قصر"إسماعيل المفتش"يشكو الفساد والإهمال .. ويبحث عن يد أمينة لترميمه

كتب - علاء الدين ظاهر

كشف مصدر بوزارة الأثار أن مجلس الوزراء سيعتمد الفترة القادمة ميزانية جديدة لترميم قصر إسماعيل المفتش الأثري,خاصة بعد أن توقفت عملية ترميمه عدة مرات لأسباب متعددة منها الأزمة المالية التي تمر بها وزارة الأثار,ووجود شبهات فساد في أعمال الترميم والمبالغة في تكلفتها,وهو ما جعل وزير الأثار السابق الدكتور محمد إبراهيم يحيلها لجهات التحقيق.

 

ونظرا لأهمية القصر,كان علي رأس الأماكن التي قرر الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار زيارتها لتفقدها عقب توليه الوزارة قبل أشهر,وشاهد حينها بعينه ما وصل إليه حال القصر من تدهور وفساد وسقوط حوائط مركز البحوث على اﻻجهزة والأرضية،ممانتج عنها تقشير للحائط مما يعطى مؤشراً لسقوط أساس المبنى الذي يحتاج الى استكمال أعمال الترميم.وأقر الدماطي بالفعل أن القصر به مشكلة كبيرة .

 

ويرتبط قصر اسماعيل باشا المفتش تاريخياً بمصر الحديثة,وصاحبه شقيق الخديو اسماعيل فى الرضاعه ونشأ وتربى فى قصره,وعندما تولي الخديوى إسماعيل حكم البلاد عام 1863 جعل اخوه مفتش على الاقاليم بعدما كان يعمل فى الدواوين وأصبح يحصل الضرائب ورأس النظارات واكتسب الخبره واصبح ناظر المالية فى عام 1868م  وأسند له اعمال الشرطة,وقد خلف لنا هذا المكان الرائع الذى أصبح بعد ذلك وزارة المالية.

 

ويعد القصر تحقة معمارية,حيث تتوسط الحديقة نافورة رخامية مثمنة الشكل فى سطحها حوض قائم على 3 تماثيل أدمية من الرخام وأرضيته كانت فسيفساء رخامية,الاسوار الخارجية عبارة عن جدران محصورة بين دعامات حجرية من الحديد ( مصبعات مشغولة),والمدخل يبرز عن سمة الواجهة بمقدار 80سم والواجهة عبارة عن طابقين يفصلهما شريط مستقيم يسمى بالإفريز.

 

وطبقا لعدة تقارير صادرة عن وزارة الأثار,يعاني القصر من عدة مشاكل أبرزها ظهور تبلور للأملاح على جدران المبنى كما توجد حوائط توشك على السقوط,وتم سندها بالبوائك وظهور بعض الشروخ على المبنى ومنها شرح كبير جداً يصل بين الحوائط الداخلية والخارجية للمبنى,ويوجد تساقط للأسقف وتأكل فى أرضيات بعض الغرف,كما أن العديد من المشاكل والأزمات التي يعاني منها القصر نتيجة أن وزارة المالية ظلت لعدة سنوات سابقة تستخدمه كمقر لبعض إدارتها,كما إستخدمت حديقته كجراج لسياراتها.

 

تفاصيل كثيرة عن قصر إسماعيل المفتش  كشفها أخصائي الترميم محمد الصادق ,حيث قال أن تكلفة مشروع ترميم قصر إسماعيل باشا المفتش بميدان لاظوغلى طبقا للأوراق 200 مليون جنيه,ورغم ذلك فإن موسم الأمطار القادم يهدد بما حدث الموسم الماضي حيث تساقطت الأمطار ووصلت عبر شروخ الأسقف إلي الكثير من العناصر الخشبية والزخرفية الأثرية وجدران المبني بما فيها من أسلاك وموصلات كهربائية,وهي حالة متردية يعاني منها القصر وتظهر بشكل يومى بمعدلات ملحوظة وكأن مشروع ترميمه لم يكن,وهو ما يتطلب إخلاء المبنى حتى نقف على حالته إنشائيا ومعماريا وحفاظا على سلامة العاملين . 

 

وتابع:قصر إسماعيل المفتش خاضع لمشروع ترميم وتطوير وتوثيق منذ عام 2002 وبدأت تكلفة المشروع بـمبلغ 62 مليون جنيه،وتم تحويله لنيابة الأموال العامة لوجود الكثير من البنود المغالى فيها، حيث أن المشروع تجاوز السعر المتفق عليه حتى وصل إلي 200 مليون، إلا أن الشركات المنفذة لم تنتهِ إلى الآن بل تم التجديد لهم رغم أن القصر ساءت حالته أثناء الترميم الذي كانت تجريه تلك الشركات,ولا يعقل أن مشروع ترميم تتابعت عليه 3 شركات مقاولات بمقايسات وملايين مهدره منذ 2002 حتى يومنا ،ثم يصدر له في فبراير قرار قبل أو فى بداية أى مشروع ترميم لتدعيم المبنى وتقليل الخطوره عليه قبل الاتفاقات وابرام العقود.