محمد دويدار يكتب: الفرق بين نقض خالد ونقد حامد

بالرغم من ان الاثنين اعترضا علي الاوضاع الحاليه، وبالرغم من انهما اتفقا علي ان الحكومه القائمه مُقصره بل وامتد ذلك الي مطالبتهما الرئيس المنتخب بالتخلي عن مسؤلياته اذا لم يستطع تحسين الاحوال ..  الا ان شتان الفرق بين الحوارين وبين الشخصين ..  فما قاله وحيد حامد يندرج تحت بند النقد البناء والتحليل السياسي الدقيق والتوقعات المبنيه علي رؤيه معينه وهذا حقه الدستوري الذي يكفله له القانون والذي نطالب به جميعا ان تكون المعارضه بناءه صادقه مهذبه ملتزمه بحدود الادب وبالاعراف العامه وهذا بالظبط ما فعله استاذنا وحيد حامد .

اما ما فعله الفنان خالد ابو النجا فيندرج تحت بند النقض "بالضاد وليس الدال"  وشتان الفارق بين من ينقض ومن ينقد.. فالنقض دوما هدام اما النقد فبناء ومثمر..

كما قلت تشابهت الخطوط العامه للحوارين ولكن لو تبحث في دقائق ومعاني الكلمات لوجد بالفعل كما يقولون "الشيطان يسكن في التفاصيل" .. لم يقدم ابو النجا اضافه او حلول او اسباب مقنعه ولكنه بدأ كلامه بهجوم واختتمه بهجوم واستخدم في حواره لغه جسديه وصوتيه والفاظ ربما لا يجرمها القانون ولكن يلفظها حاليا المجتمع .. لفظ ارحل الذي كرره ابو النجا لفظ فقد بريقه من كثرة استخدامه عمال علي بطال خلال السنوات الاربع الماضيه بل وصار ثقيل جدا علي الاذن سماعه فهو يستدعي ذكريات اغلبها نتمني نسيانها من فراغ امني تام وشهداء كل يوم وحكم اخواني فاشل و و .. 

لم يكن موفقا ابو النجا في التعبير ولا املك ان احكم علي نيته ولكن مع الاخذ بمبدأ اعتبار حُسن النوايا يمكن ان نعتبره فظاً غير قادر علي الاقناع او باحث عن شهره مفقوده لممثل نصف موهوب نصف محبوب..

من اداب الدين في المعارضه الالتزام بالكلمه الطيبه والجدال بالتي هي احسن واستخدام الالفاظ المناسبه والقول اللين والحجه القويه والاسباب المنطقيه واهم شيء البدائل المتعدده للحل ..  هذا مافعله حامد وما لم يفعله خالد.

شكرا استاذ وحيد حامد علي النقد البناء وعفوا استاذ خالد فقد خانتك وسامتك هذه المره ولم تشفع لك عند جمهورك الواعي !