عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شهد راشد تكتب: تحت السيطره

شهد راشد تكتب: تحت السيطره
شهد راشد تكتب: تحت السيطره

يا ترى حياتنا فعلاً "تحت السيطره" ولا لاء؟ مسلسل "تحت السيطره" في رمضان 2015 كان مفاجأه بكل المقايس؛ مفاجأه للمتعاطف معاهم و مفاجأه للي مش حابب الفكره و مش طايق الشخصيات؛ مفاجأه عملت دوشه على السوشيال ميديا بسبب الشخصيات المختلفه و الطريقه المختلفه لتداول الإدمان؛ مفاجأه بسبب الtaboos اللي أقتحموها فاجأه!! مريم نعوم و تامر محسن في كتابتهم للمسلسل (قصه و سيناريو و حوار) قدروا يحببونا و يكرهونا في الشخصيات بسهوله جداً (لعبوا بينا)؛ قدرنا نتشد جداً و نستنى الحلقه الجديده بفارغ الصبر!؛ و وقت المسلسل (على الأقل في بيتنا) كلنا مركزين ف "هيحصل أيه؟ نهايتهم أيه؟ هيتعافوا؟ هينتكسوا؟ هيرجعوا؟ هيطلقوا؟ هتحمل؟ هتخلف؟ هتهرب؟ هتسرق؟ هتتجوز؟ هتفقد الأمل؟ هيتجدد أملها؟ ...". أحنا (على الأقل أنا) عيشت جوا المسلسل و تحولت من مشاهده طرف ثالث في الحدوته و ملهاش أي دور لطرف من أطراف المسلسل و مش قادره أفصل أنه تمثيل و مش حقيقه! السبب في دا الكتابه و التحضير و التمثيل اللي بجد حقيقي؛ أنا مبتكلمش تقريباً غير على المسلسل دا طول رمضان!!!
مش مريم نعوم و تامر محسن بس؛ و لكن نيللي كريم و ظافر العابدين و جميله عوض و محمد فراج و هاني عادل و أحمد وفيق و أنجي أبو زيد و جيهان فاضل و هاني خليفه و لؤي عمران و رانيا شاهين و سمر مرسي و عبد الرحمن أبو زهره و ليلى عز العرب. الناس دي مقرأتش ورق ولا كتب و خلاص؛ الناس دي لازم تكون شافت و عاشت بجد اللي بيحصل في دوامه الإدمان عشان التمثيل يكون حقيقي أوي كدا و نكون بجد مش قادرين نتخيل أن الممثلين دول ممثلين و مش حقيقي مدمنين!!! الناس دي تعبت و تعبها ظاهر و حبيبنا في العمل.
 
"مريم نعوم" دايماً مهتمه بحياة الشارع؛ يعني بتجسد الشخصيه اللي ممكن تتخبط فيها فعلاً. ممكن و أنت ماشي في أي مصلحه حكوميه تتخبط في "ذات"؛ و ممكن في أي سجن أو في أي منطقه شعبيه تتخبط في "غاليه"؛ و ممكن في أي مكان و أي شله تتخبط في "مريم". و مش بس الشخصيات اللي بتدور حواليهم المسلسل؛ و لكن كل الشخصيات ممكن نتخبط فيهم في أي وقت و كل مكان.
"نيللي كريم" ممثله و بطلة الثلاثيه اللي بتجمعها مع مريم نعوم؛ "ذات و سجن النسا و تحت السيطره". في كل مره شخصيه شكل بتجسد طبقه معينه من الستات المصريات؛ مره طبقه متوسطه و مره طبقه فقيره و مره طبقه عاليه و في كل مره بنصدقها و دايماً بنتعاطف معاها.
 
و دي عينه صغيره للي حصل في "تحت السيطره"؛ بمعنى أوقع للي حصل جوانا بسبب "تحت السيطره"؛ مريم نعوم رسمت شخصيات و كأننا عايشين وسطهم كل يوم بحلوهم و وحشهم؛ متعاطفين معاهم في كل لحظه و بنحبهم أو نكرهم في كل لحظه برضو. في صراع جوا كل واحد فينا "مين كويس؟ و مين وحش؟ أيه اللي هيحصل في الحلقه اللي جايا أو الموقف اللي جي؟":
 
  • نحب "حاتم" في أول كام حلقه و بعدين نشوفوا ندل عشان طلق "مريم" و خطف "فريده" و رفع قضيه ضم ل فريده بسبب أن مريم كانت مدمنه.
  • نتعاطف مع "مريم" عشان هي فعلاً أقنعتني أنها مريضه و أنها تحت ضغط يولد الإنفجار طول الحلقات و لأنها بتحارب نفسها و بتحارب دماغها بجد عشان تفضل محافظه على تبطيلها.
  • نحب "علي و هانيا" في أول قصتهم و نكرهم عشان قصتهم أسودت (بدايتها غلط و أساسها غلط)؛ و تحولت القصه اللي أغلبنا حبها لقصه كلنا بنتعلم منها و مش بس عشان الإدمان. و نكره "علي" عشان ضحك على "هانيا" الصغيره؛ و نتلخبط و منكونش عارفين إذا كان بيحبها ولا بيلعب من الأول ولا أيه؛ و بكل بجاحه يقولها أنتي مش زي أختي و لو أختي عملت ال أنتي عملتيه كنت قتلتها. 
  • نكون مش عارفين نكره "هانيا" ولا نتعاطف معاها عشان أهلها معرفوش يبروا؛و منكونش عارفين مين فيهم اللي غلطان يا ترى هانيا ولا على ولا أم هانيا؟!.
  • نتعاطف مع "سلمى" ضد "طارق" و نتعصب جداً منها لما مبتعرفش تسيبوه بسهوله و نفرح جداً لما بيتطلقوا. 
  • نسأل ليه "مريم" متحبش "شريف" دول أصدقاء عمر و هيقبلها زي ما هي.
  • نكره بنت عم مريم عشان ضحت بقريبتها و صديقه عمرها عشان جوزها عايز كدا و خلاص؛ و نتبسط جداً أنها رجعت جنبها تاني.
  • منعرفش نتعاطف ولا نكتشف أي مبرر ل"معتز و أنجي" في إدمنهم لدرجه بيع كل ما يملكون عشان المخدرات و خساره كل شئ في مقابل المخدرات؛ و دا غير أنهم بيساعدوا صحابهم عشان يرجعوا للمخدرات تاني و ثالث و نتمنى موتهم.
  • لا يمكن أنسى أتكلم عن المحاضره اللي قالها مجدي الكدواني؛ محاضره تدرس بصراحه ! تدرس في كليه طب و تدرس في مصاحات علاج الإدمان و تدرس في المدارس و الجامعات للتوعيه !!
  • مفيش حاجه أسمها "هندله" للضرب بدليل طارق و مريم و علي و هانيا.
  • في حاجه أسمها "تبطيل" بس مش بالغصب! يعني زي ما مريم 9 سنين تبطيل و شريف 7 سنين تبطيل.
  • الإدمان و المخدرات أخرتهم يا أما موت أو مرض أو سجن أو أنتحار أو جنان.
Inline image 1
 
لو حبينا نشوف المسلسل دا من وجهه نظر مختلفه تماماً؛ و بعيد عن فكره "الإدمان" و بطلنا نحط نفسنا مكان الشخصيه و نحكم من طريقه تصرفنا الشخصيه بدل ما نحكم حسب الشخصيه فعلاً. لأننا عارفين كويس أوي نهاية الإدمان من أفلام أو كتب أو مسلسلات تانيه (موت أو حبس أو مرض)؛ و عارفين نفسنا و أننا مش مدمنين ولا أننا واحد/ه من الشخصيات دي! تعالوا نتعامل مع الجزء الإنساني و المشاعر اللي في المسلسل. المسلسل دا بسيط و في مشاعر كتيره جداً عشان نحبوا و نتعلق بيه ف نتعلم منه حاجه و يعمل هدفه الأول و هو "التوعيه" قبل أي شئ. فكر لو أنت عندك مشكله و عايز توعيه ف أكيد هتحبها بالأسلوب دا و مش بأسلوب الوعظ اللي لا هيقدم ولا يأخر.
و لكن "تحت السيطره" مش عمل فيه مشهد لمدمن أو فيه شخصيه مدمنه أو كلام من عينه أن الإدمان وحش و خلاص زي ما أحنا متعودين؛ لاء دا مسلسل كل شخصياته مدمنه بطريقه أو بأخرى (مخدرات أو عمليات تجميل أو سرقه أو حب) و أحنا بنعيش دا و بنشوف إدمانا قدام مننا (أكل أو موبايل أو كمبيوتر أو شغل أو حب تملك)؛ كلها بلاوي و كله إدمان. المسلسل مش هدفه يقولك "الإدمان كخ" لأن كلنا عارفين دا و متأكدين منه كمان؛ بس هدفه أنه "لو وقعت في الإدمان تعمل أيه؟ لأنك هتشوف التطور الطبيعي للموضوع و من درجات إدمان مختلفه و أعمار مختلفه و دوافع للإدمان مختلف" مش بس لو وقعت في الإدمان كمخدرات و لكن لو وقعت في إدمان أي حاجه تانيه أو ضعفت لأي سبب هتعرف أزاي تكون أقوى و إزاي تقاوم و تحارب.
 
المسلسل دا رسالته في أن "في حب نهايته الجنه و في حب نهايته النار!!" و "لو عايزه تكوني قويه هتقدري و هتعرفي بس هتحتاجي تشتغلي على نفسك" بعيداً عن الإدمان اللي شوفناه في أعمال فنيه تانيه و بعيداً عن برنامج التعافي اللي ممكن تقرأه في كتاب "ربع جرام" المسلسل هدفه أعمق من شويه كلام عارفينه و نهايه محفوظه!!!
 
**من وجهه نظري برنامج ال12 خطوه و برامج التعافي دي مش لمدمن المخدرات بس ولا للمدمن بس أصلاً؛ دي مفيده لكل بني أدم و لو مش مصدقني جرب تستكشفوا الأول و بعدين حدد.**
 
 

مش هينفع متكلمش على أشهر Posts على السوشيال ميديا بسبب "حاتم و مريم"؛ بيحبوا بعض و بيستحملها و بيستحمل اللي مفيش راجل يقدر يستحملوا. و بعدين نكتشف أنه زيه زي أي بني أدم تاني و له أخر؛ زيه زي أي راجل شرقي و عنده taboos و ميقدرش يقرب منها! يعني أيه مراته ولا أم عياله تكون مدمنه حتى لو متعافيه!!!!



 
 

 و مش هينفع متكلمش عن "على و هانيا"؛ و أزاي في ناس كتيره جداً عجبها أول قصه الحب و عجبها البيت اللي على السطوح و كلمه "حبيبي". بس بعد كام حلقه كمان كلنا تأكدنا أن الهدف مش أننا نحب الشخصيتين دول؛ بس عشان نتعلم اللي حصل بعد كدا و أن اللي بدايته غلط هيفضل غلط!!!

 
و مش هينفع ما أقولش أن المسلسل مجسد أسطوره "الرجل الشرقي" اللي بنعيشها بكل التفاصيل المؤلمه. حصل التجسيد دا في جمله من علي ل هانيا "أنا أختي مش زيك!"؛ يعني الراجل ممكن يعمل أي حاجه بس أخته خط أحمر. حصل لما حاتم خطف فريده من مريم لما عرف أنها هتتجوز بعد الطلاق؛ يعني هو يتجوز عادي بس هي لو أتجوزت تاني لازم تسيب عيالها. حصل لما حاتم طلق مريم بسبب أنها مدمنه متعافيه و مقالتش و لما حب يسيب مراته التانيه لعب نفس اللعبه؛ يعني الراجل حلال و الست حرام. حصل لما أبوه هانيا طلق أمها لما هانيا هربت و أدمنت؛ و كأن التربيه مسؤوليه الأم و بس و الأب ضيف شرف في العلاقه. حصل مع عريس مريم اللي لما عرف أنها مدمنه متعافيه قالها أنا شرقي مينفعش أتجوزك بس ممكن نتصاحب. و كأن كل حاجه غلط أو حرام ف هي غلط و حرام بس للست و عادي جداً للولد!! بس لو فكرتوا شويه هتلاقوا أن الحلال و الحرام للولد و الراجل و البنت و الست!!

**اللي متفرجش على المسلسل فاتوا كتير أوي و لازم يشوفوه**
**جرب ال12 خطوه في حياتك و خاليك قوي قوه المدمن اللي قرر يكون متعافي تماماً و يبطل سنين السنين و يسيطر على حياته و دماغه و نفسه**

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز