تراجع صناعة الفحم في الصين يضع الحكومة في أزمة

كتبت:هدير وائل

سجلت صناعة الفحم بالصين ركوداً ملحوظاً مع تسجيل إجمالي حجم الإنتاج في القطاع في عام 2014. ويسعى القطاع والحكومة معاً للإرتقاء بالهيكل الصناعي وإيجاد إتجاه نمو جديد وسط وضع النمو الطبيعي الجديد للاقتصاد الصيني.

وذكر تقرير صناعي أصدرته الجمعية الوطنية للفحم أن حجم إنتاج الفحم في عام 2014 انخفض بنسبة 2.5 % مسجلاً أول تراجع منذ عام 2000. وبحسب الجمعية، فقد تعرضت أكثر من 70 %من شركات قطاع الفحم لخسائر في العام المنصرم.

أشار نائب رئيس الجمعية الوطنية للفحم، جيانج تشي مين، أن الطلب الضعيف، والطاقة المفرطة، وأسعار الواردات الرخيصة أدت إلى تفاقم مشاكل القطاع، مع أن طاقة إنتاج الفحم في الصين تجاوزت 4 مليارات طن مع مليار طن آخر قيد البناء.

وأشارجيانج إلى أن الأفق المستقبلي لصناعة الفحم الصينية سيصبح واسعاً بعد فترة من التعديل الصناعي، وأن وضع الفحم لن يتغير كأداة رئيسية للطاقة في البلاد خلال فترة قصيرة، ومن المتوقع أن تتقدم أساليب إستخدام الفحم تقدماً كبيراً بالتماشي مع وضع النمو الاقتصادي الطبيعي الجديد في البلاد.

وفي السياق ذاته، أشار نائب سكرتير الجمعية الوطنية للفحم، تشانج هونج، إلى أن الصداع الناتج عن العرض المفرط لن يزول في وقت قريب، وسيتحمل القطاع كله ضغوطاً كبيرة في العام الجاري.

وذكر تشانج أن " الطلب يتباطأ، ولم تُعالج طاقة الإنتاج المفرطة بعد، كما ستتصدر القيود البيئية بشكل دائم عناوين الصحف في ظل تحويل البلاد حالياً لنمط النمو الإقتصادي".

وأشار تشانج هونج إلى أن قطاع الفحم سيواجه مراحل متتالية تتمثل في خفض نمو الطلب، ومعالجة طاقة الإنتاج والمخزونات المفرطة، والإهتمام بحماية البيئة، والتركيز على تغيير الهيكل الصناعي وتحويل نمط النمو.

ورأى تشانج ضرورة تحسين الهيكل الصناعي في القطاع، وتحويل نمط نمو القطاع من زيادة سرعة وحجم الإنتاج فقط إلى الإرتقاء بنوعيته وفعاليته، كما ينبغي تحويل القطاع من إنتاج وبيع الفحم الخام إلى بيع منتجات الفحم التجارية الجاهزة والنظيفة، علاوة على تحفيز بناء نظام المعاملات لسوق الفحم.

وفي هذا الصدد، ستواجه الصين وضع النمو الإقتصادي الطبيعي الجديد والتعديل الهيكلي في عام 2015. كما ستُعدِل الدولة إجمالي حجم إستهلاك الطاقة وتُخفِض معدل إستهلاك الفحم, وتُحسِن هيكل الطاقة، ومن المتوقع أن يواجه حجم الطلب على الفحم مزيداً من الإنخفاض.

والجدير بالذكر أن الصين تمتلك ثالث أكبر مخزون من الفحم في العالم بينما تفتقر للنفط والغاز. كما استهلكت الصين بإعتبارها أكبر مستهلك للفحم في العالم حوالي إستهلاك كل دول العالم.

ويشكل الفحم قرابة 70 % من الطاقات في الصين، لتصبح النسبة أعلى بكثير من الرقم المسجل في الدول المتقدمة التي تستخدم الطاقات النظيفة مثل النفط والغاز الطبيعي.