عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مارينا فارس تكتب : تلك السعادة المحمرة

مارينا فارس تكتب : تلك السعادة المحمرة
مارينا فارس تكتب : تلك السعادة المحمرة

أه انها تلك الفاتنة وحدها قادرة علي مداوة كل جروحي و انتزاعي مما انا فيه..
 
رغم اني لا احب كثيراً الاعمال المنزلية باستثناء اشياء قليلة تروق لي مثل هوايتي المفضلة في الغسيل و نشره, فانا كثيراً لا اعبأ بوجود الغسالة الكهربائية و افضل ان اغسل ثيابي بيدي.. احب جداً اضافة المسحوق للماء ثم اترك قطع الملابس تتمتع بالسباحة الحرة.. فامسكها و اغرقها ثم احاول انقظها حتي امل اللعبة فاغمرها في ماء اخر نظيف و اعيد الكره ثم تأتي اللحظة الاكثر اثارة حين اخرجها من الماء اخيرا و اديرها بين يدي في حركات بهلوانية فريدة كي تهرب منها قطرات المياة ثم اذهب سعيدة للشرفة و افردها علي الحبل و اثبتها بمساعدة المشابك الصغيرة .. بعدها اقف معجبة بانتصاري اتابعها و الهواء يداعبها و هي تستجيب له في دلال, طبعا تلك اللعبة تخضع للحالة المزاجية فاذا داهمني مزاج متعكر يتكون في احد اركان غرفتي تل صغير من الملابس لا اقبل ان تمتد اليه يد النظافة  الا عن طريقي..
 
شيئا اخر عزيزي القارئ يمكنك اضافته لقائمة هواياتي العجيبة و هو صنع البطاطس المحمرة و اكلها ايضاً, بالنسبة لي اعداد البطاطس المحمرة شيء ممتع جداً يمكنه ان يغير حالتي المزاجية تماماً.. احب تقشيرها و احاول جاهدة دون سبب واضح غير المرح ان اخرج القشرة البنية الخفيفة من علي البطاطس في صورة شريط واحد متصل و بعدها اقوم بتقطيعها علي شكل اصابع احاول ان اجعلها طويلة بعدها اغسلها جيدا و القيها في الزيت بكل شجاعة و اقف اشاهدها ترقص في الزيت الذي يحولها بعد قليل من الوقت الي اصابع ذهبية لها لون الشمس الطيبة, فاخرجها و امطر عليها بالقليل من الملح و الكمون ثم اقلبها في مهارة لا تخلو من الحذر و بعدها تأتي المتعة الاكبر و هي ان اكلها كلها. انا اري في الطبخ فن و امومة.. تخيل ان تجمع مكونات مختلفة لكل منها طعم و نكهة لتضيفهم في خطوات محسوبة او تقلبهم في ود و مهارة كي تحصل علي شيء اخر رائع مذاقه يختلف عن مذاقهم جميعاً.. اذكر طبق البطاطس الاول الذي اعده في حياتي, كم كنت سعيدة بنجاحي في صنعه, اذكر انني جلست لاتناوله و انا لا اصدق انني اعددت طبقي المفضل بنفسي دون اي مساعدات خارجية. في ذلك اليوم تصورت انني بعد ذلك الانتصار يمكنني ان اغزو الكواكب و المجارات المجاورة بكل سهولة..
 
فاذا استيقظت ذات صباح اشعر بضجر و انعدام رغبة في الحياة فكل ما علي فعله هو التوجة للمطبخ في خطي ثابتة للبحث عن تلك الدوائر السعيدة و صنع طبقي المفضل بالكثير من الرضا..
 
اه .. اعتذر عزيزي القارئ لانهاء المقال سريعا, لكن  البطاطس علي النار!!
 

 



 
 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز