
محمد رضا يكتب: سيناء ... ونظرية الاقتناء

كعادة جموع المصريين حين تحاول أن تنتزع منهم شيئا غالياً فلا ترى منهم الا كل تشبث وبمنتهى القوة متعلقا بهذا الشئ وكأن الدنيا كلها وقفت عندما حاول شخص آخر التفريط في هذا الشئ فتجد الأم في حوار لأبنتها "أنتى عايزة البلوزة دى انا هديها لفلانة بنت عمتك" لترد الابنة لا يا ماما انا عايزاها فترد الأم "يابنتى دى ضاقت عليكي" فترد الإبنة لا يا ماما ما انا ها خسلها " وتظل هذه البلوزة حبيسة دولاب الملابس إلى أن يشاء الله تحقيقاً لمبدأ الإقتناء فلاهى استنفعت بها ولاترگت آخرين يستفيدون منها.
كذلك الأمر في سيناء العظيمة مع اختلاف وتفاهة المثل فسيناء هى العزيزة على القلب والغالية في النفس ولايمكن بأى حال من الأحوال التفريط في شبر واحد من أرضها ولكن كان المثل للتوضيح وهو مدخلنا لقضيتنا الشائكة في هذا المقال.
لماذا تتعامل الحكومات المتعاقبة في مصر بداية من عصر المخلوع إلى وقتنا هذا في قضية سيناء من منطلق "نظرية الاقتناء" كم من أشخاص دفعت حياتها ثمناً لهذه الارض الطاهرة وكم من دماء أبطال إرتوت بها رمال سيناء بداية من حرب أكتوبر المجيده وصولا الى الهجوم المسلح من قبل عصابة بيت المقدس.
وطالما اننا لم ولن نسمح بالتفريط فى حبة رمل واحدة من هذه الارض فلماذا نتعامل معها هكذا هى شئ ثمين ولها مكانة لدى الشعب المصرى ولكن نتعامل معها من مبدأ الأقتناءوأننا نبذل الغالى والثمين من أجل الحفاظ عليها وكأننا نقول للعالم اجمع "بصوا احنا عندنا سينا وانتوا لأاا" فماذا فعلت انت بسيناء تركتها بلا مأوى ولاماء فالحياة في سيناء تكاد تكون منعدمة حتى معلومات الجميع عن أهالينا هناك وطرق معيشتهم هى معلومات سطحية على سبيل الإجتهاد.
فترى من يحدثك عن الأهالى في سيناء وعن مدى استعدادهم لبيعها لأى عابر سبيل وأن مايحدث في هذه الأرض الطيبة بمباركة الأهالى "ياعم سيبك البدو دول ولاد لازينة كل اللى بيحصل هناك ده بسببهم امال الأنفاق دى كلها ايه" يحدثك بثقة وكأنه من مواليد الشيخ زويد ولكنه انتقل الى العيش في القاهرة مؤخراً.
ولكن دعنى أخبرك عزيزى الفتاى ان اى مكان على وجه الأرض به الصالح والطالح به الوطنى المخلص الذي يعشق تراب الوطن وبه من على استعداد ان يبيع أهل بيته ان لزم الأمر هؤلاء الطالحين لم يعيشوا فقط على أرض سيناء الحبيبة هم يعيشون بيننا لكن الأمر يحتاج مزيدً من التركيز من جانبك لتراهم ان كنت لم تعرف او تتأكد اننا بالفعل نعيش وسط مجتمع به من به من الصالحين التى تحيا مصر ببركة دعائهم وبه من به من الطالحين الذين يقتلون ويسفكون ويغدرون بالوطن.
أهالى سيناء هم البطل سالم الهرش الذي ساهم في افشال المؤتمر الدولى الذي أعدته إسرائيل بقيادة موشي ديان لتدويل سيناء المحتلة وقتها والذي رفض فيه قائلاً بصوت جهورى»إن هذه الأرض أرضنا جميعا مصريين ورئيسنا هو الرئيس جمال عبدالناصر وإذا كانت سيناء محتلة حاليا فستعود قريبا إلي الوطن الأم« هم الشهيد البطل محمد عيادة الذي لقى مصرعه على ايدي عصابة بيت المقدس بسبب اعتراضه المسلحين الذين حاولوا استخدام سطح منزله لإطلاق الرصاص على مقار الأمن في الهجوم الأخير الذي استهدف أكثر من كمين في مدينتى رفح والشيخ زويد عزيزى الفتاى قبل ان تتحدث فلتقرأ كتاب "شبه جزيرة سيناء المقدسة" للعميد فؤاد حسين الذي يحكى فيه عن بطولة ابناء سيناء.
ولكن لا عتاب على من يفتى دون علم بالفعل هذا خطأ ولكن الخطأ الاكبر هو العزلة و الوهم الذي وضعت فيه سيناء من قبل النظام السابق وعدم توافر المعلومات الصحيحة لدى جيلنا على الأقل عن أهالى سيناء وعن أرض سيناء.
فبعد كل هذا كيف تتعامل الأنظمة المتعاقبة في مصر مع هذه القطعة الثمينة من أرض الوطن؟ لانريد بناء منتجعات سياحية للاثرياء ونعتقد أننا بهذا قد عمرنا سيناء بل نريد مشاريع ضخمة تجعل سيناء جزء أصيل ومساهم في التنمية الأقتصادية في مصر لماذا لانرى رحلات مدرسية وجامعية منظمة الى هذه الارض الطيبة لكى تتناقل الأجيال المعلومات الصحيحة عن سيناء وأهلها نريدها قطعة من اوروبا طالما أننا نضحي بأنفسنا وأولادنا من أجلها فنستطيع أن نجعلها جنة الله على أرضه.
في النهاية اتمنى أن يصل كلامى للقائمين على الأمر وأن يحفظ الله مصر وجيشها الأبي.