رابح محمود يكتب : روزاليوسف تنتفض

فى جو رائع بديع قضينا وقتا روزاليوسفيا يملؤه الحب والمعرفة والابداع، وفى هذا اليوم استعادت ذاكرتنا تاريخ عظيم لمؤسسة عظيمة، أنشأتها سيدة لم يكن التاريخ لينسى أمثالها .

 

فاطمة اليوسف السيدة التى لم تعرف الخمول فى حياتها، ولم تعرف الانزواء وهى فى عصر الانزواء النسائى، فهى التى تركت التمثيل بعد ان تركت أثرا فيه لا ينسى، واتجهت الى عالم الصحافة ، فأصبحت نجما من ألمع نجومها .

 

وفى هذة الاحتفالية التى أقامتها بوابة روزاليوسف برئاسة الاستاذ عبد الجواد أبوكب، شعرنا بانتفاضة تاريخية لهذا المارد الروزاليوسفى الذى سكن فترة من الزمن ظن فيها من لم يحسن قارئة التاريخ انها نهاية روزاليوسف .

 

لم يدرك أن روزاليوسف مؤسسة تضرب بجذورها فى أعاماق العظمة والكبرياء، قد يعتريها ما يعترى المخلوقات من خفوت احيانا، ولكنها تظل تحمل فى باطنها عوامل البقاء، وتحتفظ فى داخلها بعناصر المجد والعظمة .

 

وفى الاحتفالية كدت أظن أن روح السيدة فاطمة اليوسف تحلق فى سماء هذه القاعة، تنظر بعين السعادة لتلك الفكرة التى أسست أركانها فى روزاليوسف منذ فكرت فى إنشائها .

 

فهى السيدة التى قدمت لدنيا الثقافة والمعرفة والابداع صحافيين وأدباء ومفكرين ما كان لهم أن يدخلوا دنيا الابداع الا بمساعدتها .

 

وكان الاستاذ  عبد الجواد أبو كب وهو يرسخ هذه الفكرة فى كلمته الرائعة، والتى أكد فيها على أن رسالته فى هذه البوابة العظيمة هى تقديم الادباء والموهبيين ممن لم تلمع اسماؤهم بعد الى هذه الدنيا دنيا الابداع والثقافة .

 

نعم وأعجبتى تلك الكلمة الرائعة له، التى من غير الممكن أن تتجاهلها ذاكرتى، أو تغيب عن وعيى فى حديثه عن بوابة المرأة حين أشار الى تلك الموجه من البرامج النسائية التى لا تهتم بغير الأزياء وبرامج الاكلات .

 

وفى هذه الكلمة الرائعة أكد أن هذه البرامج وهذه التوجهات الاعلامية، لم تستغل طاقة المرأة الثقافية والفكرية وأنها لا يمكن ان تقدم للدنيا إلا رجلا يحمل كرشا .

 

وفى هذه الاحتفالية الجميلة استمتعنا بغناء له مذاق خاص، غناء يداعب العقل ويغذى الروح، وكلمات راقية تحمل أفكاراً راقية غناها صوت عذب ترى فيه سمرة النيل وتشم فيه رائحة الطين المصرى، وفى نغماته وفى أداءه بساط يجوب بك تاريخ مصر ويأخذك فى رحلة مصرية بديعة .

 

فى هذه الاحتفالية أيقنت أن رزواليوسف تنتفض على يد ابنها عبد الجواد أبو كب .