عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مجدي أحمد علي : وزير الثقافة مبيعملش ..ومش هيعمل حاجة

مجدي أحمد علي : وزير الثقافة مبيعملش ..ومش هيعمل حاجة
مجدي أحمد علي : وزير الثقافة مبيعملش ..ومش هيعمل حاجة

حوار - محمد عاشور

الشعوب مثل المبدعين لهم "مزاج" والفترة الماضية لم يكن هناك "مزاج" للتعامل مع الفن.



الدولة كانت ولا زالت تتعامل مع المبدعين على أنهم "مطبلاتية" للنظام. 
 
المنصب بالنسبة لوزير الثقافة مجرد وجاهة إجتماعية وأغلب وزراء الثقافة فقراء في الخيال.
 
أطلب من مسئولي الدولة السماح ببناء السينمات والمسارح مثلما يسمحون ببناء المساجد.
 
أحمد زكي لم يكن متحمسا لفيلم البطل "وماكنش حاسس إنه ممكن يبقى ملاكم".
 
أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج سمعته كويسه لكنه  دخل "عش دبابير" لازم "يفوره" عشان يقدر يشتغل.   
 

 

جذبته نداهة الفن رغما عنه، فترك الصيدلة التي تخرج منها، والتي منحته لقب "دكتور" الذي يسعى إليه الكثيرين، وقرر البدء من الصفر، أو من تحت الصفر لنكون أكثر إنصافا، فقد عمل مساعد مخرج لفترة تجاوزت العشر سنوات، وهي تجربة قاسية جدا، وطويلة جدا جدا، حتى أنه قرر التوقف عن ممارسة المهنة، ولكن جاءته الفرصة من جديد، وفتحت له السينما أبوابها، فقدم أول أعماله الروائية الطويلة وهو فيلم "يا دنيا يا غرامي" مع نجمات السينما "ليلى علوي، إلهام شاهين، وهالة صدقي"، "كاست" لم يحدث مع مخرج لأول مرة، وهو ما يعني أنه محظوظ، كما أنه يتعامل مع الفن بمزاج مبدع، وليس بعقلية موظف، فقدم "البطل، أسرار البنات، خلطة فوزية، وعصافير النيل"، فكان بحق أحد صقور السينما المحلقين في سمائها متصيدا الأعمال المتميزة.. إنه المخرج مجدي أحمد علي.

 

 
الذي بدأ حديثه معنا عن الأسباب التي دفعته لدراسة الصيدلة قبل الإلتحاق بمعهد السينما فقال:كان صعب جدا أن أتقدم للمعهد بعد الدراسة الثانوية حتى لا أسبب الإحباط لأسرتي، فأنا أكبر إخواتي، وكنت متفوق دراسيا، وبالتالي فأنا بالنسبة للأسرة كلها السبيل للإنتهاء من رحلة المعاناة التي عاشتها الأسرة بعد وفاة والدي، وكان حلم الأسرة أن ألتحق بإحدى كليات القمة من وجهة نظرهم وهي كليات الطب أو الهندسة أو الصيدلة، وبالفعل وتحقيقا لرغبتهم إلتحقت في البداية بكلية الهندسة، ثم قمت بالتحويل إلى كلية الصيدلة بعد ذلك تحقيقا لرغبة أمي، وبذلك أكون قد أرضيت أمي، ومن ناحية أخرى أنتهي من دراسة الصيدلة سريعا، حتى أتوجه لتحقيق حلمي في مجال الفن، وهو ما كان.
 
  إذاً درست الصيدلة ولم تعمل بها؟
إلتحقت بالمعهد العالي للسينما بعد التخرج من كلية الصيدلة، وطوال فترة الدراسة بالمعهد إلى جانب فترة التجنيد كنت أعمل بالصيدلة.
 
 متى كانت البداية في عالم الإخراج السينمائي؟
البداية تأخرت بعض الشئ نظرا لظروف أسرية صعبة، حيث مرضت أمي، وهو الأمر الذي اضطرني إلى السفرللخارج، فسافرت إلى السعودية لمدة عامين، وعملت هناك بمهنة التدريس "حاجة كده لا صيدلة ولا فن"، وبعد العودة من السعودية بدأت العمل مساعد مخرج، وعملت مع محمد خان، وخيري بشارة، ويوسف شاهين.
 
 من المخرج الذي يعتبره مجدي أحمد على الأستاذ بالنسبة له؟
يوسف شاهين وذلك لأنه لديه ملكة تعليم الشباب، واستفدت من الأخرين وتعلمت منهم، كما أني أحبهم جميعا، وأحترمهم، وأهم درس تعلمته منهم جميعا أن أخرج من التجربة دون أن أكون شبيها لأحد.
 
ماهي التجربة التي كنت تتمنى أن تطول مدة تصويرها؟.
الحقيقة كان نفسي الأفلام كلها تنتهي سريعا، لأن تجربة "مساعد المخرج" تجربة قاسية جدا، لدرجة أنني قررت في بعض الأوقات أن أتوقف، فمساعد المخرج يحمل هموما كثيرة جدا، وفي ذات الوقت لا يصنع فن، بالعكس هو يقمع الجزء الفني الموجود بداخله لصالح رؤية المخرج، وهذا القمع لو استمر بشكل متواصل يصبح تأثيره سلبي وبالتالي لن يكون مفيدا.
 
ما حكاية أول فيلم قمت بإخراجه؟
أول فيلم روائي طويل ده كان حكاية، ولكني أعتبر الأفلام التسجيلية مهمة جدا لأي مخرج حيث بدأت بإخراج أربعة أفلام تسجيلية مع المركز القومي للسينما، وبعد ذلك قمت بكتابة سيناريو فيلم "ضحك ولعب وجد وحب"،  وهذا يعتبر أول عمل لي في عالم الإحتراف في الأعمال الروائية الطويلة، وقام بإخراجه "طارق التلمساني" وعملت معه في هذا الفيلم "مساعد مخرج"، وكان أخر فيلم أعمل فيه مساعد إخراج وذلك من أجل "التلمساني"، ثم فتح لي الحظ أبوابه من خلال العمل مع المنتج والمخرج "رأفت الميهي" في فيلم من إنتاجه، والتأليف والسيناريو لـ "محمد حلمي هلال"، هو فيلم "يا دنيا يا غرامي"، وهو أول عمل روائي طويل قمت بإخراجه للسينما، ويعتبر هذا الفيلم الوحيد الذي أنتجه "الميهي" لغيره، والتجربة كانت متميزة وثرية جدا.
 
لماذا رصيد مجدي أحمد علي السينمائي قليل؟.
طبعا خمس أفلام رصيد قليل، وأنا بالتأكيد "زعلان"، لكن حظي كان سيئ، فالأزمة العالمية أثرت على السوق المصري، وبالتالي أثرت على مستوى الإنتاج، بالإضافة إلى ظهور "الديجتال" وهو الأمر الذي سهل دخول عناصر جديدة لعالم الفن والإخراج السينمائي، حتى لو كانت غير مؤهلة، لكن المهم يكون لديها دائرة علاقات واسعة، هذا إلى جانب رغبة المنتجين في عدم المخاطرة مع مخرج ذو تاريخ وأجر مرتفع،  وبالتالي لن يستجيب لرغبات المنتج، هذه أسباب قلة الأعمال.
 
لماذا لا نرى لك "شلة" فنية؟.
أعتقد أنا لي "شلة"، لكنها "شلة" أصدقاء حقيقيين، ليسوا أصدقاء عمل،وأنا سعيد بهم جدا، وهذه "الشلة" حققت لي الإكتفاء، كما أن مستوى الشللية الآن سيئ، فهي لم تعد "الشلة" المنتجة، أو حتى شلة الاقتراب الفكري، ولكنها أصبحت "شلة المهيصة"، ولذا لم أحاول أنا أكون هذه الشلة النفعية، كما أني كنت أطلق على نفسي اسم الموظف، بمجرد أن انتهي من التصوير أذهب إلى المنزل مثل أي موظف، وعلاقاتي الحقيقية بالوسط قليلة جدا، وأنا أرى أن هذا أفضل من "الرطرطه" في كل مكان.
 
ما تعليقك على الافلام التي نشاهدها في السينما حاليا؟
تعبر عن فترة عدم الاستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي والإجتماعي، ودائما الفترات التي تعقب الثورات يكون مستوى الفن فيها غير جيد، نظرا لعدم الاستقرار النفسي لدى الجماهير، في الفترة الماضية لم تكن هناك رغبة حقيقية في الذهاب للسينما ومشاهدة الأفلام، لأن هناك حالة من القلق على مصير الوطن تسيطر على نفوس الناس، وأعتقد أن هذه الحالة ستستمر لفترة مقبلة، وبالتأكيد سترجع الأمور لمجراها الطبيعي بمجرد أن يستقر الوطن، وذلك لأن الشعوب مثل المبدعين لهم "مزاج" والفترة الماضية لم يكن هناك "مزاج" للتعامل مع الفن.
 
لكن قبل الثورة الافلام كانت شبيهه بما نشاهده الآن؟.
هى نفس الحالة، فالبلد كانت تغلي، وطبعا الدولة كانت منصرفة عن رعاية السينما والفنون تماما، بل قامت بتسليمها لمجموعة من شركات القطاع الخاص، وكانت الدولة تنظر الى السينما والفنون على أنها نوع من الرفاهية، دون أن تعي أن الفن هو تميز مصر الرئيسي، وأحد أهم القوى الناعمة التي كانت تغزو بها المجتمعات الخارجية، بل كانت تتعامل مع المبدعين بشكل غير لائق، وينبغي على المبدع أن يكون "مطبلاتي" للنظام، أو يكون خارج الدائرة تماما، ولذا لم يكن هناك أي دعم للمنتجين الحقيقيين، وأعتقد أن هذه النظرة مازالت موجودة، وهذه النتيجة التي وصلنا اليها الآن نتيجة حتمية لعدم رعاية الدولة للفنون.
 
متى سنرى السينما التي لا تخجل الأسرة من مشاهدتها ؟.
أرجو أن يعود حال السينما كما كان، فأنا حتى الآن لا أرى أي بوادرمن ناحية الدولة لإصلاح السينما، لكني أرى رغبة حقيقية من ناحية الشباب فقط في تقديم سينما مستقلة، وإن كانت كلمة مستقلة هذه لم تتضح بشكل قوي، كما أرجو أن تستقل السينما عن الممول الأجنبي، لأنه إلى الآن والسينما المستقلة هذه تعتمد بشكل رئيسي على تمويل غربي، والغرب يصنع فقط الأفلام التي يستريح لها، لكن الإستقلال الحقيقي الذي أقصده هو أن نصنع فيلم مصري معتمدا على تمويل ذاتي، وعلى ردود أفعال الجمهور المصري، وليس من الإرتماء في حضن الغرب.
 
 أفلامك كانت تعبر عن حال الطبقة الوسطى ، كيف ترى هذه الطبقة الآن وبعد ثورتين؟
الطبقة الوسطى كانت قد أوشكت على أن تنتهي قبل الثورة، حيث كان هناك انهيار كامل للذوق، وظرف اقتصادي صعب أثر جدا على وجود هذه الطبقة، فأصبحت طبقة دنيا أو ما دون الدنيا، ولذا أرجو الآن بعد ثورتين أن ترجع هذه الطبقة مرة أخرى وتتماسك، لأنها "رمانة ميزان" هذا الوطن، وهي القادرة على صنع تقدم أي مجتمع، وأعتقد أنها بدأت تعود من جديد.  
 
هل الفن يعبر عنها حاليا؟.
لا، الفن حاليا أو السينما بالتحديد تعبرعن الجمهور الذي يشاهدها، وحاليا جمهور الطبقة الوسطى غير موجود، فلا توجد سينمات محترمة، ولا سينمات حي، ولا يوجد دعم من الدولة لإنتاج أفلام تراها الأسرة التى تتنوع الأذواق فيها، وصناع السينما حاليا يقدمون أفلاما لجمهور خاص، هو الجمهور الذي يخاطر ويذهب للسينما أثنا حظر التجوال، وفي ظل الظروف الأمنية السيئة، وهذا أغلبه من طبقات شعبية، للأسف هذه الطبقات تستهلك نوعا من الثقافة ليست ثقافة الطبقة الوسطى، ولذا علينا أن نبدأ في عمل سينما لكل الطبقات، وفي ذات الوقت تقدم أفلام حقيقية، كما ينبغي أن تعود الدولة وتتبنى مفهوم الصناعة الحقيقي، وأن تصبح السينمات موجودة في كل مكان، وأنا دائما "ألح" على سينما الحي مهما كان صغيرا، لأن السينما جزء مهم من ثقافتنا، لو إهتمت بها الدولة سيتغير مفهوم السينما في مصر، وهذا لم يحدث حتى الآن.
 
 لماذا لا توجد سينمات متنقلة تذهب إلى الأقاليم؟.
لم يأتي وزير للثقافة حتى الآن لديه خيال، فيما عدا الدكتور "شاكر عبدالحميد"، والدكتور "عماد أبوغازي" ولذا لم يستمرا في مناصبهما طويلا، وكل الوزراء الأخرين فقراء جدا في الخيال، والمنصب بالنسبة لهم وجاهة اجتماعية فقط، دون أي رغبة حقيقية في التجديد، والوزير الحالي يكفيه أنه "لف" على جميع مناصب وزارة الثقافة دون أي إبتكار حقيقي، لكن "مبيعملش حاجة ومش هيعمل حاجة"، فهو رجل تجاوز سن الخيال وسن الحركة، و"بيدور" الوزارة بشكل وظيفي جدا، وحريص على استمرار علاقته الذي هي أقرب "للتواطؤ" مع النظام، لم يطلب منه أحد أن يكون ضد النظام، لكن ينبغي أن يكون لديه خيال للتعامل مع الشباب، ومع الأجيال الجديدة ومع الأفكار الجديدة، لذا نحن في حاجة إلى ثورة ثقافية قبل الثورة الإجتماعية، فوزير الثقافة الحالي قدراته وإمكانياته وطاقته وأفكاره أقل بكثير مما يحتاجه المثقفين، والحقيقة أننا كنا متفائلين به في البداية لكن ثبت أنه لا يصلح.
 
عدد السينمات في مصر لا يتعدى 100دار عرض هل هذا العدد كافيا؟.
مسخرة طبعا، بلد مثل أمريكا فيها 20 الف دار عرض، لكن عندنا هناك محافظات كاملة لا توجد بها دار عرض واحدة، وأغلب السينمات في القاهرة والاسكندرية، وهذه كارثة، ولذا أطلب من مسئولي الدولة مثلما يسمحون ببناء المساجد أن يسمحوا أيضا ببناء السينمات والمسارح، لأنها جزء أساسي في إعادة تأهيل الشعب المصري، حتى ينفصل بشكل نهائي عن كل معنى يؤدي إلى الاستئثار بالرأي أو الإرهاب، المشكلة ان الدولة غير مستوعبة أن السينما والمسرح لهم نفس أهمية المسجد، فالشعب ينقصه الغذاء الروحي وعندما يبحث عنه لا يجده في المساجد لدى مجموعات سلفية وإخوانية وتكفيرية غير مؤهلة، وبالتالي الدولة تاركت الناس عرضة لكل الثقافات والافكار التى تملأ بها رؤس الشباب، والنتيجة أنهم يحملون القنابل والسلاح في وجه الدولة بعد ذلك وهذا ما نعيشه ونشاهده كل يوم.
 
تجربة البطل مهمة جدا ولكنها لم تحصل على حقها الطبيعي، لماذا؟
عملت فيلم "البطل" بروح طيبة، وبذلت فيه جهد بصري وذهني كبير جدا، وغامرت بوجوه جديدة، لكن مشكلة الفيلم تمثلت في أن "أحمد زكي" لم يكن متحمسا للفيلم بشكل كافي " ماكنش حاسس إنه ممكن يبقى ملاكم"، هذا إلى جانب إن وقت عرض الفيلم لم يكن مناسبا حيث تأخر عرضه كثيرا، وكل من رأى الأفيش لـ "أحمد زكي ومحمد هنيدي" كان يدخل لمشاهدة فيلم "النمر الأسود"، أو لمشاهدة "هنيدي" الفنان الكوميدي، لأنه وقتها كان عمل فيلم "اسماعيلية رايح جاي" وظهر "هنيدي" كفنان كوميدي، ولم يعد الجمهور ينتظرونه في أدوار جاده، لكني فخور وأعتز بالفيلم جدا.
 
لديك شلة من الأصدقاء القدامى بحي المنيل، كيف تكونت هذه الشلة؟
المنيل حي مفتوح ومغلق، لأنه جزيرة، وجميع الأهالي يعرفون بعضهم البعض، وفي ذات الوقت الحي لديه إكتفاء ذاتي، فهناك أربع أو خمس سينمات، ولو عبرنا "كوبري عباس" أصبحنا في الجيزة وفيها ثلاث سينمات أخرى، فالمنيل تملؤه السينمات والمسارح والكازينوهات والنيل من الناحيتين هذه الأشياء جعلته حي مغلق، وفي ذات الوقت مفتوح لأنه قريب من وسط البلد، وشلة المنيل نشأنا مع بعض منذ أيام المدرسة، وتطورت العلاقة عبر الإهتمام المشترك بالثقافة، فمنا "محمد حلمي هلال" كاتب سيناريو، و"أنا ،ورضوان الكاشف" إلتحقنا بمعهد السينما، و"عادل السيوي" فنان تشكيلي، و"أسامة السيوي" كاتب سيناريو، و"جلال الجميعي" ناقد وكاتب ومفكر، و"أمير سالم" أصبح محامي لكن لديه محاولات أدبية، فهي "شلة" تجمعها أفكار وروح وطبيعة واحدة كونتها طبيعة حي المنيل، ونلتقي حتى الآن بشكل دائم.
 
ماهو الجديد لديك؟.
لدي موضوعين للسينما هم "الدنيا أجمل من الجنة"، وكان هناك كلام على فيلم "مولانا" عن رواية للكاتب الصحفي "إبراهيم عيسى"، أحاول أحرك حاجة منهم.
 
 إلى أين وصلت مشكلة مسلسل "مداح القمر" مع مدينة الإنتاج الإعلامي الآن؟.
العمل متوقف حتى الآن، ورئيس المدينة الحالي رجل سمعته كويسه، لكنه  دخل "عش دبابير" ، ولازم العش ده يتفور عشان يقدر يشتغل، ولو "مأخدش باله من كده مش هيعمل حاجة"، وهو بالتأكيد لديه علم بالقضية، لكن أنا "معنديش" استعداد أدخل مرحلة استجداء لمدينة الانتاج تاني، لو هو أدرك قيمة "مداح القمر" وكلمنا سنذهب إليه، لكن حتى الآن أنا لم أرى أي ملامح أو رغبة في التغيير، ومدينة الإنتاج مسيطر عليها عصابات والهيكل الوظيفي للمدينة لم يتغير حتى الآن، وهذا يدل على أنه غير مستوعب للكارثة الموجودة عنده، وللمكان الموجود فيه، وهذه مشكلة كبيرة جدا، لو لم يتدارك هذه المشكلة ويعمل على حلها لن يحدث تغيير.
 
 بإعتبارك أحد المثقفين الذين شاركوا في ثورتي 25و30 ما تعليقك على اشتغال المثقفين بالسياسة؟.
المثقف الآن اصبح منهك ومستهلك في معارك ليست معاركه، أري أن هذا الوقت المناسب ليعود كل إلى عمله، الفنان والناقد والسينمائي، والحقيقة أن اشتغال المثقفين بالسياسة أضر الفن والثقافة معا، ولكن هذا يكفي، نعم الوطن كان في خطر، ونحن لنا الحق في التفرغ لإنقاذه، لكن أرى أن الوطن الآن أصبح في مرحلة أكثر استقرارا وتعافيا، وعلينا الآن العمل وهو خير ما نقدمه لإدارة 30 يونيو كي نصل بالثورة إلى بر الأمان، وتحقق مبادئها الحقيقية.
 
خلال السنوات الأخيرة سمعنا عن مسميات مثل ناشط سياسي، وأخر حقوقي وغيرها،كيف ترى هؤلاء النشطاء؟
منظمات المجتمع المدني لها دور أساسي في بناء المجتمع، صحيح أنه مفهوم غربي، وأن الغرب يستغل هذه المنظمات لترسيخ توجهات خاصة، لكن علينا الاستفادة منها فيما ينفع الوطن، للأسف الشديد حدثت "هوجة" دخل فيها عدد كبير من المنظمات، كان بعضها ممول تمويل سري من خلف ظهر الدولة لإحداث تغييرات سياسية لمصالح أجهزة وتيارات بعينها، وأثري على حسابها قطاعات كبيرة من الشباب غير الواعي أو الشباب الذي قرر أن يساير الأجواء، فظهر"ولاد صغيرين"، وهم من "يطلق عليهم النشطاء" أصبحوا مليونيرات، هؤلا فيما بعد أخذوا يدافعون عن التمويل وليس عن الوطن، ولم يعي هؤلا الشباب ما تمثله هذه المنظمات من خطورة على الأمن القومي، لذا أرجو إعادة هيكلة هذه المنظمات، كي تؤدي دورها في المجالات المهمة مثل التعليم، محو الأمية، تمكين المرأة، دعم الصناعات الصغيرة، دعم صناعات السينما والثقافة بشكل عام دون تدخل في توجهات الدولة.
 
ألم تفكر في صناعة فيلم روائي أو تسجيلي لتوعية هؤلاء الشباب؟
لا اسستغفر الله العظيم أنا ممكن أكتب أفلام وأعرضها على من يتحمس لإنتاجها، لكني لن أشارك في صنعها فنيا، حيث أرى أن الفنان الحقيقي هو المتواصل مع جمهوره، وهو الذي يستمد تمويله من هذا الجمهور، ليس الفنان من يصنع فيلم كي يراه خمسة أو ستة من أصحابه، و"يلف" به بعد ذلك على المهرجانات، ويرضي الجهة الممولة، وأنا معنديش استعداد أدخل في الأجواء دي.
 
ماذا عن حياتك الأسرية؟.
لدي ثلاثة أولاد "أحمد" ممثل ومخرج سينما، هو حاصل على ليسانس حقوق لكنه فضل العمل السينمائي، و "دينا" خريجة "بايو تكنولوجي"، و"رشا" خريجة الأكاديمية البحرية، لكنها مازالت في مرحلة البحث عن نفسها، وإن كانت فاجئتني أنها "تغني"، وأنا شديد السعادة بهم، لأني تمكنت من تربيتهم في بيئة صالحة، وبشكل ديمقراطي.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز