أحمد مجدى همام: أعمل على رواية تتناول مجتمع الأرمن المصريين

حوار - فاطمة خالد

 

روائي وقاص وصحفي مصري، يعمل مراسلًا ثقافيًا لجريدة "الحياة اللندنية" من القاهرة، كما يعمل بالقسم الثقافي ببوابة التحرير الإخبارية، وسبق له النشر في عدة صحف ودوريات عربية، صدر له رواية "قاهريّ" عن دار نفرو للنشر 2008، رواية "أوجاع ابن آوى" عن دار ميريت للنشر 2011، حاصل على المنحة الإنتاجية لمؤسسة المورد الثقافي دورة أغسطس 2013 عن مشروع رواية "الحكّاءة الأرمينية".

 

هو الكاتب أحمد مجدى همام، والذى صدر له مؤخراً مجموعة قصصية بعنوان "الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة"، لذلك حرصت "بوابة روزاليوسف" على الأقتراب منه، والحديث عن تجربته وطموحاته فى الشعر وخططه للمستقبل.  

 

بداية.. من أحمد مجدى همام؟

روائي وقاص وصحفي مصري، من مواليد العام 1983 بمدينة العين في دولة الإمارات، وحالياً أعيش في القاهرة، خريج كلية التربية قسم اللغة العربية بجامعة حلوان.

 

كيف كانت بدايتك مع الكتابة؟

الضجر كان دافعي الأول للكتابة، كنت أكتب لأني وحيد وبلا أصدقاء في مرحلة المراهقة، لأتسلى، ثم حدث أن أرسلت مقال كتبته لإحدى المجلات الشبابية، وبعدها طلبت مني إدارة المجلة الانضمام لفريق المحررين، وهكذا تطور الأمر من محاولة للتسلية إلى العمل بالصحافة، إلى كتابة القصة.. تنقلت بعدها بين عدة صحف ومجلات، وفي 2007 شرعت في كتابة روايتي الأولى "قاهريّ"..

 

حدثنا عن المجموعة القصصية "الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة"؟

وجدت نفسي أكتب هذه النصوص في الفترة الممتدة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، ربما لم أعمل على رصد اللحظة والمشهد الراهنين، باستثناء قصة واحدة، لكن تلك الفترة حملت لي تعارفاً جديداً بالقاهرة، وكأنها لحظة ميلاد ثانية، كما شهدت تلك الفترة حدثاً قاصماً أثر في بشدة وهو وفاة والدي، لذلك، لأجل تلك التغيرات الكبيرة والسريعة التي عشتها في سنوات ثلاث، ربما جاءت كتابتي سريعة وحادة تجنح للسخرية والتجريب تماهياً مع وطأة اللحظة الراهنة.

 

في المجموعة حاولت عبر تسعة قصص أن أقدم عدة تقنيات مختلفة للقص، مع خيط رفيع وباهت يربط تلك القصص، فكرة الهزيمة والخسارة، الفشل والانكسار بتجليات مختلفة. قمت بذلك عملاً بمقولة الكاتب الأميركي جون كوين الذي اقتبست عنه في صدارة الكتاب: "يمكن للمحاكاة أن تؤدي إلى الأصالة، قم بتمارين كتابة قصيرة تحاكي فيها أساليب مختلفة. جرّب عشرة أصوات إلى أن تعثر على الصوت الملائم لك، قلد اليد الواثقة لمعلم كبير. لكن تذكر هذا: فلتكتب اعتمادًا على تجربتك أنت"

 

وما سبب تسمية المجموعة" الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة "؟

في ستينات القرن الماضي انضم الكاتب الأرجنتيني خورخي بورخيس إلى حزب سياسي يميني، حدث ذلك في أوج مجد اليسار، وعندما سُئل بورخيس عن ذلك قال: "الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة". وهي ذات الجملة التي يستخدمها أحد الشخصيات في المجموعة. وربما لأن هذه القصص كُتِبت في فترة غير واضحة المعالم بالنسبة لي، تجنح للكآبة، وجدت أن فكرة الانكسار والانهزام مسيطرة على أجواء المجموعة، وإن كان ذلك بشكل فيه دعابة وسخرية.

 

 أيهما تفضل كتابة القصة أم الرواية؟

لا فرق عندي بينهما، المهم أن يكون ما أكتبه جيد، قصة جيدة تتساوي عندي بنوفيللا جيدة وكذلك برواية جيدة. وإن كانت الرواية والاشتغال على كتاب لفترة زمنية طويلة تمثل لي نوع من التحدي المحبب للنفس.

 

 ما الذى تطمح إليه فى الكتابة؟

أريد أن أكتب نصوصاً بلا كلمة واحدة في غير موضعها، وأطمح أن يتراكم في رصيدي أعمال من كل التيارات والألوان، كلاسيكية وتجريبية و أعمال تمزج بين اللونين، أومن أن الكاتب الحقيقي المتمكن من أدواته يستطيع أن يكتب بشكل متنوع ولا يكون محدوداً بأفكار أو قوالب أو ثيمات معينة.

 

 من الكتاب الذين تأثرت بكتاباتهم قديما وحديثا؟

من مصر أحببت أعمال حمدي أبو جليل ومحمد مستجاب وياسر عبد اللطيف، عربياً هناك السوداني الطيب صالح والسوري خليل صويلح والعراقي علي بدر، عالمياً كنت مفتوناً بالجنوب إفريقي كويتزي والبرتغالي سارماجو والإسباني برناردو أتشاجا.

 

ما هو جديد الكاتب أحمد مجدى همام؟

أشتغل حالياً على رواية تتناول مجتمع الأرمن المصريين، وتتعقب حيواتهم حتى المذابح التركية بحق الأرمن في 1915. لا أستطيع أن أقول تفاصيل كثيرة، وأتوقع أن أنتهي منها خلال الشهور القليلة القادمة.

 

هل تتفق مع من يقول أن الكتابة والقراءة أصبحتا موضة هذه الأيام؟

في المجمل الواحد يشعر بسعادة لأن هناك من يقرأ، وهناك شباب صغير في السن أصبح مهتماً بالكتب، حتى لو كان ذلك على سبيل الموضة، فتلك خطوة أولى سيتطور بعدها القارئ وينتقي كتبه..

 

ما نصيحتك للكتاب الجدد؟

لا أعتقد أني في موقع يسمح لي بتوجيه النصح، لكن إجمالاً أستطيع القول: اقرأ كثيراً، اسمع كل كلمة نقد ولا تأخذها بمحمل شخصي، وياحبذا لو يقرأ الجميع كتاب "رسائل إلى روائي شاب" للروائي البيروفي الحائز على نوبل ماريو برجاس يوسا.