أمير عاطف : الوعي والقراءة وتنمية المدارك أفضل سلاح تتسلح به الأمم

كتبت - ميرنا الحنفى

 

الصراع بين ذكريات الماضي .. والواقع المريرالذي نعيشه اليوم ، من حرمان الكثير من الفتيات من فتي أحلامها لمجرد عجره عن تلبية طلبات الأهالى  ، خيانه المرأة ، وإهمال الرجل ،والمتاجرة بالاعضاء البشرية وبيعها  بأرخض الاثمان ، هذه ما تناولته رواية " طارئ " للكاتب الشاب " أمير عاطف " الصادرة عن دار " ن " للنشر والتوزيع في شكل درامي رومانسي بوليسي ملىء بمختلف معانى  الحب و الفراق والكراهية  والخيانه والشك

 

 

 

في البداية عرفنا بنفسك ؟
أمير عاطف كاتب شاب من مواليد القاهرة 10 أكتوبر لعام 1984 ،حاصل علي ليسانس آداب جامعة عين شمس قسم حضارة أوروبية ، كما درس الآدب اليوناني واللاتيني ، وله عدة مقالات نقدية عن أعمال الكتاب الإغريق القديمة .

كيف كانت بدايتك مع الكتابة ؟
عندما بدأت فى القراءة منذ الصغر لأمهات الكتب والروايات ،كما كان لدراستي للحضارة الأوروبية والآدب اليوناني واللاتيني أثر كبير في تعرفي علي الحبكة الروائية والقصصية التى استطعت من خلالها الاقتداء بكبار كتاب اليونان " هوميروس " " هسيودس " "سوفوكليس " " يوربيدس " .

بدأت فى كتابة أول مجموعة قصصية في عام 2005 ، وكتبت حوالي 10 قصص ولم استطيع ان اكملها  ، ومن ثم بدأت في كتابة أول رواية في عام 2006 ، وكنت كثير   القراءة في ذلك الوقت لأعمال رموز الادب والابداع فى الوطن العربى كمثل   " نجيب محفوظ " " يوسف إدريس " " يوسف سباعي " " يوسف زيدان " ومن خلال كتاباتهم ادركت قيمة الآدب العربي وأردت فى ذلك الحين ان أسيرعلي خطاهم و أصبح واحد منهم ، ولكني لم أكملها أيضا ، لشعوري أن مازال أمامي الوقت لكتابة رواية ناجحة وأكملت طريقى فى قراءة الآدب الانجليزي والروسي وفي غضون  عام 2010 قررت ان اكتب أول رواية  لى بعنوان " طارئ " .

من أين جاءت فكرة رواية " طارئ " ؟
قد جاءت فكرة الروايه  من أول مشهد ، حيث كنت اجلس في أحد المقاهي والقيت بصرى على شاب يشاهد التلفاز وكان شاردا ومن هنا بدأت أضع الاحتمالات لسبب ذلك الشرود هل هذا فشل في الامتحانات  ؟ ، هل فقدان حبيب ؟، هل انتظار رد حبيب أم بالرفض أو موافقة ؟ ، وأرجحت أخر احتمال ، وبدأت في كتابة الحبكة الروائية ورسم صورة ذهنية  للاحداث وتحديد الاشخاص بحيث أصمم رواية تقوم علي عنصري التشويق والاثارة حتي لايمل القارئ .

ماالسبب وراء تسمية الرواية " طارئ " ؟
اسم الرواية له دلاتين
الاول : هو الجو العام للرواية يعبر عن خيانه قتل حب شك كره تجارة الاعضاء بشرية .

والثاني : وقع اسم البطل طارق علي اذان القارئ وتشابة بينهم .

حدثنا عن مضمون الرواية ؟
بدأت في كتابة الرواية في عام 2010 وانتهيت في عام 2013 ، تناولت داخل الرواية عدة قضايا منها التعلق بالماضي سواء  كان حبيبة أو أيام تسير  ، المتاجرة بالاعضاء البشرية وأستعانت بــ صديقتي وهي تعمل في الصحافة واشارت علي بالاطلاع علي أحد الملفات السرية للغاية عن اجتماع الامم المتحدة لمناقشة قضية التجارة  بالاعضاء البشرية في مصر .

كما ناقشت خيانة الرجل لزوجته والعكس مع عدم وجود مبررات للطرفين ، ورفض الاسرة لشباب متوسطي الحال علي الرغم من حبه لها من أجل الاثرياء

 .
ما الهدف وراء طرح رواية " طارئ " ؟
الهدف الأول للكاتب من روايته اشباع المتعة ثم المتعه ثم المتعه ، فقد يكون هدف المؤلف هو تقديم شئ معين ،ولكن القارئ من خلال منظوره وتعايشه مع الشخصيات يستطيع استنباط الهدف المناسب له .

فالكاتب الناجح هو الذي يستطيع أن يجعل القارئ بعد أن ينتهي من الرواية أن يتأمل في شخصيات الرواية  ، في ناس قالت لي أن أنا بشبه اشخاص من الرواية ، وهذا أمريسعدني كثيرا

 .
هل تعمدت الهجوم علي الحكومة في قضية " المتاجرة بالاعضاء البشرية " ؟
هناك طريقتين لمناقشة أي قضية في الرواية ، طريقة الهجوم علي الحكومة أو جهة معينة ، وطريقة تناولها ضمن أحداث الرواية ، وأنا لا أحبذ مبدأ الهجوم وقمت بالتحقيق والاستقصاء في متاجرة بالاعضاء البشرية و أن العضو المصري أرخص عضو في العالم لكي أضعها في الرواية ، فنحن نتفق على أن تجارة الاعضاء أمر مؤلم للغاية  وقد رغبت في ذكرها في شكل بسيط من خلال دراما رومانسية بوليسية  وهذا بسبب تناولي لها بعد أكتر من 100 صفحه الأولى من الرواية ، وتهريب الأعضاء البشرية الذى يتم من خلال سيناء ، مطار القاهرة ، والانفاق . 

 

.
ألم تخشي من شرود القارئ .. بسبب التنقل بين الماضي والحاضر ؟
نعم كنت اخشى ذلك فقد شعرت فى البداية  بالخوف الشديد ، ولكن سرعان ما انتهيت من كتابة الرواية ، فقمت بقراتها بعين القارئ والناقد وشعرت بشيء من الملل ، واضافت تعديلا على بعض  المشاهد حتي توصلت الي التنقل بين الماضي والحاضر بشكل رشيق وبسيط .

ما سبب تعمدك فى  الجمع بين اللغة العربية والعامية ؟
لأن الأحداث في الحاضر ، ولو استخدمت اللغة  الفصحة سأجد هناك جدار  حائل بين الشخصيات الرواية  والقارئ ،   ، والحمد الله تمكنت من كتابة حوار تقريبا يحدث يوميا بين الناس ، وعلي الرغم من نقد العديد من النقاد والكتاب الا أنهم أشادوا باللغه العامية في الرواية ، لأنهم أيقنوا أنها تعبر عن الشخصيات  أفضل من الفصحة . وأكثر ما يشغل ذهني  هو  أن يكون ال مشهد واقعي ويصل للقارئ .
 

شخصية " مرام " شخصية متناقضة في الرواية ؟
ينبغي أن يكون هناك تغير بين شخصية مرام الطيبة الحالمة الفقيرة المحبة لحياة وبين مرام التي انقلبت حياتها راس علي عقب الي فتاة غنية التي مرت بالعديد من المواقف العصيبة من الحرمان من الحبيب ووحشية معتز زوجها هذا المنحني العاطفي يجب أن يسيطر على الشخصية وأنا لست مطالب بتقديم شخصية ملاك أن أضع شخصية تحت ضغوط وأضع نفسي مكانها متخيلا رد فعلها حيال الموقف .
 

تعددت في الرواية بعض المشاهد الجنسية  ؟
كلنا متواجدين في الحياة بسبب الجنس ، وفي حفلات توقيعي حضر لي قراء ومعاهم أولياء أمورهم وسألتني والدة أمر فتاة قالت لي الرواية بها 4 مشاهد جنسية وأحدهم ليس له داعي ، ورد والد الفتاة أن مشهد له داعي في السياق الدرامي ، ومن هنا علي القارئ أن يسأل أن اذا كان مشهد له داعي ام لا وهذا يختلف من قارئ لاخر ، وأردت أن أصور مشهد العلاقة الحميمة بين زوج وزوجته وهو يفكر في أخرى ، ومشهد الزوج الذي يعتدي علي زوجته حتي أوضح  للقاري مدي القسوة في شخصية معتز ولكي يكرهه القارئ .

هل انت مع كثرة عدد الكتاب في مصر ؟
أنا اؤيد هذة الفكرة ، واتمني أن يكون   90 مليون مصري كاتب وقارئ ، علي الأقل هنلاقي بينهم 3000 كاتب رائع ، منهم من يرغب في الوصول الي بوكر أو الجائزة الشيخ زايد ،و الوعي والقراءة وتنيمة المدارك  هو أفضل سلاح يمكن التسلح به الأمم ، فأنا سعيد أن معرض الكتاب يعرض ما يقرب من  550 رواية صحيح أن هناك روايات أقل من المستوي ولكن يكفي أن تعب الكاتب وجهده ، وفي الأخر ستظل الكلمة الجذابة هي التي تقتطف القارئ ..

 

ماهي نصيحتك للكتاب الجدد ؟
احلم و صدق حلمك ، كن مؤمنا بنفسك ،ولكن أرجو منك  قبل النشر أن تقرا جيدا الرواية بعين القارئ والناقد مرة واتنين  ، وأن تقرا  لكل الكتاب ولكل الثقافات وحاول أن تسير علي خطي الكتاب الكبار

 

ما هو جديد " أمير عاطف " الفترة القادمة ؟

حاليا أعكف علي كتابة رواية جديدة بعنوان " لاشي مما سبق " ومن المقرر طرحها في أخر العام أو معرض الكتاب القادم وهي رواية بوليسية رومانسية طبية سياسية تاريخية ، تتناول حادثة وقعت من 10 سنوات تقريبا .