عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رانيه المهدي تكتب : أقزام في بلاد العمالقة

رانيه المهدي تكتب : أقزام في بلاد العمالقة
رانيه المهدي تكتب : أقزام في بلاد العمالقة

من منا ونحن صغار...لم يرتجف وهو يستمع لقصة العملاق والفصوليا المسحورة



وكيف كان العملاق شرير ويحب نفسه ولا يعباء بمن حوله .. وكيف كانت ادواته كبيرة جدا جدا                                          

وضخمه بشكل مبالغ فيه...( السرير الضخم...والباب الضخم ...وادوات كثيرة لا يمكن ان نتعامل معها نحن باحجامنا الصغيرة الضعيفة )

ومن منا لا يتذكر ايضا قصة عقله الاصبع

هذا الفتي الذي تحول الي قزم صغير في حجم عقلة الإصبع ...فاصبح كل ما حوله كبير وضخم ...وتخيلنا جميعا كيف كانت معانتة في التعامل مع هذه الأشياء التي اصبحت اكبر منه بكثير

وأيضا قصة اليس في بلاد العجائب

 التي صغر حجمها عندما تناولت البسكويت المسحورالذي قلص حجمها لتستطيع المرور من الباب الصغير ولم تكن حصلت علي مفتاح هذا  الباب  فأكلت بسكوته اخري لتكبر وتستطيع الحصول علي المفتاح  ثم اكلت اخري لتصغير وتستطيع المرور من الباب

كل ما فات هو مجرد تذكير لنا نحن كأمهات وأباء

إننا بالنسبة لابنائنا الصغار عمالقة ضخام

صنعنا الحياة لنا فقط ..فكل شئ في المنزل يناسبنا كعمالقة اشرار لا نفكر إلا في أنفسنا  

أما الاطفال هؤلاء الاقزام الصغار لا حول لهم ولا قوة ..يعانون الامرين للتعامل في هذا المكان

ولذلك اقول..

انظروا الي أطفالكم وهم يحاولون الوصول الي الحوض الحمام  لغسل وجههم وكيف ترتفع اقدامهم عن الأرض وكأنهم في عرض باليه لراقص غير مدرب ولا مؤهل لأداء هذا العرض ...فألنتخيل مدي العذاب و المعاناه التي يلقاها في فعل ذلك ...

بالرغم....

 إن كرسي صغير يرفعهم قليلا عن الارض  يمكن ان يحل هذه المشكلة ويساعدهم في تعلم الاعتماد علي أنفسم ويشجعهم علي القيام بهذه الاشياء الهامة والبسيطة

وايضا...

كم الضيق والضجر لعدم قدرة هؤلاء الصغارللوصول الي ملابسهم الموضوعه علي الرفوف المرتفعة في الدولاب الضخم

بالرغم ...

ان وسيلة بسيطة من الممكن ان تجعلهم يصلون الي اغراضهم بسهولة سواء كانت ( سلم صغير للاطفال او كرسي بسيط ايضا...أو وضع اغراضهم في مكان يتناسب مع احجامهم الصغيره )

وايضا ....

كميه الاساسات والزحمة الموجودة في المنزل التي تعيق الطفل وتحد من حركتة وانطلاقة أو تكون سببا في اصابتة جسديا

بالاضافه الي ...

 الاكسسورات الغالية التي دائما نحذرهم من الاقتراب منها حتي لاتنكسر لتصبح في اعينهم الصغيره اشياء مكروهه لانهم يشعرون انها أهم منهم

كل ذلك...

 يدفعا أن نتأمل ونستوعب ان الحياة لم تخلق لنا وفقط لانهم معنا باحجامهم الصغيرة فلابد ان تناسبهم الحياة ايضا كما تناسبنا

ولذك ...

حاولوا مساعده ابنائكم بتوفير ادوات تتناسب مع اعمارهم واعدوا مكان خاص للعبهم ومرحهم وكونوا معهم احباء وليس مجرد عمالقه من عالم مجنون

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز