عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الدكتورة "نادية زخارى" لـ "بوابة روزاليوسف" : أحاول إنشاء مركز للإبتكارات لكل الأعمار بالتعاون بين وزارة البحث العلمى و الجامعة البريطانية

الدكتورة "نادية زخارى" لـ "بوابة روزاليوسف" : أحاول إنشاء مركز للإبتكارات لكل الأعمار بالتعاون بين وزارة البحث العلمى و الجامعة البريطانية
الدكتورة "نادية زخارى" لـ "بوابة روزاليوسف" : أحاول إنشاء مركز للإبتكارات لكل الأعمار بالتعاون بين وزارة البحث العلمى و الجامعة البريطانية

 حوار : ثريا صالح



 تصوير : سمير عبد الفتاح

 

 وزارة البحث العلمى تفتقد للتسويق و التطبيق أكثر من توفير الميزانية .

 مؤتمر أكتوبر القادم للأورام السرطانية يقلل الفجوة بين مصر و الخارجفى هذا المجال .

 كلفت من وزير التخطيط  ضمن مجموعة علماء بوضع خطة البحث العلمى فى مصر حتى عام2030

 إذا سمح للمراكز و المعاهد البحثية بالإستيراد المباشر سنوفر أكثر من 60% من الأجهزة و المستلزمات العلمية .

_ نسب الشفاء من الأورام فى الخارج تفوق نسب الشفاء فىمصر .

 

تخرجت من كلية العلوم قسم الكيمياء الحيوية_ جامعة عين شمس بتقدير إمتياز مع مرتبة الشرف، حصلت على درجة الماجستير و الدكتوراه فى الكيمياء الحيوية الطبية من جامعة القاهرة، تدرجت من معيد إلى استاذ إلى رئيس قسم بيولوجيا الأورام مرتينبالمعهد القومى للأورام، كانت أستاذ زائر فى جامعة منهاتن فى نيويورك، ثم وزير سابق للبحث العلمى فى وزارتين الأولى وزارة الجنزورى و الثانية وزارة قنديل، مكلفة من وزير التخطيط ضمن مجموعة من العلماء بوضع خطة البحث العلمى حتى عام 2030، مكلفة من رئيس جامعة القاهرة بوضع خطة للبحث العلمى أيضا، عضو مجلس أمناء فى الجامعة البريطانية .

 

_ حدثينا عن تجربتك و الجوائز التى حصلتى عليها ؟

_ حصلت على جائزة جامعة القاهرة لشئون الحفاظ على البيئة، و جائزة أفضل عضو هيئة تدريس فى قسم بيولوجيا الأورام بالمعهد القومى للأورام، حصلت على لقب السيدة الأولى فى مصر و السيدة رقم 16 على مستوى الوطن العربي كالأكثر تأثيرا فى مكان قيادتها من مجلة "فوربس" العالمية، و هناك جوائز للنشر العلمى،هناك تكريمات إجتماعية من قوافل الحب و العطاء .

 

_ تطرقت فى حديثك قبل ذلك عن وضع المرأة المصرية الذى تر اجع عما قبل، كيف ترينه الآن ؟

_ لو تحدثنا عن دور الدولة بالنسبة للمرأة فهو يعطيها حقها تشريعيا أكثر منه تنفيذيا لأن التنفيذ لا يفعله الدستور و القانون لكن يتوقف على تعامل المجتمع و نظرته للمرأة، مثلا :نسبة 52% من البحث العلمى تمثله المرأة، لكن فى العموم عندما نبحث نجد أن المرأة لا تأخذ مناصب قيادية إلا نادرا وفى هذه النقطة حقها مهضوم تماما، وفى معركة الإنتخابات دائما يفوز الرجل و يفضل عن المرأة، فالوعى عن أهمية دور المرأة فى المجتمع مازال يحتاج كثيرا .

 

_ من وجهة نظرك، هل يقوم المجلس الأعلى للبحث العلمى الآن بدوره كما كان مخطط له من قبل ؟

_ نحتاج كثيرا، فعندما نتكلم عن العلم نقول هناك حلول للطاقة الشمسية و حلول للزراعة وحلول لمجالات أخرى لكن لماذا لا تطبق هذه الحلول على أرض الواقع، و هناك عذر لوزارة البحث العلمى فى إنها ليست المنوطة بالتنفيذ لكن الوزارات الأخرى هى التى من المفروض أن تطبق، يجب أن يكون هناك تطبيق للبحث العلمى أكثر من ذلك، لدينا أبحاث رائعة و عقول عظيمة فى مصر ليست كل العقول العظيمة مهاجرة، لكن ما يطبق من الأبحاث ضئيل جدا مع إننا لدينا من الحلول ما يحل كل مشكلة، أيضا أنا أطالب بتسويق أكثر للأبحاث وتعاون أكبر بين الوزارات المختلفة، نحن نواجه مشكلة التسويق و التطبيق أكثر من مشكلة الميزانية، فعندما نبدأ صناعة مرتبطة بالبحث العلمى كفاءتها 60% السنة القادمة ستصبح 80% وما بعدها 90% حتى تصل لنسبة 100% ، لكن إذا لم نبدأ سنظل كما نحن ولن نتقدم أبدا .

 

_ مما لا شك فيه إننا نعانى من فجوة تكنولوجية و علمية مقارنة بالدول المتقدمة فما الذى نحتاجه لسد هذه الفجوة ؟

_ أولا : تسويق للبحث العلمى أكثر من ذلك، ثانيا : سرعة الأداء، فعندما نطلب مواد كيماوية يكون الأداء بطئ جدا و يأخذ الروتين وقت طويل، لابد من ثورة ضد الروتين، ثالثا : التفاعل التام بين الجهات المنتجة و البحث العلمى، ومن المفترض نزول الباحث إلى أرض الواقع و معرفة إحتياجات المجتمع و العمل على تلبيتها و لكن ما يحدث هو أن يضع الباحث بروتوكول بحثه ثم يبحث عن ما يطبقه له، و عندما طلبت أن نخرج هذه الأبحاث من الأدراج و نختار منها الأفضل و نطبقه طبقنا بعض الأبحاث بالفعل مثلا : إنتاج الورق من قش الأرز، هذا مبشر و أيضا يتيح فرص عمل جديدة .

 

_ لدينا علماء مبدعون فى الخارج، فما الذى نحتاجه لكى يصل الباحث فى مصر لنفس المستوى العالمى ؟

_ هناك تعاون كبير جدا بين علماءنا فى مصر و علماءنا فى الخارج و ليسوا منعزلين عنهم، مثلا : كان يوجد مجموعة من العلماء المصريين فى دولتى امريكا و كندا عندما كانوا فى فترة أجازة فى مصر أتوا إلىّ فى الوزارة و قدموا مشاريع بحثية مفيدة لمصر، و أيضا الإتفاقيات الدولية يكون بها مشاريع مشتركة توفر نصف الميزانية و تنقل التكنولوجيا الحديثة، مثلا : عندما يقوم مشروع بين مصر و روسيا يجب أن يتفق و يستفيدويعلم و يتعلم كلا الطرفين من الأبحاث، و بذلك تقل الفجوة بين الدول، و مع كل ذلك أنا اؤكد على أهمية سرعة الأداء فى مصر حتى لا نتأخر عن باقى الدول، و وضع إبتكار و فكر جديد و إضافة للأبحاث السابقة ,

 

_ ما دور البحث العلمى فى توفير منتجات من الأدوية حتى لا نستوردها من الخارج خصوصا من الدول الآسيوية ؟

_ بالصدفة لدى ثلاث رسائل دكتوراه سوف أناقشهم يقدمون منتجات طبية يمكنها أن تعالج تلوث البحار و الأسماك، و بعض الخلايا السرطانية، لكنها تقدم على المستوى المعملى و بعض حيوانات التجارب لكننا نعانى فى مصر من عدم تجاوز هذه المرحلة بسبب عدم تفعيل قانون التجارب السريرية، و نحن نحتاج تفاعل كبير بين وزير الصحة و البحث العلمى و التعليم العالى لإحياء هذا القانون مرة أخري و تفعيله، و حقيقة هناك وعد بإحياءه فعلا لأنه قانون هام جدا لحماية المريض من الآثار الجانبية للأدوية، و عندما بدأ وضع مسودة هذا القانون كان يشارك بها وزارة الصحة و البحث العلمى و التعليم العالى، و مجموعة من رجال الدين و القانون و الإعلاميين و الحقوقيين وهيئة الـ"W.H.O"، فهو يضم كل فئات المجتمع التى يمكن أن يكون لها دور و إضافة له ؛ فى معظم دول العالم يوجد هذا القانون و مفعل، و يوجد لدينا فى مصر تنظيمات و ليس القانون، و ليكون هناك ثواب و عقاب يجب أن يكون هناك قانون .

 

_ ما هى الحلول المقترحة لمواجهة المشاكل فى المنظومة البحثية ؟

_هناك عوامل كثيرة لكنى سأعرض أهمهم أولا : تشجيع رجال الأعمال و المستفيدين من رجال الصناعة إنهم يأخذوا من البحث العلمى مشاريع و ينفذوها و يشجعوا الشباب على العمل بالمشاريع الصغيرة، و هذا التشجيع يجب أن يتوافر به أمور مهمة :أولا أن يكون به إعفاء ضريبي و يكون هناك تدريب للعمال على التكنولوجيا الحديثة للبحث العلمى، و ثانيا تغيير قوانين المناقصات لأنها بطيئة جدا ونحن ننفق كثيرا من الميزانية ولو سمح للمراكز و المعاهد البحثية بالإستيراد المباشر سنوفر أكثر من 60% من الأجهزة و المستلزمات العلمية، و ثالثا يجب أن يكون هناك تسويق للبحث  العلمى أفضل، وزارة البحث العلمى تفتقد إلى تسويق الأبحاث، و هذا التسويق يتم عن طريق قسم خاص و من الممكن أن يكون القائمين عليها مجموعة معها شهادات فى تسويق البحث العلمى بمعنى إنه يجمع ما بين كونه علمى و معه دراسات تسويقية إدارية .

 

_ ما وجهة نظرك فى إنشاء مدينة العلوم للأطفال لإعداد المخترع منذ الصغر على نمط التجربة الفرنسية ؟

_ مهمة جدا جدا، و هنا فى مصر لدينا الإمكانيات و النماذج و أماكن تبسيط العلوم للأطفال، و يوجد مراكز كثيرة و لكن للأسف ليست مفعلة، و عندما كنت فى فرنسا و زرت هذه المدينة رأيت الأطفال يمارسون الأنشطة بأنفسهم، حاليا أحاول أن أنشئ مركز للإبتكارات لكل الأعمار بالتعاون بين الجامعة البريطانية و وزارة البحث العلمى يهدف إلى لعرض الإبتكارات كنماذج نصف صناعية ويكون معرض دائم للإبتكارات التى يمكن أن تنفذ، وهذا يعطى فرصة أكبر لتطبيق البحث العلمى، مازلنا نضع الخطة، وأتمنى توسيع الهيئات المشاركة فيه، هناك أيضا مسابقة " القاهرة تبتكر " للإبتكارات لكل الأعمار فتح باب التقديم لها و تطلقها أكاديمية البحث العلمى و وزارة البحث  العلمى هدفها جائزة معنوية وتشجيعية قبل المادية .

 

_ كيف يمكن الإستفادة من الخبرات العلمية لعلماء مصر الكبار أمثال أحمد زويل، و مجدى يعقوب، و فاروق الباز، و مصطفى السيد ؟

_  لا نستطيع أن نقول لهم اتركوا البلد التى سافرتم إليها و أقيموا فى مصر بإستمرار لأن أصبح لهم حياتهم الخاصة هناك لكن الإستفادة تكون بأن يأتوا إلى مصر على فترات و ينقلوا خبرتهم و التكنولوجيا الحديثة أيضا إلى تلاميذهم، و لو نظرنا إلى أى شخصية من الذين سبق ذكرهم نجد إنهم قد بنوا مدرسة و جيل من التلاميذ من علمهم و خبرتهم و يقومون بدورهم عندما لا يتواجدون فى مصر، و هذا مهم جدا لأنهم لم يعلموا شخص واحد بل أسسوا مدرسة تسير على خطاهم و تحقق إستدامة فى معاصرة التكنولوجيا الحديثة، فالتواصل هام جدا بين علماءنا فى مصر و الخارج، و غلى سبيل المثال هناك مؤتمر حول الأورام السرطانية سينعقد فى شهر أكتوبر القادم سيجمع مجموعة كبيرة من علماء مصر فى الخارج لتحقيق أكبر إستفادة لمصر من خبراتهم، و هذا يقلل الفجوة بين مصر و الخارج و تزيد من الإتصال العلمى و التكنولوجى، و للعلم علاج الأورام فى مصر و الخارج يسير فى نفس المستوى لكن نسب الشفاء فى الخارج تفوق مصر لأسباب لا أعلمها .

 

_ ماهو تعليقك على جهازى القوات المسلحة الخاصين بإكتشاف و علاج مرض فيروس c ؟

_فى البداية اعتقدت الناس إنه جهاز واحد لكنهم جهازين،و هناك واحد منهم رأيته بعينى و هو جهاز الإكتشاف و هو يعتمد على فكرة إستقبال الأشعة الكهرومغناطيسية التى يشعها الجسم و بالتالى الفيروس و نجح فى ذلك، إنما الجهاز الآخر مازال تحت الدراسة فلا أستطيع الحكم عليه و كان من الخطأ الإعلان عليه من الفرحة قبل الموعد المحدد لإنتهاء الدراسات و التقييم و المؤتمرات العلمية التى تناقش هذا الجهاز .

 

_ و ما وجهة نظرك فى علاج فيروس c ال"سوفالدى" ؟

_هو حصل الآن على موافقات ال FDA و وجدوا إنه يصلح للنوع الجينى الفيروس فى مصر، و بدأوا بالعمل به فعلا لكن مازال تقييمه النهائى للمصريينيحتاج 6 أشهر بعد العلاج لنحكم عليه، و لكن عندما تحدثت مع الدكتور جمال عصمت و الدكتور وحيد دوس المسئولين عن لجان هذا العلاج، قالوا أن النتائج حتى الآن مبشرة جدا لكن لا نستطيع إعطاء نتيجة نهائية إلا بعد فترة العلاج .

 

_ كلمة أخيرة من د/نادية موجهة للشباب ؟

_ أولا يجب أن يكون لديكم ثقة فى البلد و الحكومة، و أنتم كما لكم حقوق عليكم واجبات بمعنى إنه لا تنتظر الوظيفة لكن احفر طريقك بنفسك بما تستطيع أن تفعل و أيا كان نوع العمل، ابذل مجهود فليس ضروريا أن تكون وزير أو رئيس أو حاصل على مركز حتى تعمل، كلنا بدأنا صغيرين ثم تدرجنا حتى وصلنا لما نحن عليه بعد كفاح سنين، و وظائف الحكومة ليست الأولى و الأخيرة من المؤكد أن لكل شخص موهبة و خبرة فى أمر ما، و هناك أماكن كثيرة يمكنها تمويل المشاريع الصغيرة، يجب أن تنقب لتفيد نفسك .

 

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز