عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مارينا فارس تكتب : ناي و حب

مارينا فارس تكتب : ناي و حب
مارينا فارس تكتب : ناي و حب

"حب".. الموسيقي الاردني طارق الناصر زرع تلك النبتة من السعادة. حين سمعتها للمرة الاولي تسألت, لماذا لا يكون اسمها "وجع" بدل من "حب" .. لكن بعد قليل من التفكير اكتشفت انهما الشيء ذاته,الحب هو الوجع الذي لا نكف عن البحث عنه ..  (من حسن الحظ انني اكتب لبوابة الكترونية فاستطيع ان ارفق مع الكلمات موسيقي.. نصيحة: استمع للموسيقي اثناء قراءة المقال)  
 
تلك الموسيقي التي تحكي قصصاً و تختصر حكايات دون حرف. يرويها صوت الناي ذلك القادم من الارض, كان نبات ارتوي ماء و حكايات حتي شبع فطرح نغمات و اوجاع كثيرة.. قصبة مجوفة دون اوتار لكنه خلق ليعزف علي اوتار القلب.. ليبقي صداه يذكرنا بما تفعله بنا الايام, كأنها تتعمد  بث الف روح في ذكريات نظل نحتفظ بها في عقولنا المرهقة من اجل أمنية سرية صغيرة هي النسيان. نغماته الي تنبش في الحكايات لتزيل عنها الغبار التي كونته السنين و حجب عنها الشمس.. ليعيد رنينه الحكاية من بدايتها.. كأنها ولدت لتوها.. ينفخ فيه عازفه هواء و كأنه ينفث فيه نيران مسحورة تشتعل و لا تحرق.. ما باله الناي لا يرحم الساهرين؟!
 
تبدأ الموسيقي تعلو ككل الاشياء الرائعة التي تبدأ صغيرة ثم تكبر علي مهل حتي لم يعد لقلبك ان يتحملها وحده فتبدأ الوانها في الفرار من قلبك الي صوتك و عينيك... و كانها اقماراً تشابكت في ثيابك و صارت تتبعك كعطرك اينما ذهبت, في نومك و في صحوك.. تعلو النغمات التي تتراقص في ارتفاعات و تقيم اعياداً و احتفالات, و لكن ماذا بعد الا انك تجد نفسك وحدك غارقاً ثم تهوي من فوق ابراج احلامك العالية حين تنتهي الموسيقي فجأة فتتركك تلملم بقاياك..
 
عادة افضل الحوار الموسيقي بين الالات المختلفة, احب التناغم بينهم  بحيث تصبح اصواتهم متداخلة كجديلة طفلة .. لكن للناي شأن اخر.. الناي يحمل في قلبه منفرداً كل معاني الشجن حتي اذا سمعه المهموم يخاله يبكي له همومه و اوجاعه..
 
قليلا و سيعاود اللحن تلك ال "اه" التي تعلن قلة حيلتك, فتغني بصوت اعلي من صوت جرحك علك تحفظ الوان قلبك. لانك لا تعرف من اين بدأت احلامك و لا متي تنتهي .. فهل تكفيك اغنيتك؟!..انها تنهدات لا تكتب و رسائل لا يحويها مظروف فالتتكفل النغمات بالامر.. تراها تكفي؟!
 

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز