شهد راشد تكتب: كلنا يارا طارق نجم
06:03 م - الخميس 12 مارس 2015
شهد راشد تكتب: كلنا يارا طارق نجم
أنا شهد حسام راشد؛ كل يوم بامشي نفس الطريق و السكه اللي يارا-الله يرحمها- كانت بتمشيها؛ كل يوم بعدي على مكان الحادثه و بشوف أثر الدم المحروق في الأرض؛ كل يوم و أنا ماشيه بشوف الحادثه تاني حتى لو أنا محضرتهاش في أول مره؛ كل يوم يتخيل نفسي مكان يارا و أهلي مكان أهل يارا و أصحابي مكان أصحاب يارا. كل يوم!
يارا كانت في الجامعه و خلصت يومها و طلعت تركب الأتوبيس من جراج الجامعه يوم الأتنين الساعه 4 بعد الظهر؛ و لما وقفت جنب الأتوبيس بتاعها الأتوبيس اللي جنبه كان بيلف ف دهسها ما بين الأتوبيسين! مش بس كدا. دا الاسعاف اتأخر ربع ساعه مع أنه أسعاف الجامعه و المسافه بينه و بين الحادثه 200 متر يعني خمس دقائق مشي!
يارا في المستشفى طلع عندها نزيف داخلي و تهتك في الرئه و كسر في الحوض و نزيف خريجي من الأنف و الأذن و الرأس! و تقرير المستشفى بيأكد أن أسعاف الجامعه غير مجهز أساسا؛ دا غير تأكيد الدكتور في المستشفى أن دي ثالث حدثه تحصل في خمس سنين جوا الجراج بس دي أول حاله وفاه. و الشهود بيقولوا أن أسعاف الجامعه أخره طالب أغمى عليه او أصيب بالتسمم مش أكتر؛ السرير مش ثابت و مفيش غير انبوبه اكسجين و جهاز شفط الدم مش شغال؛ الدكتور معاه شنطه مفيهاش غير قطن و شاش و بيتادين؛ الأسعافات الأوليه اللي حصلت كانت قراءه للنبض و بس.
رد الجامعه كان email عزاء لا أكتر ولا أقل!
يوم الثلاثاء من الساعه 10 الصبح بدأت المظاهرات ضد الأهمال اللي كان بسببه المره دي وفاه زميله لينا؛ في اولى كليه هندسه عندها 19 سنه. و الساعه 2 ظهرا الجامعه أعلنت رفع الغياب و الحضور عن جميع الكليات؛ و مع تزايد عدد الطلاب في المظاهره تطور الحال الى أعتصام داخل الجراج و منع خروج أتوبيسات الساعه الثانيه و الساعه الرابعه ظهرا. و النتيجه كانت أعلان الجامعه الحداد ثلاث أيام من وقف الدراسه و أسبوعين من وقف أي نشاطات طلابيه. و أستمر الأعتصام لحد ما يتم مناقشه خطه زمانيه محدده؛ لتأمين حياتنا بداخل الحرم الجامعي، و تحسين مستوى الأسعاف و العياده و الطوارئ في الجامعه، و محاسبه المسئولين عن هذه الكارثه من مسئولين الأمن و الأ الصناعي و الأداره ككل. و فعلا استمر الاعتصام حتى الأن و الناس مقيمه في الجامعه بالنهار و طول الليل.
موت يارا في جامعه من أحسن و أغلى الجامعات في مصر كان صدمه على الكل و محدش متكلمش عن الكارثه دي. و الأعلام أتكلم كتير و مناصر جدا للأعتصام و مع رجوع حق يارا.
موت يارا علمني أن الموت مبيستأذنش و فاجأه بيفجأك؛ و النتيجه أني مينفعش أفوت صلاه ولا أزعل أمي و أبويا ولا أعمل أي حاجه غلط مهما كانت كبيره أو صغيره. موت يارا علمني أن الحياه صغيره أوي و بتخلص بسرعه أوي ف لازم أستغل كل يوم عشان أحقق حلمي قبل فوات الأوان. موت يارا علمني أن لسا في رجاله في مصر؛ في ناس مش راضيه بالظلم و الأهمال؛ في رجاله مشفتش بيتها من يوم الثلاثاء الساعه 10 الصبح و لحد دلوقتي الخميس الظهر و لسا مكمليين؛ دا غير الجامعه الأمريكيه و جامعه مصر الدوليه و الجامعه البريطانيه و جامعه المستقبل لما انضموا لينا من خارج الحرم الجامعي و هتفوا معانا؛ دا غير صلاه الغائب اللي تمت في جامعه القاهره كليه أقتصاد و علوم سياسيه و في الجامعه الأمريكيه و الجامعه البريطانيه و جامعه مصر الدوليه و طبعا الجامعه الألمانية و فرعها في برلين و الأعلام اللي مبيتكلمش غير عن أهمال الألمانيه و موت يارا طارق نجم.
امبارح كان عزاء يارا طارق نجم في مسجد القوات المسلحه عند سيتي ستارز؛ و لا يمكن ابدا انسى لما سلمت على جدتها و مامتها و دموعهم لمست خدي؛ ول أنسى شكل الجده و هي كل شويه تفتح الموبايل و تبوس صورتها؛ ولا أنسى حضن مامتها اللي قعدنا نعيط سوا و ندعيلها سوا. لايمكن انسى عدد الناس اللي يعرفوا يارا او ميعرفوهاش بس بيصلوا عليها و بيقراوا لها قرءان.
اصل صعب أوي نعلق موت يارا على ايه اللي وداها هناك؛ دي مش مظاهره ولا ماتش؛ دا جراج الجامعه اللي شبه موقف الميكروباص من كتر عدم النظام و الركنه صف تاني و تالت و اللي عايز يركن بوشه او بضهره عادي. لا و ايه لما يارا ماتت عرفوا ينظموا الأتوبيسات و يزعقوا بعلو صوتهم حسبوا الشباب هلى يمينكم! لا و الله اصلنا مابنتعلمش غير بكارثه!
من فضلكم؛ اقرأوا ل يارا الفاتحه و أدعولها كتيير اوي؛ أظهروا دعمكم ب أي طريقه أن حق يارا يرجع! يارا كان ممكن تكون انا او انت او اي حد فينا؛ و لو سكتنا هيجي كتيير اوي بعد يارا كمان.
أنا شهد حسام راشد؛ كل يوم بامشي نفس الطريق و السكه اللي يارا-الله يرحمها- كانت بتمشيها؛ كل يوم بعدي على مكان الحادثه و بشوف أثر الدم المحروق في الأرض؛ كل يوم و أنا ماشيه بشوف الحادثه تاني حتى لو أنا محضرتهاش في أول مره؛ كل يوم يتخيل نفسي مكان يارا و أهلي مكان أهل يارا و أصحابي مكان أصحاب يارا. كل يوم!
يارا كانت في الجامعه و خلصت يومها و طلعت تركب الأتوبيس من جراج الجامعه يوم الأتنين الساعه 4 بعد الظهر؛ و لما وقفت جنب الأتوبيس بتاعها الأتوبيس اللي جنبه كان بيلف ف دهسها ما بين الأتوبيسين! مش بس كدا. دا الاسعاف اتأخر ربع ساعه مع أنه أسعاف الجامعه و المسافه بينه و بين الحادثه 200 متر يعني خمس دقائق مشي!
يارا كانت في الجامعه و خلصت يومها و طلعت تركب الأتوبيس من جراج الجامعه يوم الأتنين الساعه 4 بعد الظهر؛ و لما وقفت جنب الأتوبيس بتاعها الأتوبيس اللي جنبه كان بيلف ف دهسها ما بين الأتوبيسين! مش بس كدا. دا الاسعاف اتأخر ربع ساعه مع أنه أسعاف الجامعه و المسافه بينه و بين الحادثه 200 متر يعني خمس دقائق مشي!
يارا في المستشفى طلع عندها نزيف داخلي و تهتك في الرئه و كسر في الحوض و نزيف خريجي من الأنف و الأذن و الرأس! و تقرير المستشفى بيأكد أن أسعاف الجامعه غير مجهز أساسا؛ دا غير تأكيد الدكتور في المستشفى أن دي ثالث حدثه تحصل في خمس سنين جوا الجراج بس دي أول حاله وفاه. و الشهود بيقولوا أن أسعاف الجامعه أخره طالب أغمى عليه او أصيب بالتسمم مش أكتر؛ السرير مش ثابت و مفيش غير انبوبه اكسجين و جهاز شفط الدم مش شغال؛ الدكتور معاه شنطه مفيهاش غير قطن و شاش و بيتادين؛ الأسعافات الأوليه اللي حصلت كانت قراءه للنبض و بس.
رد الجامعه كان email عزاء لا أكتر ولا أقل!
يوم الثلاثاء من الساعه 10 الصبح بدأت المظاهرات ضد الأهمال اللي كان بسببه المره دي وفاه زميله لينا؛ في اولى كليه هندسه عندها 19 سنه. و الساعه 2 ظهرا الجامعه أعلنت رفع الغياب و الحضور عن جميع الكليات؛ و مع تزايد عدد الطلاب في المظاهره تطور الحال الى أعتصام داخل الجراج و منع خروج أتوبيسات الساعه الثانيه و الساعه الرابعه ظهرا. و النتيجه كانت أعلان الجامعه الحداد ثلاث أيام من وقف الدراسه و أسبوعين من وقف أي نشاطات طلابيه. و أستمر الأعتصام لحد ما يتم مناقشه خطه زمانيه محدده؛ لتأمين حياتنا بداخل الحرم الجامعي، و تحسين مستوى الأسعاف و العياده و الطوارئ في الجامعه، و محاسبه المسئولين عن هذه الكارثه من مسئولين الأمن و الأ الصناعي و الأداره ككل. و فعلا استمر الاعتصام حتى الأن و الناس مقيمه في الجامعه بالنهار و طول الليل.
موت يارا في جامعه من أحسن و أغلى الجامعات في مصر كان صدمه على الكل و محدش متكلمش عن الكارثه دي. و الأعلام أتكلم كتير و مناصر جدا للأعتصام و مع رجوع حق يارا.
موت يارا علمني أن الموت مبيستأذنش و فاجأه بيفجأك؛ و النتيجه أني مينفعش أفوت صلاه ولا أزعل أمي و أبويا ولا أعمل أي حاجه غلط مهما كانت كبيره أو صغيره. موت يارا علمني أن الحياه صغيره أوي و بتخلص بسرعه أوي ف لازم أستغل كل يوم عشان أحقق حلمي قبل فوات الأوان. موت يارا علمني أن لسا في رجاله في مصر؛ في ناس مش راضيه بالظلم و الأهمال؛ في رجاله مشفتش بيتها من يوم الثلاثاء الساعه 10 الصبح و لحد دلوقتي الخميس الظهر و لسا مكمليين؛ دا غير الجامعه الأمريكيه و جامعه مصر الدوليه و الجامعه البريطانيه و جامعه المستقبل لما انضموا لينا من خارج الحرم الجامعي و هتفوا معانا؛ دا غير صلاه الغائب اللي تمت في جامعه القاهره كليه أقتصاد و علوم سياسيه و في الجامعه الأمريكيه و الجامعه البريطانيه و جامعه مصر الدوليه و طبعا الجامعه الألمانية و فرعها في برلين و الأعلام اللي مبيتكلمش غير عن أهمال الألمانيه و موت يارا طارق نجم.
امبارح كان عزاء يارا طارق نجم في مسجد القوات المسلحه عند سيتي ستارز؛ و لا يمكن ابدا انسى لما سلمت على جدتها و مامتها و دموعهم لمست خدي؛ ول أنسى شكل الجده و هي كل شويه تفتح الموبايل و تبوس صورتها؛ ولا أنسى حضن مامتها اللي قعدنا نعيط سوا و ندعيلها سوا. لايمكن انسى عدد الناس اللي يعرفوا يارا او ميعرفوهاش بس بيصلوا عليها و بيقراوا لها قرءان.
اصل صعب أوي نعلق موت يارا على ايه اللي وداها هناك؛ دي مش مظاهره ولا ماتش؛ دا جراج الجامعه اللي شبه موقف الميكروباص من كتر عدم النظام و الركنه صف تاني و تالت و اللي عايز يركن بوشه او بضهره عادي. لا و ايه لما يارا ماتت عرفوا ينظموا الأتوبيسات و يزعقوا بعلو صوتهم حسبوا الشباب هلى يمينكم! لا و الله اصلنا مابنتعلمش غير بكارثه!
من فضلكم؛ اقرأوا ل يارا الفاتحه و أدعولها كتيير اوي؛ أظهروا دعمكم ب أي طريقه أن حق يارا يرجع! يارا كان ممكن تكون انا او انت او اي حد فينا؛ و لو سكتنا هيجي كتيير اوي بعد يارا كمان.
تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز
