
محمد صالح رجب يكتب: والعَوْدُ أَحْمَدُ .. عن الأزهر أتحدث

ساور البعض القلق الشديد من مظاهرات 28 نوفمبر الماضي والتي كانت قد دعت إليها الجبهة السلفية والإخوان ، مرد هذا القلق هو استدعاء الشعارات الدينية من جديد، الشعارات الدينية وفساد النظام السابق أوصلا الإخوان إلى السلطة ، شعبنا المتدين بطبعه ظن أنهم سيتقون الله فينا ، لكن سرعان ما فشلوا وسقطت الأقنعة ، استبدلوا الشعارات الدينية بأخرى من قبيل عودة الشرعية المزعومة والعودة للمسار الديمقراطي حتى أننا وقتها نسينا شعارهم الرئيسي "الإسلام هو الحل "، لكنهم أيضا فشلوا في الحشد وكسب تعاطف الناس من خلال هذه الشعارات ، فعادوا من جديد للشعارات الدينية ، من خلال ما أطلقوا عليه " ثورة الهوية الإسلامية " أو انتفاضة الشباب المسلم، من هنا كان القلق ، ولأننا كنا ضحية في السابق لتقاعس الأزهر في أداء الرسالة المنوط به القيام بها واعتمدنا فقط على الحل الأمني ، تعلقت عيوننا على الأزهر هذه المرة ، كنا في حاجة إلى مواجهة الفكر بالفكر إلى جانب التصدي امنيا للخارجين على القانون ، وللحقيقة فقد أبلى الأزهر بلاء حسنا هذه المرة، شعرنا به جميعا ،وظهر فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وكبار قيادات الأزهر على الفضائيات ، ومما بعث على التفاؤل ، أنها لم تكن لحظة وانتهت وإنما يبدوا أن عودة الأزهر لممارسة دوره في نشر الفهم الصحيح للإسلام هي عودة مستدامة ، فبالأمس كان مؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف والذي حضره نحو 700 عالم دين إسلامي ومسيحي من 120 دولة ، وبالأمس أيضا أعلن الدكتور احمد الطيب عن عزم الأزهر تنظيم مؤتمر دولي لدعم القدس ، وبهذه الخطوة يسترد الأزهر زمام المبادرة في قضية هامة كقضية فلسطين التي طالما استغلها أصحاب الفكر المنحرف للترويج لأفكارهم .
لاشك أن عودة الأزهر إلى ممارسة دوره الذي افتقدناه طويلا أثلج صدورنا ، غير أن السؤال الذي لم نجد له إجابة حتى الآن : أين قناة الأزهر الفضائية ؟.