محمد صالح رجب يكتب : "ولكم في العراق عبرة يا أولي الألباب"

 

انفرجت أسارير البعض ، وهلل آخرون لمشهد بعض الشباب وهم يحملون أسلحة ويعلنون في فيديو تناقلته المواقع الإلكترونية مؤخرا عن إنشاء ما يسمي " حركة أبناء سيناء " هدفها ــ كما يقولون ــ مواجهة ظاهرة الإرهاب وقطع دابرها ، وللحقيقة فقد بح صوتنا ونحن ننادي بظهير شعبي في الحرب ضد الإرهاب ، حيث لا يمكن حسم المعركة سريعا دون هذا الظهير ، غير أن ما قصدناه ــ ولا زلنا ــ هو ظهير شعبي بعيدا عن حمل السلاح وتكوين ميلشيات خارج إطار القانون ، ما قصدناه هو الوقوف في ظهر الدولة المصرية وقواها الأمنية ، ما قصدناه هو زيادة الإنتاج والكف في هذه المرحلة عن الإضرابات والمطالب الفئوية ، ما قصدناه هو تخلي البعض عن سلبيتهم في تعاملهم مع قضية الإرهاب والكف عن التعامل معها بمنطق " وأنا مالي" ، ما قصدناه هو احترام القانون وتقديم العون للجهات المختصة لتيسير تطبيقه ،  ما قصدناه هو عدم التستر على الإرهابيين وتقديم الدعم لهم بأي شكل من الأشكال ، الظهير الشعبي مطلب ضروري لكي تقف الدولة المصرية على قدميها مرة أخرى ، وطرق الدعم عديدة بعيدا عن حمل السلاح خارج القانون وتكون ميليشيات سرعان ما ستوجه سلاحها إلى الدولة المصرية ذاتها .

إن غض الطرف عن هذه الحركات والتهليل لها هو بمثابة غرس بذور شيطانية ما تلبث أن تنبت إرهابا ينمو و يتكاثر وينتشر سريعا مما يستحيل معه السيطرة عليها في وقت من الأوقات ، إنه انزلاق خطير نحو اللا دولة ، على من يهللون لمثل هذه الحركات التوقف فورا ، فما يكون وما ينبغي لدولة بحجم وقيمة مصر أن تسمح بذلك تحت أي ظرف ، ولكم في العراق وصحواتها عبرة يا أولي الألباب.