خلال زيارته لشارع المعز.. حفيد السلحدار يشيد بترميم آثار جده ويقرر دعمها

كتب - محمد وليد بركات

قرر الدكتور خالد مصطفى، حفيد سليمان أغا السلحدار، تخصيص دعم مالي لإجراء الصيانة اللازمة والنظافة الدورية لمسجد وسبيل وكتاب جده الأكبر سليمان السلحدار، وذلك بالتنسيق مع المسؤولين بوزارة الآثار.

جاء ذلك خلال جولته، الأربعاء، لمجموعة جده الأثرية بشارع المعز لدين الله في منطقة الجمالية.

وطالب الدكتور خالد مصطفى أستاذ الاقتصاد ورجل الأعمال المصري المقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، بوضع مجموعة جده السلحدار الأثرية على قائمة السياحة العالمية والإسلامية؛ لما تمثله من أهمية أثرية تحكي عن تاريخ حقبة زمنية من أهم العصور التى مرت بها مصر، وتكشف عن روعة التخطيط وجمال الزخارف؛ ما أكده الخبراء على أن المهندس المعماري الذي أنشأ المجموعة أبدع في تصميمها محاولاً تحقيق أقصى استفادة من المساحة، حيث نجح في إقامة منشأة ضخمة على مساحة ضيقة، كما أن أسقف المجموعة تعد من الأسقف النادرة في جمالها وزخارفها.

ولفت حفيد السلحدار، إلى أن المسجد يعد أحد أروع وأندر المساجد الأثرية بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية.

يقع المسجد بشارع المعز لدين الله، على يسار السائر به في اتجاه باب الفتوح، وقد بدأ الأمير سليمان أغا السلحدار في تشييده عام 1253هـ / 1837م، وأتمه في سنة 1255هـ / 1839م، وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتّاب لتعليم القرآن والدين، وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.

وتشتمل الواجهة الرئيسية للمباني والمشرفة على شارع المعز لدين الله على وجهات المسجد والمدرسة والسبيل، ويتوصل بها عند نهايتها القبلية بوابة مقامة على مدخل حارة برجوان، وجميعها مبنية بالحجر وتنتهي من أعلى بأرفف خشبية بزخارف بارزة، ويكسو وجهة السبيل رخام أبيض مدقوق به زخارف وكتابات ولنوافذه شبابيك من البرونز المصبوب بزخارف مفرغة، والمنارة كسائر المنارات العثمانية أسطوانية الشكل ولها دورة واحدة وتنتهي بمسلة مخروطية.

ويؤدي المدخل إلى طرقة يصعد الشخص منها ببضع درجات إلى الصحن المسقوف في وسطه وتكتنفه أربعة أروقة عقودها محمولة على أعمدة رخامية. يزخر المسجد بالزخارف الخشبية التي اختلطت فيها العناصر الشرقية الموروثة "الأرابيسك" والعناصر الغربية والتي انتقلت من أوروبا الى اسطنبول خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وانتقلت بدورها من إسطنبول الى بقية البلدان الاسلامية. من أهم مميزات المسجد أيضا وجود قباب خشبية ذات زخارف عثمانية واضحة، اضافة الى وجود ما يعرف باسم "الملقف" والمسئول عن تهوية القاعات داخل المسجد.

جدير بالذكر، أن سليمان أغا السلحدار كان من كبار موظفي حكومة محمد علي باشا الكبير، وخدم فى عدة مناصب حتى وصل الى منصب السلحدار، أى المسؤول عن السلاح، وكان قد أنشأ الكثير من الوكالات والمساجد، وألمح حفيده إلى أن ابنه سعيد أغا السلحدار هو جده الثاني فى تسلسل عائلة السلحدار.