عاجل
الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

مارينا فارس تكتب : عند منتصف المسافة

مارينا فارس تكتب : عند منتصف المسافة
مارينا فارس تكتب : عند منتصف المسافة

 
عند منتصف المسافة تبدو كل الاشياء باهتة لكن لاشئ يوجع فيها للمنتهي و لا اغنيات يدوم صداها.. افكاري التي تشبه البومة البنية الانيقة, تؤثر دائما الوقوف عند منتصف المسافة . تخبرني ان ابقي عند منتصف الاشياء. لكنها سرعان ما تعود لتلوم خوفي علي احتراق احلامي التي لا تمتلك جراءة الحديث عن نفسها, لكنها تجيد اكلي انا و اكل حتي عظامي..
 
يقول جبران : "أنا لا أتجاهل، أنا فقط أحاول أن تبقى روحي بعيدة لكي لا تتعلق بشيء تحبه اليوم ويزول غدًا".. و حين اقرر ثائرة الا اجعل شيء يهزمني, اجدني اسلم راياتي و مفتاح مدينتي لاشياء صغيرة كالقهوة و الموسيقي , حينها يمكن لصفحات كتاب ان تسرق افكاري, و فنجان قهوة و موسيقي تتلاعب بكل حواسي.
 
ماذا انتفع اذا صرت بندول يمضي حياته ذهابا و ايابا.. يتأرجح بين طرفي الحياة, الطرفين المتشابهين الي حد الجنون....انه ملل المسافات المتساوية !!
 
حروفي المسافرة تزريها النسيمات الساحرة الباردة. و تتلاعب بها العيون التي اعتادت ان تنير و تكون موطن للفراشات.. و انا ماذا املك غير ان اغوص في تلك الحياة,  يوما اركض وراء فراشتها, و يوما اقرأ اوجاعها لانصت لها, يوما تشتكي, و يوما يتردد صدي ضحكاتها بلا سكون..
 
ذلك النابض الدم في الشرايين المتعبة, حاكم ظالم فخور بظلمه دائما..
 
يظل يلقي بك في بحور هربت منها موانيها..
 
يصنع لك الهموم من اللا شيء..
 
يرسم لك احلام من فراشة هاربة..
 
شتاءه لا يمطر و صيفه لا يدفيء..
 
و النتيجة ان تظل صريع احلامك, الضحية الوحيدة.. ضحية ذلك النابض الشقي, الذي يري الصمت و يسمع الالوان و يحكي بغير حروف..
 
قلبي الذي علمني كيف تزرع الاحلام و لكنه لم يخبرني كيف تقطف ثمارها, فيتركني اصارع هواجسي و ظنوني. و اظل اركض و لا اعلم اين ستحط اجنحة احلامي المهاجرة.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز