عاجل
الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

آية سعد الدين تكتب : في رحاب آلهة الأوليمب ..

آية سعد الدين تكتب : في رحاب آلهة الأوليمب ..
آية سعد الدين تكتب : في رحاب آلهة الأوليمب ..

لا يعتقد الإغريق أن الآلهة هي التي خلقت الكون. العكس هو الصحيح، الكون هو الذي خلق الآلهة. قبل أن توجد الآلهة، تكونت السماء والأرض. هما أول الآلهة. من تزاوج السماء والأرض، جاء التيتان. ومن التيتان، جاء باقي الآلهة.



 

ظهور الأرض وميلاد الآلهة في اليونان

 

قبل أن يكون هناك كل من الأرض أو البحر أو البشر او الآلهة، لم يكن هناك سوى الفراغ، وفي هذه الفترة، لم يكن هناك أي نوع من التنظيم، مجرد فراغ وفوضى، لم يكن هناك قمر أو شمس، لم تكن هناك جبال وأنهار أو أي ميزات على وجه البسيطة. في الواقع لم تكن هناك حتى الأرض، كل ما كان موجودا هو فراغ عظيم. حتى أنه لم يكن هناك زمن. في الأخير، هذا الفراغ قسم نفسه الى الأرض والسماء والبحر. وعند انتهاء هذا التقسيم كل شيئ كان مسالم ومثالي.

 

الأرض (جايا) , الغياهب أو الهاويات (ثرثروس) , الليل (نيكوس) , الهواء (الإيروس) الذي لا تكون الحياة بدونه , ولدت جايا (أوراونوس أى السماء) , و غطتها بالشفق الأحمر المتلألئ , و أصبح زوجًا لها , كانت جايا و أورانوس أول زوج و زوجة فى الكون , و قد أنجبا العمالقة الخوارق (التيتان) و (السيكلوب) من ذوي العين الواحدة في وسط الجبين , و بما أن أورانوس قد خاف من كثرة أولاده الذين كانوا مُسوخًا مريعة , فقد خبأهم في غياهب الأرض و أعماقها , بينما أحبتهم جايا كثيرًا جدًا و غضبت على أورانوس زوجها لأنه خبأهم فى أعماق الأرض , و صممت في طوية نفسها على الإنتقام منه , كان إله الزمن كرونوس أصغر أبناء جايا و أورانوس , الوحيد الذى لم يخف من أبيه , صنعت له جايا منجلًا من أقوى و أشد الصخور التى عثرت عليها , ثم أعطته له و شرحت له تمامًا كيف ينتقم من أبية أورانوس.

 

كانت جايا تعلم أن أورانوس إله السماء كان ينزل كل ليلة مع حلول الظلام الى الأرض , و على هذا الأساس أمرت كرونوس أن يتربّص لأبيه و يضربه بهذا المنجل عندما يستلقى للراحة , تصرّف كرونوس كما أمرته أمّه تمامًا , فخرج من مخبئه عندما إستلقى أبيه فى نهاية الأمر , و قتله فى ضربة منجل واحد , و ورث كرونوس مكان أبيه إلهًا للسماء , و تزوج من أخته ريا (أم آلهه الأرض) , و هكذا أوجد كرونوس السلالة البشرية الأولى المصنوعة من الذهب , و على هذا الأساس سُمي عصره بالعصر الذهبى , لم يضطر الناس فى هذا العصر إلى العمل و لم يمرضوا أو يموتوا , إلا أن كرونوس كان بربريًا وحشيًا مثل أبيه , و بما أنه كان يعرف أن أحد أبنائه قد يُنحيّه عن الحكم , لذا قرر أن يبتلع أولاده فور ولادتهم , كى لا يستطيع أحد منهم أن يرثه و يفرض سيطرته على العالم بدلًا منه , و عندما حملت ريا بـ زيوس , أدركت ما الذى ينتظره بعد مولده , لذلك توجهت ريا إلى أمها جايا , فساعدتها على الوصول إلى جزيرة كريت , حيث وضعت هناك إبنها زيوس فى مغارة , حيث كانت الحوريات تسقيه الحليب , بينما كان العفاريت الصغار يرقصون و يخشخشون برماحهم , و يحامون عنه و يحرسونه و يهدئون من روعه عندما يبكي.

 

بعد الولادة جاء كرونوس ليبتلع المولود الجديد , فماذا فعلت ريا ؟ , لفّت صخرة قاسية فى القماط و سلمته لزوجها , إبتلع كرونوس الصخرة الملفوفة دون أن يشك فى محتواها , و هكذا نجا زيوس , و كبر و هو متسترًا ليصبح بعد ذلك أقوى و أعظم إله , و عندما بلغ زيوس سن الرشد إنضم إلى جيش أمه جايا المكوّن من العمالقة و المسوخ , و إلى آلهة أخرى ليحارب كرونوس و يقضي عليه , كانت الحرب رهيبة و إستمرت على مدار سنوات عديدة , و قتل جميع مواليد العصر الذهبي , و بالطبع إنتصر زيوس بالمعركة , وخلّص إخوانه و أخواته, وبنى لنفسه قصرًا , كان مقرًا سيطر منه على البلاد و على الناس و على الالهة , و كان هذا القصر بالطبع هو الأوليمبوس المشهور.

 

تزوّج زيوس من أخته هيرا و أنجبا الكثير من الأولاد , و كان لزيوس نساء أخريات وضعن له الأولاد أيضًا , و على هذا النحو إمتلأ الكون بسرعة بالآلهة الأخرى , قرر زيوس أن يُنتج سلالة بشرية , تمجّد آلهة الأوليمبوس و تقدّرها , خُلقت السلالة الجديدة من الفضة و لكن أيامها كانت قصيرة , و لأن عصره قد خلا من أي شيء مقدس , و كان مواليد ذلك العصر أغبياء لم يحترموا الآلهة , و هو الأمر الذي أثار عليهم غضب زيوس , لذا فقد أخفى زيوس أهل عصر الفضة فى رُكن بعيد جدًا فى غياهب الأرض , فى العالم السفلي.

 

لا تسير الأمور في مجاريها دون أبناء البشر , و هكذا بدأ عصر البرونز الذي كون فيه زيوس السلالة البشرية الثالثة المصنوعة من البرونز , و لكن زيوس لم يقرّ عَينًا بهؤلاء الناس لأن أهل هذا العصر كانوا عدوانيين بشكل خاص , و من مثيرى الفتن و الفساد , و يقضي أحدهما على الآخردومًا , لذا قرر زيوس أن يخفيهم على الفور في أعماق العالم السفلي , حينذاك نشأ في العالم جيل الأبطال الذين تحدثت عنهم الأساطير الرائعة في التراث الهيلّينى , منح كل بطل في عصر الأبطال مكانًا خاصًا فى (الجزر المباركة الميمونة) الكائنة فى أعماق العالم السفلي , كان النور و الجمال يعم هذه الجزر بشكلٍ دائم , و لكن حتى رجالات عصر الأبطال , إختفت معالمهم و جاءت بعدهم السلالة التي تعرف بالسلالة الحديدية و التى من المفروض بموجب حكايات الأساطير اليونانية أن تكون أقسى و أصعب من جميع السلالات التى سبقتها , كان يترتب على أهل العصر الحديدى أن يعملوا و يشقوا طوال أيام حياتهم , و أن يعانوا و يموتون كذلك , و مع كل هذا فقد كانوا يُعتبرون أقوى من جميع السابقين , و كانوا أيضا السبب المباشر لخلود و بقاء آلهة الأوليمبوس.

 

"التيتان". كان عددهم اثنى عشر - ست الآلهات (انثى) وست من الآلهة (ذكور). كانو مختلفين كثيرا عن اقربائهم السابقين. التيتان كانو شبيهين بالبشر ولم تكن لهم ملامح وحشية.

 

أما أسماؤهم كانت: تيتيس، تيا، منيموساين، ريا، تيميس،فيبي، أما الآلهة الذكور فأسماؤهم: أوسيانوس، هيبيريون،ابيتوس، كرونوس، كريوس، ثم كايوس.

 

آلهة الأوليمب الاثنا عشر العظام، الذين يحكمون العالم هم:

 

1- زيوس (جوبيتر)، رئيس الآلهة

 

2- بوسيدون (نيبتون)، أخو زيوس إلة البحار

 

3- هاديس (بلوتو)، أخو زيوس إلة العالم السفلي

 

4- هيستيا (فيستا)، أخت زيوس إلة النار

 

5- هيرا (جونو)، زوجة زيوس وأخته

 

6- آريس (مارس)، ابن زيوس وآريس إلة الحرب

 

7- أثينا (مينيرفا)، ابنة زيوس إلة الحكمة

 

8- أبولو، ابن زيوس إله الشمس، إله الموسيقى، إله الرماية

 

9- أفروديت (فينوس)، ابنة زيوس إلة الجمال

 

10- هيرميس (عطارد)، ابن زيوس "رسول الآلهة

 

11- أرتيميس (ديانا)، ابنة زيوس إلهة الصيد

 

12- هيفاستوس (فولكان)، ابن زيوس في بعض الأقوال إلة الحداده والنار

 

آلهة الأوليمب الاثناعشر، هم المجلس الأعلى للآلهة. هم الذين خلفوا الآلهة القدماء، التيتان، في الحكم. يسمون آلهة الأوليمب، لأن قمة جبل الأوليمب هي موطنهم، أو كما جاء بالإلياذة، مكان أعلى من قمم كل الجبال.

 

جاء في شعر هومير، أن بوسيدون يحكم البحر، هاديس يحكم العالم السفلي، عالم الأموات. أما زيوس، فهو إله السماوات. توجد بوابة كبيرة في المدخل بين السحاب إلى الأوليمب موطن الآلهة. حيث تعيش، وتنام، وتتغذى على طعام شهي خاص للآلهة ورحيق الأزهار، وتشنف آذانها بالموسيقى، يعزفها لهم الإله أبولو على قيثارته.

 

مكان كامل مبارك، حيث لا ريح ولا أمطار أو ثلوج، كما يقول هومير، يمكن أن تعكر صفو الصحبة والهدوء المقدس. ولم لا، وزيوس هو إله السماوات والمطر والسحاب والبرق والرعد. فهو ملك الآلهة، وقوته تعادل قوة كل الآلهة مجتمعة.

 

في الإلياذة، يقول لباقي عائلته: "أنا أقوى منكم جميعا. جربوني لكي تتأكدوا. اربطوا السماء بحبل من الذهب وامسكوه جميعا، وحاولوا جذب زيوس إلى أسفل. لن تستطيعوا. لكنني أستطيع جذبكم جميعا إلى أسفل لو أردت. وإذا ربطت الحبل في قمة الأوليمب، فإنني أستطيع تعليق كل شيء في الهواء، الأرض والماء أيضا."

 

بالرغم من قوة زيوس هذه، إلا أنه غير قادر على كل شيء، ولا عالم بكل شيء. يمكن معارضته وخداعه. بوسيدون، إله البحار، غافله في الإلياذة، وكذلك زوجته هيرا. في بعض الأحيان، يكون القدر أعظم منه.

 

في شعر هومير، نجد هيرا، زوجته، تتساءل بسخرية عما إذا كان يستطيع أن ينقذ رجلا، حكم عليه القدر بالموت. كما أنه يظهر في الأساطير وهو عاشق ، مغرم صبابة بالنساء الجميلات.

 

امرأة بعد امرأة حتى بلغ عددهن الـ 50. كان يذل نفسه في سبيل شهواته، ويلجأ لكل الحيل والألاعيب الدنيئة لكي يخفي مغامراته النسائية عن زوجته هيرا. ومع هذا، يبدو في الأساطير القديمة عظيما مهابا.

 

في الإلياذة، نجد أجاممنون يصلي له بهذا الدعاء: "زيوس، أيها العظيم المجيد. يا إله العواصف والسحاب. يا إله السماوات."

 

وكان يطلب زيوس من عبيده، ليس فقط تقديم القرابين، ولكن أيضا السلوك القويم. أفراد جيش الإغريق في طروادة، كان يقال لهم إن زيوس لا يساعد الكذابين أو من يحنثون بوعودهم.

 

نظرة السخرية من سلوك زيوس إلى جانب نظرة التبجيل والاحترام، كانتا تسيران جنبا إلى جنب لقرون عديدة. طائره، هو النسر. وشجرته هي شجرة السنديان.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز