عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مارينا فارس تكتب : بحر

مارينا فارس تكتب : بحر
مارينا فارس تكتب : بحر

 
اهب و اجري سريعاً .. ماذا بك ؟! لا شيء, فقط اريد ان اجد بعض الحبر و اوراق لأسر بعض الكلمات علي وجهها قبل ان تهرب دون وداع ككل مرة !
........
 
تجمعت سحب رمادية في نهاية يوم ارهقه التردد بين الشتاء الذي يلملم حقائبه استعدادا للرحيل, و الربيع الذي يحاول ان يعلن وجدوده بأشعة الشمس الهشة.
اعود لاجلس امام البحر بعد ان القي التحية علي سكانة من الطيور. لا اعلم من منا يشتكي و يتألم. من يبكي و من يسمع.. يختلط حزن البحر بظلمة السماء التي غاب عنها القمر  دون سبب. لا يظهر سوي خط رفيع يكاد يتلاشي بين الامواج, تماماً كأحلامي..
 
لا اعلم اي قوي جذب تربطني بالبحر, حين ازوره بعد نوي. تضربني رياحه الغاضبة. اتركها تعبث بشعري و احلامي و تنتزع مني دموعاً فأقول مازحة كما قال درويش " أنا لا أبكي ..كل ما في الأمر أن غبار الحنين قد دخلت عيني".. احاول كالمجامين عد موجه دون جدوي, اتنفس علي ايقاعه, احاول فهم ما يقول. فقط اسمعه, فحين يتحدث البحر اجد كل الالحان قصيرة لا تكفي, كلها مبتورة النهايات. و القصائد التي ابهرتني شفرة معانيها اجدها صارت الان صدئة لا معني لها.
 
كالعادة استسلم الي ولعي الطفولي بتجميع اصداف البحر, تبهرني تلك الاشياء متباينة الالوان و الاشكال,  تلتف حول نفسها, تحمل رسائل البحر. اجد فيها طفولة نادرة  و كأنها هربت من البحر و لاول مرة تجرب مذاق الهواء الطلق, انها تعرف اسرار البحر كونها كانت في قلبه, و ان البحر قد اوصاها بكتمان اسراره. عبثاً ما نحاول فعله عندما نسألها عن اغنية البحر.
 
علي اطراف الشاطئ تتجمع اعشاب بحرية داكنة اللون. لا اعلم لما هجرت البحر لترقد علي الشاطئ. اظن سحره قد اعياها, او انها قد ملت تقلباته!.. و هناك صخرة وسط الزرقة البحرية, تضربها الامواج بغير رحمة, تتعلق بها طحالب خضراء اللون ساكنة كل السكون .
 
ليتني مثلك ايها البحر, اكتب ما اريد بموجات تتلاشي سريعاً .. ليت لي قلب كقلبك و اسرار داخل اصداف.. ايها البحر الذي تحتوي الحياة ثم تتظاهر بالحزن و الغضب..
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز