
محمد رضا يكتب : رسالة من أم فرحة

منذ عدة أيام قام المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء بزيارة مفاجئة لمعهد القلب كشفت هذه الزيارة عن الوجه القبيح لما يعانى منه المواطن المصري عندما يحاول الحصول على حقه في العلاج بطريقة آدمية.
نحترم ما قام به السيد الوزير ونقدره وهى خطوة على الطريق الصحيح ولكن لماذا تصب أكثر الزيارات سواء المفاجئ منها أو المعد له مسبقاً في العاصمة وما حولها من مدن لماذا لا نرى زيارة مفاجئة لأحدي المراكز الصحية في قري الصعيد المنسية على مر عقود وإلى متي سيظل الصعيد هو آخر ما نفكر به أو نذكره رغم أن به أهلنا وأتشرف بأنى أحد أبناء الصعيد.
وبناء على هذا التجاهل سواء كان سياسة متبعة على مر الانظمة أم أن هذا التجاهل هو وليد الصدفة التى أصبحت إرث يتحمل نتائجه أهالى الصعيد وبناء على هذا الشعور قام بعض شباب الاطباء على موقع التواصل الإجتماعى فيس بوك بتدشين صفحة بعنوان "عشان لو جه ما يتفاجئش" وقاموا بنشر صور خاصة بالرعاية الصحية التى يحصل عليها المواطن في جميع أنحاء الجمهورية وقدعكست الصور واقع مؤلم لدرجة انك تشعر أن هذه الصور مبالغ فيها من صعوبتها تحرك هؤلاء الشباب من مبدأ "ما خفي كان أعظم" وانهم إن لم يفعلوا هذه الفكرة ظل البعيد عن العين بعيد عن الفكر و غتخاذ القرار فقاموا بنشر هذه الصور آملين أن تصل إلى أولى الأمر لأتخاذ قرار بشأنها ولأنهم يعرفون جيداً أنه لا يستطيع أى مسئول أى ما كان أن يقوم بزيارة مفاجئة في الصعيدنظراً للأحداث الراهنة فهل يعرض هذا المسئول حياته للخطر من أجل الحفاظ على حياة بعض المواطنين البسطاء فهل يستحق منه المواطن تلك التضحية.
تم نشر الصور وشاهد الجميع بشاعتها وكم الإهمال والفساد والمرض الذي ينعكس من هذه الصور ولكن ماذا بعد هل وصلت هذه الصور لأى من أولى الأمر الذي أصبح بإستطاعتهم التجول في هذه الصور دون الإنتقال المفاجئ ويكفيهم بشاعتها وما تعكسه من معان وإيمان هؤلاء الشباب أصحاب الفكرة أن الصورة بألف معنى ولكن ليست في كل الأحيان فقضية أم فرحة لم تتمكن أى صورة فى التعبير عنها مهما بلغت الصورة من معانى.
الطفلة فرحة تبلغ من العمر 5 سنوات ذهبت بها الام الى مستشفي ملوى العام بمحافظة المنيا لإجراء عملية إستئصال اللوزتين لتخرج بإبنتها جثة هامدة نتيجة حقن الطفلة بعقار خطأ قبل إجراء العملية لم يتحمله جسد هذه الطفلة البريئة التى استنجدت أمها بالسيد الرئيس على أمل أن تحصل على حق إبنتها ورغم قلة الحيلة لم تطلب الام ولا والد الطفلة أى تعويض مادي ولكن طالب الأب بمحاسبة المسئول عن وفاة إبنته متحدثا ببساطة أهالينا المعتادة عن المعاناه التى يعانيها أهل الصعيد من الإهمال الجسيم والفساد في المنظومة الصحية.
السؤال الذي يطرح نفسه الآن هل ساهمت زيارة السيد رئيس الوزراء المفاجئة على القضاء على الفساد في المنظومة الصحية بالطبع لا الأمر لا يحتاج إلى زيارة أو أكثر مفاجئة يا سيادة الوزير الأمر يحتاج قرارات صائبة مدروسة من بداية الأمر فأنتم أولى الامر والمنوطين بهذا ماذا بعد إعفاء مدير معهد تيودور بلهارس سيأتى من خلفه ليمضي على نفس النهج ولو تظاهر بغير ذلك فلدينا مثل شهير والكل يعرفه جيداً "الغربال الجديد له شدة" ثم اما بعد "تعود ريمة لعادتها القديمة" الزيارات المفاجئة قرار إيجابي نحييكم عليه ولكن يجب أن يتبع هذه الزيارات قرارات أيضا مفاجئة ونرجوا أن لا تقتصر هذه القرارات المفاجئة إذا اُتخذت على العاصمة فقط بل نريدها شاملة ملزمة على كل المستويات.
في النهاية أتمنى أن تصل رسالة أم رحمة إلى رئيسها وأن تشعر رحمة بالرحمة بعد وفاتها وأن حقها لم يذهب مع الريح وأن يعرف والد رحمة أنه في بلد محترم يؤمن بمبدأ الثواب والعقاب والا نجد كل يوم فرحة ضحية فساد المنظومة الصحية.