقل العاصمة تغيير فاشل لشخصية مصر

الدكتور خالد عزب : مشروع نقل العاصمة تغيير فاشل لشخصية مصر
الدكتور خالد عزب : مشروع نقل العاصمة تغيير فاشل لشخصية مصر

حوار - محمد عاشور

يهتم كثيرا بالتراث، ويدعو إلى توثيقه فى كل مناسبة يمر بها، منذ أن جاء من بلدته حاملا على عاتقه هموم تلك التركة الثقيلة التى أُهملت بفعل عوامل تعرية الزمن لها، فقرر دراسة الآثار المصرية، ليزيل عنها الغبار الذى شوه وجهها الجميل، ولم يتوقف به الحال عند ذلك، ولكنه ازداد تمسكا بها، وبحث  فيها، فحصل على الماجستير والدكتوراة متخصصا فى الآثار الإسلامية، وعندما انتقل الى العمل بمكتبة الإسكندرية لم تنسه تلك العروس بهوائها النقى، ومياهها الصافية، عشقه الأول للآثار، ولكنه عاش من جديد بين آثار تلك المدينة سابحا معها فى أضواء التاريخ، مقتنصا الفرص الواحدة تلو الأخرى لزيارة قاهرة المعز مستمتعا بجمالها الذى تحوطه العشوائية، ولكنه لايرى غير صورة الأبيض والأسود  الجميلة والحالمة، إنه الدكتور خالد عزب مدير إدارة الإعلام ورئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية، وإلى نص الحوار:ـ  



• مؤتمر المثقفين
دعا الرئيس السابق عدلى منصور فى قمة الكويت هذا العام إلى عقد مؤتمر للمثقفين العرب تستضيفه القاهرة وتم اختيار مكتبة الإسكندرية مكانا لانعقاد هذا المؤتمر، فهل بدأتم فى التنفيذ لاستقبال المثقفين العرب؟


- تم تشكيل لجنة مشتركة من المكتبة ووزارة الخارجية، مهمتها التنظيم والتنسيق لهذا المؤتمر، كما عقد لقاء مع المثقفين العرب فى القاهرة لوضع بنية أساسية له، لكن لم يتم تحديد الموعد بشكل رسمى حتى الآن

.    
الرئيس السابق المستشار عدلى منصور عندما كان موجودا فى قمة الكويت تحدث عن دور المثقفين والمفكرين فى مواجهة التطرف والإرهاب وهذه هى القضية الرئيسية المطروحة للنقاش

.
• تبادل ثقافى
 هل توجد شراكات ثقافية بين مكتبة الإسكندرية والولايات المتحدة الأمريكية؟
-  لدينا شراكة مع مكتبة الكونجرس، قائمة على أننا وهم شركاء فى بناء «المكتبة الرقمية العالمية»، فالكونجرس هو مكان استقبال كل المشاركات الدولية، ومكتبة الإسكندرية هى الداعم الفنى لبناء موقع المكتبة الرقمية العالمية كما تقوم المكتبة مع الولايات المتحدة الأمريكية بالعمل فيما يسمى «موسوعة الحياة»، وهى مشروع علمى دولى يقوم بمسح ورصد كل ما يتعلق بالحياة الطبيعية فى العالم، وهذه الموسوعة العالمية مكتبة الإسكندرية تتولى فيها كل ما يتعلق بالبيئة الطبيعية فى المنطقة العربية كلها، خاصة أننا فى مصر خلال سنوات معدودة فقدنا أنواعا مهمة من الحيونات، تم استنزافها إما بالتصدير للأكل، أو المقاومة بالكيماويات، أو القتل من قبل بعض الناس، والموسوعة العالمية تهدف إلى تعريف العالم بما يتعلق بهذه البيئات الطبيعية على مستوى العالم

.
• البيئة الطبيعية
 باعتبارك أحد أبناء محافظة كفر الشيخ وبها إحدى المحميات الطبيعية ممثلة فى بحيرة البرلس وما حولها من نباتات مهمة إلا أنها تعانى من إهمال يؤدى إلى اندثارها فى المستقبل، لماذا لا يتم العمل على حمايتها ضمن موسوعة الحياة؟
- حاليا يقوم «مركز التراث الطبيعى والحضرى» التابع لمكتبة الإسكندرية بحصر العديد من النباتات المصرية خاصة الموجودة من العصر الفرعونى، وسوف أذكر لك نوعين من أهم النباتات المصرية التى لم تعد موجودة، هما الجميز حيث كاد يختفى من البيئة المصرية، ونحن نعمل على استعادة تنشيط الجميز كفاكهة تتميز بها مصر، والنبات الثانى «حب العزيز»، والمصرى القديم أدرك قيمته قديما، حيث اكتشف أن المواد المكون منها تزيد من مناعة الجسم، وأنه أحد العوامل المساعدة لمقاومة السرطان، وهذا ما تم توثيقه فى مركز التراث الطبيعى والحضرى


 وماذا عن مشاكل بحيرة البرلس وغيرها من البحيرات المصرية التى تعانى من إهمال قد يؤدى إلى إعدام ما بها من كائنات حية وأسماك؟
- «مركز الدراسات البيئية» بدأ العمل على حل مشاكل البحيرات فى مصر، خاصة أن 03٪  من ساحل دلتا النيل مهدد بالغرق خلال العشرين عاما القادمة، وأن يصبح جزءا من البحر الأبيض المتوسط، وهذا يعنى أن المنطقة من بلطيم حتى مطوبس، ومن دمياط إلى برمبال بالدقهلية مهددة بالغرق كاملة، وسوف يتم تهجير سكانها البالغ تعدادهم الآن 2 مليون نسمة فى حال غرق آلاف القرى والعديد من المدن فى تلك المنطقة، إلا أن «مركز الدراسات البيئية بمكتبة الإسكندرية» بدأ التحرك فى هذا الإطار، وبدأ فى رصد تآكل شاطئ البحر فى هذه المنطقة، ومن ناحية أخرى وللأسف الشديد الدولة خلال الأربعين عاما الماضية ردمت أجزاء كبيرة من بحيرة البرلس بدعوى استصلاحها، إلا أن الردم يعد قضاء على جزء مهم من البيئة الطبيعية، وما بها من نباتات وأسماك وحيونات، كانت موجودة بالبحيرة التى تعد جزءا مهما من التراث فهى منذ عهد الفراعنة، حتى إن جزءا مهما من قصة «إيزيس وأوزوريس» وقع فى أحراش بحيرة البرلس، كما أنها مليئة بالأثار المصرية


 هل كان للمكتبة دور فى البحث عن الآثار المصرية التى سرقت بعد ثورة 52 يناير أو التوثيق لها؟
- عقدنا فى مكتبة الإسكندرية جلسة مع وزير الآثار حول هذا الموضوع، أعلن الوزير خلالها عن مبالغات فى كم الآثار التى هُربت خارج مصر، وقال هناك أرقام تقول إن ما تم تهريبه من آثار مصرية بعد الثورة بلغت قيمته «3 مليارات دولار» وهذا غير صحيح، وأوضح لنا أنه تم اتخاذ إجراءات مشددة بخصوص عملية البيع، خاصة فى بلجيكا وسويسرا، وكذلك عمليات الاتجار فى الآثار أو التنقيب عنها، وأقول: من الطبيعى فى ظل حالة الانفلات الأمنى التى كنا نعانيها أن تحدث بعض السرقات للآثار، بسبب الوهم الموجود لدى الناس و«هو إنك عندما تجد قطعة أثرية سوف تصبح غنيا»، وأرى أنه للحد من ذلك أن يقام «مرصد» لأسعار الآثار المصرية، حتى يعرف الناس ثمنها وقيمتها، لأن الناس تظن أن الآثار ثمنها أكبر بكثير مما تتخيل


• لماذا لم تأخذ المكتبة خطوة نحو تمثال «سخم كا» الذى تم بيعه فى أحد المتاحف البريطانية؟
- أرى أن «الدول الأوروبية، والولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وسويسرا، وبلجيكا» لها أدوار سيئة فى التعامل مع الآثار المصرية، وغيرها من آثار الدول العربية كالعراق، وسوريا، وفلسطين، وأيضا الآثار الإيرانية والصينية، وأن هذه الأدوار السيئة تساعد على تهريب الآثار، وتوفير غطاء قانونى لعملية بيعها، ولذا يجب أن نراجع اتفاقياتنا مع هذه الدول مرة أخرى،.

• الصورة الذهنية
• هل للمكتبة «خاصة أن مجلس أمنائها يضم 62 عضوا من مختلف دول العالم» عن طبيعة الأحداث فى مصر؟
- بذلت مكتبة الإسكندرية مجهودا كبيرا بعد 03 يونيو لتصحيح صورة مصر فى الخارج، وأعضاء مجلس أمناء المكتبة اطلعوا على حقيقة الوضع فى مصر أثناء زيارة القاهرة فى الاجتماع السنوى لمجلس أمناء المكتبة، والتقى بهم الرئيس عدلى منصور فى قصر الاتحادية، ووقتها اتضحت الرؤية الحقيقية للأوضاع فى مصر أمام العديدين منهم، كما بذلت المكتبة مجهودات جبارة خارج مصر لإعادة تصحيح صورة مصر الذهنية فى الخارج، وإن كنت أرى أن أفضل طريق لتصحيح صورة مصر فى الخارج هو العمل من أجل بناء الدولة المصرية، فى هذه الحالة الصورة الذهنية ستتغير تلقائيا، فمثلا مشروع حفر قناة السويس الجديدة تناقلته كل قنوات العالم ومواقع الإنترنت ونشرات الأخبار العالمية فأصبح المشروع حديث العالم، ولذا نحن نحتاج عدة مشروعات مثل هذا المشروع الضخم ليصبحوا حديث العالم

 وجه القاهرة
 قلت عن القاهرة إنها ترهلت ولم تعد ذات وجه مشرق أو معبر عن الدولة كيف نغير وجه القاهرة؟
- نقل العاصمة مشروع فاشل، فالقاهرة هى العاصمة الرابطة بين محافظات الوجه البحرى والوجه القبلى، ومنذ الأزل وهى عاصمة مصر، وتغييرها كأنك تغير شخصية الدولة المصرية،  عاصمة مثل القاهرة لا تقل جمالا عن باريس ولندن، وتعد جزءاً مهماً من صورة الدولة وشخصيتها، والتصور المطروح هو عدم نقل العاصمة ولكن بناء امتداد لتطوير العاصمة الحالية، وهذا يعنى أننى سأخلق خلايا سرطانية جديدة حول القاهرة المدينة الأم، وبالتالى ستظل هى الجاذبة لحركة السكان فى مصر، وأرى أن الانتهاء من هذه القصة يتمثل فى إنهاء إنشاءات جديدة خدمية أو صناعية داخل القاهرة وامتداداتها، مع ضرورة بناء هذه المنشآت فى المدن الأخرى، فليس منطقيا أن أعطى تراخيص مصانع فى القاهرة، أو امتداداتها مثل 6 أكتوبر أو بدر أو حلوان، علينا إيقاف هذه المهزلة، وتفريغ القاهرة من المصانع الموجودة فيها

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز