عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رضا محمد عبد الرحيم يكتب : محبوبة آمون

رضا محمد عبد الرحيم يكتب : محبوبة آمون
رضا محمد عبد الرحيم يكتب : محبوبة آمون

حملت ثلاث سيدات فى التاريخ الفرعونى وتحديدا فى عصر الأسرتين الثامنة عشرة التاسعة عشرة - أسم (مرييت آمون)"محبوبة آمون" ، وهن:



 

 زوجة الملك أمنحتب الأول،وأبنة الملك أمنحوتب الرابع"أخناتون"،والأبنة الكبرى والزوجة الملكية للملك الأشهر رمسيس الثانى.

وعن تمثال مرييت آمون الأخيرة بتل بسطة سيكون حديثا اليوم...

 

فى البداية  يقع "‏تل‏ ‏بسطة‏" ‏في‏ ‏مدينة‏ ‏الزقازيق‏ ‏الحالية‏ ‏وكانت‏ ‏المدينة ‏تعرف‏ ‏في‏ ‏النصوص‏ ‏المصرية‏ ‏باسم برباستت‏ ‏أي ‏(‏الإلهة‏ ‏باستت‏) ‏باعتبارها‏ ‏المركز‏ ‏الرئيسي‏ ‏لعبادة‏ ‏باستت‏ ‏التي‏ ‏رمز‏ ‏لها‏ ‏بالقطة.‏‏

 

‏ولكونها‏ ‏منطقة‏ ‏أثرية‏ ‏علي‏ ‏شكل‏ ‏تل‏ ‏فقد‏ ‏أصبحت‏ ‏تعرف‏ ‏بتل‏ ‏بسطة‏ ‏وكانت‏ ‏عاصمة‏ ‏الإقليم‏ ‏الثامن‏ ‏عشر‏ ‏من‏ ‏أقاليم‏ ‏مصر‏ ‏السفلي‏ ‏وعاصمة‏ ‏مصر‏ ‏كلها‏ ‏في‏ ‏الأسرة‏ 22، ‏ولكونها‏ ‏تقع‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏فروع‏ ‏النيل‏ ‏فقد‏ ‏سمي‏ ‏هذا‏ ‏الفرع‏ ‏الفرع البوبسطي‏,‏وكان‏ ‏موقع تل‏ ‏بسطة مميزا‏ ‏بالنسبة‏ ‏لعصره‏ ‏إذ‏ ‏كانت‏ ‏تقع‏ ‏علي‏ ‏فرعي‏ ‏النيل‏ ‏أي‏: ‏الفرع‏ ‏البيلوزي‏ ‏والفرع‏ ‏التانيتي‏,‏وكان‏ ‏يؤمها‏ ‏كل ‏السياح‏ ‏الذاهبين‏ ‏من‏ ‏منف‏ ‏إلي‏ ‏سيناء‏ ‏وخليج‏ ‏السويس .

 

أما عن أهم أثارها والذى سنتوقف عنده اليوم،هو تمثال مرييت آمون وإسمها يعنى "محبوبة آمون" وهى الإبنة الكبرى و زوجة الملك الأشهر فى تاريخ مصر الفرعونية رمسيس الثانى من زوجته "نفرتارى"، وقد حملت مرييت آمون لقب الزوجة الملكية العظمى.ونجدها فى إحدى المناظر المنقوشة على إحدى اللوحات المحفورة فى الصخور المجاورة لمعبد أبى سمبل الكبير وهى تمارس الطقوس الدينية بجوار والدها.

 

والتمثال ضخم مصنوع من الجرانيت الوردي بمعبد رمسيس ويعد من أضخم التماثيل التي تم الكشف عنها بالوجه البحري حيث يُعد فريدا في نوعه عظيما في تصويره بهذا الشكل الجمالي. ويبلغ طول التمثال حوالي10.75م تقريبا ووزنه 100 طن تقريبا مما يعبر عن ضخامة التمثال .والناحية الجمالية والتشريحية لجسم التمثال التي قام الفنان بنحتها ونقشها بأسلوب فني غاية في الدقة والجمال ،وقصد بها هنا أن تدل على الصبا والجمال بدون شك مما يدل على أهمية  صاحبة التمثال فضلا عن وجود شريط كتابي باللغة الهيروغليفية يمثل ألقاب لصاحبة التمثال على المسند الخلفي للتمثال.

 

 ومن الجدير بالذكر أن هذا التمثال قد تم إجراء عملية ترميم شاملة حيث عثر عليه في شكل العديد من الكسر مما احتاج إلى عمليات تنظبف وإستخلاص أملاح وتجميع وتنظيف وتجميع ثم صلب التمثال  وقد تم ذلك على الوجه الأكمل بمعرفة بعثة المانية للترميم.

 

وختاما ينبغى أن يدرك القارىء العزيز إن الزواج المميز بين الأب وأبنته ،أو إذا توخينا مزيدا من الدقة،بين الملك وذريته من الإناث، حيث لا ينبغى بأى شكل من الأشكال نقل هذا النوع من الزواج إلى الحياة اليومية فى مصر القديمة،حيث كانت القيم الأخلاقية تحرمه.

 

وإن هذا الزواج لا ينبغى النظر إليه أو فهمه باعتباره مجرد مغامرة غرامية.إذ قد نعطيه فى هذه الحالة معنى مبتذلا ،لم يقصده المصرى القديم على الإطلاق،وهكذا قد نختزل هذا الموضوع بتحجيمه فى حدود العالم الدنيوى . بيد أن مكان هذه الزيجات قائم عند مستوى آخر،هو مستوى الدائرة الإلهية .

 

إن هذه الصورة الأسطورية التى جعلت الإله الخالق يستخدم طاقته لإعادة خلق الكون والبشر،قد تراكبت عليها صورة "الزوجات الإلهيات" أى "الزوجات الملكيات"أو "بنات الملك

 

 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز