عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سامح الزهار يكتب : الدكتور سليم حسن نجم فى سماء الآثار المصرية

سامح الزهار يكتب : الدكتور سليم حسن نجم فى سماء الآثار المصرية
سامح الزهار يكتب : الدكتور سليم حسن نجم فى سماء الآثار المصرية

ان يوم الثلاثين من سبتمبر هو تاريخا فاصلا فى حياة علماء الاثار المصريين كونه يمثل فقدان عالم كبير من علماء المصريات ، عميداً للاثريين المصريين و من الاوائل الذين كان لهم دورا بارزا فى تمصير علم المصريات قد كتب اسمه التاريخ بحروف من نور لذلك فقد وجب علينا ان نسرد لمحات بسيطه من حياته التى تذخر بالعلم و العمل الدؤوب و ليتخذه الاثريين المصريين مثلا اعلى و قدوة تتبع.




بدأ سليم حسن حياته شاب مصري بسيط ينتمي لاحدي قري محافظة الدقهليه و هي قرية ميت ناجي ، ولد فيها سنة 1893 .. توفي والده في فترة طفولته و لكن كان هناك اصرار قوي من والدته ان تري ابنها شابا يافعا متعلما تعليما جامعيا و عندما حصل على شهادة البكالوريا فقد قرر ان يلتحق بمدرسة المدرسين العليا ثم وقع عليه الاختيار لان يكمل دراسته بقسم الاثار التابع للمدرسه لتميزه في علوم التاريخ حتى تخرج فيها سنة 1913 في مطلع عشرينيات عمره.


قرر سليم حسن ان يعمل امينا بالمتحف المصري و لكنه لم يستطيع ان يحصل على تلك الوظيفه حيث ان مثل هذه الوظائف كانت حكرا على الاجانب فاضطر الى ان يعمل معلماً للتاريخ الى ان جاءت الفرصه بسبب توسط الاداره المصريه و ضغوطها ليحقق حلمه و يعمل بالمتحف المصري لتأتيه فرصه اخري كبيره لان يتتلمذ على يد جولنشيف.


و من الامور الفارقه في حياة عالم الاثار الكبير سفره برفقة احمد كمال باشا عام 1922 الى اوروبا لحضور الذكري المئويه لشامبليون و كانت لهما جوله كبيره في المانيا و فرنسا و انجلترا رأي خلالها الاثار المصريه المسروقه و المعروضه في متاحف اوروبا مما جعل له صولات وجولات في محاولات لاسترجاع الاثار المصريه المهربه الى اوروبا.


و في عام 1925 سافر سليم حسن لاستكمال دراسته بجامعة السوربون ليتعلم كل ما هو جديد في علم الاثار و قد حصل على دبلوم في اللغات الشرقية واللغة المصرية القديمة من الكلية الكاثوليكية و دبلوم الآثار من كلية اللوفر و دبلوم في الديانة المصرية القديمة.


عند عودته الى مصر عاد الى المتحف المصري امينا مساعدا و قد درس علوم الاثار بجامعة القاهره ( جامعة فؤاد الاول آن ذاك) الى ان ترقي الى درجة استاذ مساعد بالجامعه و قد اهتم بعلوم الحفائر فقد اشترك مع عالم الاثار يونكر فى اعمال الحفائر في منطقة الهرم و قد سافر الى النمسا ليحصل على درجة الدكتوراه من جامعة فيينا ليعود الى مصر حاملا علما كبيرا يكون به عميدا للاثريين المصريين.


اهتم سليم حسن بأعمال الحفر و التنقيب و الاكتشاف في منطقة الهرم و سقارة فقد اكتشف مقبرة رع ور و هي تعد من اهم و اكبر الاكتشافات التي حققها ضمن مئات المقابر التي اكتشفها التي ايضا كان من ضمنها مقبرة الملكة خنت كاوس و ومراكب الشمس الحجرية للملكين خوفو وخفرع.


و قد عين سليم حسن كأول مصري فى منصب وكيل مصلحة الاثار ليكون له دور بارز فى استرداد بعض الاثار الهامه الى المتحف المصري كان يمتلكها الملك فؤاد و عندما حاول الملك فاروق استعادة تلك الاثار مره اخري رفض سليم حسن حتى اضطهده الملك فاروق مما دفعه لان يترك منصبه عام 1940 ، و قد استعانت به الاداره المصريه فعينته رئيسا للبعثه التي تعاين تأثير بناء السد العالى على مناطق الاثار بالنوبه الى ان تم انتخابه عضوا فى اكاديمية نيويورك.


و قد ألف سليم حسن العديد من المؤلفات القيمه منها موسوعة مصر القيمة و و الادب المصري القديم و جغرافية مصر القديمه الى جانب مؤلفاته التي كتبت بالانجليزيه و الفرنسيه و تباع اغلب مؤلفات سليم حسن الى يومنا هذا باسعار رمزيه ضمن اصدارات الهيئه الصريه العامه للكتاب و يجب الا تخلو مكتبة منها.


توفي عالم الاثار الكبير سليم حسن في 30 سبتمبر عام 1961 لتفقد الاثار المصريه هرما رابعا من اهراماتها.


و لعل اكثر ما اسعدني على المستوي الشخصي عندما تم انضمامي العام الماضي الى قائمة اعلام و مشاهير محافظة الدقهليه ضمن اسماء يصل صيتها الى عنان السماء لاجد سعادة خاصه في وجود اسمي المتواضع و انا في بداية حياتي العمليه و العلميه يجاور اسم عميد الاثريين المصريين الدكتور سليم حسن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز