عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بالصور..مسجد أبو بكر مزهر في شارع المعز مهدد بالإنهيار منذ 23 عاما

بالصور..مسجد أبو بكر مزهر في شارع المعز مهدد بالإنهيار منذ 23 عاما
بالصور..مسجد أبو بكر مزهر في شارع المعز مهدد بالإنهيار منذ 23 عاما

كتب - علاء الدين ظاهر

في عام 1992 شهدت مصر وتحديدا القاهرة زلزالا وصف حينها بأنه مدمر,والخسائر الناجمة عن الزلزال حينها لم تكن في البيوت والبشر فقط,بل أصابت التاريخ ممثلا في أثار كثيرة تعرضت  للتصدع والإنهيار,وكانت الكارثة في القاهرة التاريخية التي تضم كنوزا كثيرة بلغت حينها حوالي 560 أثرا,حيث تعرض 212 أثر للإنهيار,ناهيك عن تصدع أعداد أخري بحكم قدمها علي المستوي الزمني



المفاجأة التي إكتشفناها وجود أثار لا زالت"مصلوبة"بالشدات الخشبية منذ تاريخ الزلزال وعلي مدار أكثر من 23عاما حتي الأن,ولم تقدم لها عبر تلك السنوات أي مشاريع ترميم أو إنقاذ من حالة التصدع التي أصابتها حتي ساءت حالتها وتدهورت بشكل بات يمثل خطورة كبيرة عليها..نتحدث عن"مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر"في حارة برجوان المتفرعة من شارع المعز لدين الله,حيث كان مفهوم المسجد يتخطي كونه مجرد مكان للعبادة ليصبح مركز علم وتدريس,وهو ما يفسر إطلاق مسمي"مسجد ومدرسة"عليه وغيره من منشأت أثرية كثيرة

وتاريخيا ينتمي الأثر لدولة المماليك الجراكسة،وصاحب المسجد هو زين الدين أبو بكر محمد بن محمد بن أحمد بن مزهر المعروف بابن مزهر،ناظر ديوان الإنشاء (884 - 885 هـ، 1479 - 1480م)،ويتوسطه صحن مستطيل مساحته (10 ×8.25)وارتفاعه 9.5 متر,ويغطيه سقف خشبى تتوسطه فتحة مثمنة الشكل (شخشيخة) طول كل ضلع منها 2.5 متر وارتفاعها 1.7 متر فتح بكل ضلع ثلاثة نوافذ مستطيلة

بوابة"روز اليوسف"ذهبت إلي المسجد,وقبل الدخول إليه كان لافتا للنظر تلك الخرابة التي تلاصقه تماما وتمتلئ بكل أنواع القمامة والمخلفات,ناهيك عن الروائح الكريهة التي تخرج منها,مما جعلها بيئة خصبة لنمو الحشرات والذباب,ورغم تلك الأضرار الناجمة عنها خاصة مع ضيق مساحات الشوارع في المنطقة,لا زالت تستقبل الخرابة يوميا الكثير من القمامة والمخلفات التي يلقيها الأهالي المحيطون بالمسجد دون أدني وازع أو رادع

وقد رصدنا حال المسجد من الخارج لتزداد دهشتنا,حيث أن مئذنته ومنذ حدوث الزلزال وهي مائلة بشكل يمكن ملاحظته بسهولة عند الوقوف أسفلها في الشارع,كما أن بابه المجاور للخرابة مغلق تماما وتتوسطه"صلبة"خشبة قديمة تكاد تكون مهترئة وتوشك أن تتداعي,وهذا الوصف لحال الباب يتطابق مع نافذة علوية للمسجد,حيث كانت مصلوبة هي الأخري بقطعة خشبية,كما أنها مفتوحة تماما نظرا لإهتراء الخشب والسلك الذي كان موضوعا عليها,هذا غير تفكك الأحجار أعلي وأسفل النافذة بشكل خطير ينذر بعواقب أخطر

وفي الداخل كان الوضع سيئا جدا ومخيفا بل وخطيرا,جيث كانت الأتربة تملأ جنبات المسجد حتي أنها غطت علي بعض زخارفه القيمه,والأعمدة الخشبية المستخدمة في صلب المسجد منذ أكثر من 20عاما دون تغيير مهترئة بشكل كبير,وتبدو عليها علامات القدم,كذلك الأحبال التي تربطها قديمة جدا وفقدت قوة ربطها للأخشاب معا,كما وجدنا أحد أبواب المسجد المغلقة من الداخل وقد تجمعت خلفها أتربة ممتزجة بالمياه الجوفية بشكل سئ جدا,وهو ما يهدد حياة المصلين به,والذين علمنا من مصادرنا أنهم يصلون بالمسجد علي عهدتهم الشخصية,خاصة أن المسجد مهدد بالإنهيار في أي لحظة,كما أن ذلك يجعل محتويات المسجد من الداخل مهددة بالسرقة خاصة منبره الأثري والذي يحتوي علي حشوات من العاج قيمة جدا

وقد كشفت مصادر بالأثار أن كل من وزارتي الاوقاف والاثار تمنعان الصلاة في المسجد نظرا لخطورة حالته الإنشائية والمعمارية مما يهدد حياة المصلين,إلا أنه من المثير حصول أحد جيران المسجد ويدعي شاذلي وهو رجل مسن علي مفتاحه وفتحه لأداء الصلاة,وهو متواجد دائما لفتح المسجد خاصة أمام مفتشي الأثار بالمنطقة,وأشارت المصادر إلي أنه في وقت سابق حدثت مشكلة ما بالمسجد وكان لا بد من فتحه وهو ما قد يفسر وجود المفتاح مع شاذلي,ونظرا لخطورة المسجد فقد لفتت المصادر أن إدارة القاهرة التاريخية تدرس إدراج المسجد في مشاريع الترميم التي تقوم بها خاصة أن حالته المعمارية السيئة تزداد بمرور الوقت

سألنا الدكتور مختار الكسباني أستاذ الأثار الإسلامية بكلية الأُثار جامعة القاهرة عن المسجد فقال:هو تحفة من تحف العمارة الإسلامية,وأنا حزين لما أل إليه حاله,خاصة أنه كان هناك مشروع ترميم للمسجد قبل 25يناير,لكن العجيب أن بعض مسئولي قطاع المشروعات تسببوا في وقف المشروع بطريقة إدارتهم الخاطئة للقطاع ومشاريعه,خاصة أنني عندما كنت عضوا بلجنة إدارة القاهرة التاريخية أردت ضم ترميم المسجد  للمشروعات التي ترممها الإدارة لكن مسئول قطاع المشروعات حينها تسبب في وقف الأمر

وكشف لنا أن هذا المسجد يحتوي علي واحدة من الظواهر النادرة جدا في العمارة الإسلامية,وتتمثل في أن المسجد من الداخل يحمل توقيع الشخص الذي بناه وتحديدا من قام بعمل النقوش والزخارف,وهذا موجود علي المنبر في عقد أحد شبابيكه وإسمه"عمل عبد القادر النقاش"،مشيرا إلي أن أعمال الصلب الموجودة حاليا في المسجد ليس لها فائدة خاصة أنها موجودة منذ أكثر من 15عاما وهو ما يعزز إحتمال سقوطه في أي وقت,حيث  أنه من الناحية العلمية أي أعمال صلب مبني بعد عام من إقامتها تصبح ضعيفة وبلا فائدة ويجب تغييرها,فما بالك بمسجد مصلوب بأخشاب منذ أكثر من 15عاما,خاصة أن مستوي الرطوبة داخله عالي جدا,ورغم ذلك لم يفت الأوان بعد ويمكن ترميمه من خلال مشروع متكامل يعيد له سيرته التاريخية والأثرية الكبيرة

من جانبه قال الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس قطاع الأثار الإسلامية والقبطية بوزارة الأُثار أن المسجد قيم بالفعل,كما أنه عمل فيه عام 1992 مع البولنديين لتنفيذ مشروع ترميمه,ولم يكمل معهم حيث إنتقل للعمل في منطقة أخري,مشيرا إلي أنه سيتحدث مع المهندس وعد الله محمد رئيس قطاع المشروعات بالوزارة لمعرفة وضع المسجد والحالة الراهنة له وإلي أي مدي وصلت مقايسات ترميمه,مؤكدا علي أن المسجد يمكن إنقاذه إذا ما تم إعداد مشروع ترميم عاجل له وتنفيذه ليعود كما كان

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز