عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الشاذلي..أعظم هدافى الكرة المصرية

الشاذلي..أعظم هدافى الكرة المصرية
الشاذلي..أعظم هدافى الكرة المصرية

كتب - على خضير
 
بسرعة البرق الخاطف وفجأة، رحل منذ أيام كبير هدافى الكرة المصرية على مدار تاريخها النجم البارع والهداف اللامع الشاذلى، صاحب الرقم القياسى لإحراز الأهداف وهز شباك الخصوم بـ 176 هدفا، وهو رقم محترم فى عالم الساحرة المستديرة المصرية، الذى لا أظن أن أحدا من الأجيال الحالية ولا المقبلة سوف يلحق به.
 
 
ونجم الكرة المصرية أحد المبدعين الكبار، وهو نتاج العبقرية المصرية البسيطة الشعبية «ملح الأرض» والأهم أنه من نادى «العمال» الذين اختلط بهم وعمل معهم وأخذ من شخصيتهم الكثير، نادى الترسانة «الشواكيش» الذى تألف من العمال وأبنائهم فى الورش.. حفر اسمه فى سجل الخالدين من كبار القامات الفنية والإنسانية الرائعة، هذا الفذ المتواضع والفلتة الذى تزعم هدافى مصر دون أن يغير لون فانلته ولا تراجع نهر إبداعه، سجل إلى جوار الأهداف والبطولات والأوسمة أروع المواقف الإنسانية النبيلة، ومن أبرزها بيعه لسيارته الخاصة منتصف السبعينيات وقتما كان صاحب السيارة هو وعدد لاعبى الكرة محدود جدا، باع عرق السنوات لإنقاذ ناديه وبيته الترسانة من عثرة مادية.
 
 وفى عام 1977 ضحى بمستقبله وحاضره فى الخليج لإنقاذ ناديه من عثرة فنية إثر تعرضه لشبح الهبوط للدرجة الثانية، إن قصة حياة حسن الشاذلى لن تتوقف عند كونه لاعبا وهدافا خطيرا وعالميا وصاحب أرقام قياسية، بل إنها مشوار صعب وطويل نجح فيه صاحبه، وللتاريخ هو حسن جمعة الشاذلى مواليد 20 مايو 1942 فى شارع روض الفرج بشبرا، ظهرت عليه علامات النبوغ والتفوق الكروى منذ تواجده فى المدرسة «رقى المعارف»، وانضم لنادى المستقبل الرياضى «الساحة الشعبية بالحى»، وبعين الخبراء التقطته عين عم «إبراهيم عجورة» أحد عمال ورش الترسانة البحرية واصطحب الشاذلى لاختبارات النادى، ومنذ اللمسات الأولى له بملعب الترسانة القديم «مسرح البالون الآن» وقع الاختيار على الشاذلى لارتداء فانلة الترسانة، رغم عمره الصغير «15 سنة»، واصطحبه المدربون فى كل مراحل الناشئين لموسمين واشتغلت ماكينة الأهداف، وفى موسم 59 تم تصعيده للفريق الأول وكان الأصغر سنا «17 عاما» بين جيل حمدى عبدالفتاح وحسين العقر وفؤاد جودة وحنفى إبراهيم وسعدون وبهاء.. ودفع به عم الشيوى بقوة، وفى الموسم التالى 60 اختاره محمد الجندى لارتداء فانلة منتخب مصر الأول، وما أدراك ما منتخب مصر حينذاك، صالح سليم والفناجيلى ويكن ورأفت عطية وسمير قطب وطارق سليم ورضا وشحتة وطه إسماعيل وخورشيد، أسماء ونجوم تخض، مواهب صعبة التكرار، وانخرط العامل الهداف وراح يثبت قدميه يوما بعد يوم ولقاء بعد آخر، مرتديا ثياب التألق والنجومية والبساطة فى العبقرية المصرية حتى نجح فى قيادة الترسانة لخطف لقب الدورى، وكانت ومازالت حكاية هذه البطولة تندرج تحت باب صدق أو لا تصدق، حدث هذا فى موسم 62/63، بل إن المدفعجى فى هذه البطولة وصل رصيده التهديفى إلى 29 هدفا، وكانت معجزة حينذاك فاز بها بلقب هداف الدورى، وهو اللقب الذى أحرزه مرات أخرى موسم 64/65 بـ 22 هدفا، وموسم 65/66 بـ 18 هدفا، وموسم 74/75 بـ 34 هدفا، وهو أكبر رقم من الأهداف يسجله لاعب مصرى فى تاريخ  كل المسابقات، موسم 75/76 بـ 14 هدفا.
 
أما فى كأس مصر فقاد الترسانة لبطولتين ولا أروع موسم 65 الذى حصل فيه على لقب الهداف بـ 10 بصمات مازالت تحفظ له الترتيب الأول فى عداد الهدافين، وموسم 67 قبل توقف الكرة.
 
ومع منتخب مصر وإن لم يحقق بطولة لتوقفات الستينيات الدولية وصعوبة المرحلة، إنما شارك فى ثلاث بطولات للأمم الأفريقية وأحرز خلال مبارياتها دستة أهداف «12 هدفا» يتصدر بها قائمة هدافى مصر.. اعتزل فى نوفمبر 76 وعمره 34 عاما، وقتها كانت رقما، ولكن فى نهاية الموسم تعرض الفريق للهبوط وتم استدعاء المدفعجى الذى حقق المعجزة وقاد الترسانة للبقاء وسط الأضواء ولكن إلى حين، بعد الاعتزال اتجه للتدريب، ثم للتحليل على الشاشات، وفى كليهما لم تقل براعته عن أدائه فى الملعب.
 

وفى 20 إبريل 2015 رحل تاركا خلفه سجلا ناصعا ومحترما يستحق التقدير والثناء.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز