عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

اللواء عابدين أول ضابط يعبر قناة السويس بعد النكسة : نفذنا بسلاح المهندسين نموذج مماثل لخط بارليف ودربنا عليه كل القوات (1-2)

اللواء عابدين أول ضابط يعبر قناة السويس بعد النكسة : نفذنا بسلاح المهندسين نموذج مماثل لخط بارليف ودربنا عليه كل القوات (1-2)
اللواء عابدين أول ضابط يعبر قناة السويس بعد النكسة : نفذنا بسلاح المهندسين نموذج مماثل لخط بارليف ودربنا عليه كل القوات (1-2)

حوار - داليا الشامى

- تم تكليفى بتشكيل وقيادة أول وحدة قتالية للفدائيين ...ومجند أنقذ حياتى عندما أصبت



- نفذنا 55 عملية إشتباك مع قوات العدو

- دربنا الجنود على ربط الكبارى " وكنا مغميين عينهم " لأننا كنا نعتقد أن الحرب ستكون ليلاً

- إشترينا طلمبات توربينية من ألمانيا لتدمير خط بارليف بحجة إستخدامها فى الإطفاء

 

أثرت الصفات العسكرية على شخصيته بشكل جذرى ، شهد له كل من عمل معه بالكفاءة والنزاهة والحزم والشجاعة ، وروى عنه الكثير من المواقف الإنسانية سواء أثناء أدائه لخدمته العسكرية أو المدنية للبلاد ؛ هو اللواء "أحمد زكى عابدين" من مواليد 1946بقرية تزمنت الشرقية بمحافظة بنى سويف ، وتخرج فى الكلية الفنية العسكرية وعمل ضابطاً مهندساً بالقوات المسلحة وتولى مناصب عديدة منها ، منصب الملحق العسكرى فى السفارة المصرية بواشنطن ثم تولى قيادة سلاح المهندسين ، ثم عين رئيساً لدار الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة فى الفترة بين 1997 و2000، وتولى رئاسة الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء ثم رئيساً لهيئة تعاونيات البناء ثم محافظا لبنى سويف ثم محافظا لكفر الشيخ ، ولقب " بعمدة المحافظين "  وكان أخر منصب رسمى تولاه هو وزيراً للتنمية المحلية فى حكومة هشام قنديل .

 

" عابدين " هو أحد أهم أبطال حربى الإستنزاف وأكتوبر ، ذهبت " بوابة روزاليوسف " لتتعرف منه على دوره فى الحرب وتفاصيل  وأسرار كثيرة  بدءاً من نكسة 67 وحتى إنتصار اكتوبر 73 والمفاوضات التى أعقبت ذلك .

 

 

متى إلتحقت بالقوات المسلحة المصرية ؟

أنا مواليد 1946 وإتخرجت من كلية الهندسة 1966 وعملت بالسد العالى 6 شهور ثم دخلت الجيش بالتزامن مع حرب 1967 وشاركت فيها أنا وزملائى ولكننا لم نحارب كنا ضباط صغيرين متخرجين ذهبنا إلى سيناء فى مايو 1967 وإلتحقنا بكتيبة المهندسين هناك لم نرى شيئاً ، ويوم 7 يونيه قائد الكتيبة قالنا هنرجع وبعد مارجعنا ذهبنا فى اللواء التاسع مهندسين بالقصاصين بالإسماعيلية  لنبدأ التخطيط لحرب الإستنزاف .

 

من كان قائد اللواء تاسع مهندسين ؟ وكيف تم التخطيط لحرب الإستنزاف ؟

 قائدنا فى اللوا التاسع كان ، الشهيد اللواء " أحمد حمدى عبد الحميد" صاحب نفق " أحمد حمدى "  كان يحمل رتبة عقيد انذاك ، و إستشهد فى حرب 1973، وكان العقيد أحمد حمدى هو أول قائد لى  وأول من أثر بى  وعلمنى  كل المعانى الطيبة  مثل الرجوله والضمير والشجاعة والإيثار والمهارة ؛ وبمجرد رجوعنا للواء التاسع جاء الشهيد أحمد حمدى وقال لنا  نريد أن نشكل "مجموعات الفدائيين" بمعنى أن يتطوع جنود لتشكيل مجموعات يطلق عليها قوات الفدائيين ، ولحسن حظى إننى حصلت على التدريب  بفرقة مظلات وفرقة صاعقه قبل إلتحاقى باللواء التاسع مهندسين ، لذلك إختارنى الشهيد أحمد حمدى لأكون قائد لمجموعة الفدائيين وكنت وقتها ملازم أول عندى 22 سنة وتم إعطائى رتبة " نقيب وقتى "  حتى يتسنى لى إعطاء التعليمات للجنود والظباط وبدأت على الفور أبحث بين "كتائب اللوا "عن العناصر القتالية التى تتمتع باللياقة والمهارة والذكاء وبالفعل قمت بإختيار 10 ظباط و300 جندى وبدأنا نتدرب على الاعمال الفدائية  لنقوم بأعمال ضد العدو فى شرق لقناة السويس .

 

 إذن تم إختيارك  لقيادة وتشكيل أول مجموعة فدائيين قتالية بحرب الإستنزاف وعمرك 22 عاماً فقط؟

نعم

 

صف لنا الحالة المعنوية للجنود فى تلك المرحلة ؟

كانت الحالة المعنوية للجنود ولنا جميعاً صفر ، كنا مهزومين بعد 67 و الجيش الإسرائيلى منتصر ومحتل الضفة الشرقية للقناة ، ووصل الأمر أن اليهود كانوا بيجيبوا طلاب القوات الجوية الإسرائيلية عشان تدرب علينا تدريب عملى يعنى كنا احنا الاهداف اللى بيدربوا عليها ولم يكن لدينا دفاع جوى وكنا مكشوفين أمامهم ، ولذلك سعت القيادة على كسر حاجز الخوف والاحباط لدى الجنود .

 

أنت أول ظابط مصرى يعبر قناة السويس ، كيف قمت بذلك ؟ وهل ساهم عبورك للقناة فى كسر حاجز الخوف لدى الجنود عقب نكسة 67 ؟

عبورى كأول ظابط مصرى لقناة السويس هو من أفضل الأشياء التى حدثت لى بحياتى ، وقتها قائد الجيش التانى كان " اللواء عبد المنعم خليل " وبالرغم أننى كنت ملازم اول الإ أنه كان صديقى للغاية ،وكانت صداقة غريبة تلك التى تربط  بين قائد الجيش وملازم اول ولكن ذلك يرجع لأننى قمت بـ 55 عملية عبور شرق القناة وقتما كان اللواء خليل  قائد الجيش ، وكان من عادة "اللواء عبد المنعم خليل" أن يمر على الوحدات يفطر مع العساكر والظباط ، وكان له طريقة ظريفة كان يسأل العساكر والظباط اسئلة ومن يجاوب يعطى له مكافأه ( جنيه ) وذات مرة فوجئنا به يقول " انا عايز ظابط مصرى  يعبر قناة السويس ويضع علم مصر فى شرق القناة  مين" ؟  فيه ظباط رفعوا إيديهم  ووقع اختياره عليا وقال انا هاخد عابدين لأنى كنت "قائد سرية الفدائيين"  و فرحت فرح شديد وبالفعل الجيش أتى بمعدات التصوير كلها ، وعبرت قناة السويس وكنت اول ظابط مصرى يعبر قناة السويس وهذا كان السبب الرئيسى فى كسر حاجز الخوف لدى الجنود ، وتم تشكيل  مجموعات فدائيين  فى كل لواء وبدأت الجنود  تتبارى فى عبور قناة السويس .

 

قمتم بـ 55 عملية عبور شرق قناة السويس خلال حرب الإستنزاف ، حدثنا عن تلك العمليات ؟

 

الجانب الإسرائيلى كان بيضع نقط قوية كل 6 : 10 كيلو  وكان بيعمل دوريات بالليل لتغطية الفواصل لأنه من المستحيل وضع نقاط قوية بطول القناة ، كنا إحنا بنمر من بين النقط ونعمل كمين لدوريات اليهود وبفضل الله نفذنا 55 عملية شرق القناة  ما بين عمليات إستطلاع وإشتباك مع الصاعقة وضرب دبابات العدو ونسف الطرق وتلغيمها وأسر جنود والإستيلاء على  نقط قوية بداخل خط بارليف وتدميرها ونسفها  وإستمر العمليات على هذا الوضع 3 سنوات من سنة  68 وحتى وقف اطلاق النار فى عام 1970

 

لواء أحمد عابدين ، لقد أصيبت فى الحرب اصابة بالغة أسفرت عن حرق وجهك بالكامل ويديك ، كيف أصبت ؟ وكيف نجوت من الموت ؟

لقد تم إصابتى فى حرب الإستنزاف ؛ كنا مكلفين نعمل عملية وهى إدخال دبابات برمائية " التى تعوم فى المياه " من مكان أسمه جبل مريم لعمل كمين لدبابات العدو فى شرق القناة ونحن كسلاح مهندسين كان لازم نجهزلها ونعمل منزل ومطلع للدبابات ، وبالفعل عملنا تجهيزة من المفرقعات لنسف الستائر الحديدية وللأسف قوات العدو علمت بتلك الخطة عن طريق بلاغ من ظابط مصرى خائن وتم اعدامه والذى جاءت قصته فى فيلم "  الصعود للهاوية " وقام العدو برصد موقعنا وأطلقوا علينا مفرقعات من الطيارات واستشهد 2 من زملائى ؛ وأنا أُصيبت وأغمى عليا تماماً وقتها كنت "قائد سرية الفدائيين"حيث تم إطلاق الصاروخ  بجوارى وخرج اللهب  على وجهى ويدىَ واتحرقوا ولم أشعر بشيئ بعدها الإ وأنا فى المستشفى

 

العسكرى " محمد على أبو سنه " هو من أنقذ حياتى  بعد أن حملنى عوماً بطول القناة ..

 قالولى فى المستشفى أن فيه  عسكرى من العساكر الذين كانوا تحت قيادتى إسمه ( محمد على ابو سنه ) لم يتركنى بعد إصابتى وشالنى وظل يعوم بيا فى الماء حتى عبر بيا الجانب الغربى للقناة وذهب بيا لمستشفى القصاصين ومنها تم نقلى لمستشفى الحلمية وخضعت لعملية صعبة جداً ، شالوا فيها جلد وجهى كله والإيد وقالوا الجلد هيطلع تانى وكان وشى كله مربوط بعد العملية  ، ومكثت فى المستشفى 4 شهور وطوال هذه الفترة لم يتركنى  العسكرى " محمد أبوسنه " وظل مرافقاً لى حتى خرجت وعدت لوحدتى العسكرية مرة أخرى لأستأنف واجبى ، ومازالت علاقتى بالعسكرى محمد ابو سنه مستمرة حتى الان فأنا أزوره بإستمرار وهو يعمل الأن بالنقل النهرى هو وأولاده .

 

ماذا عن الشظية التى مازالت بعينك حتى الأن ؟

نعم ، الشظية  أصيبت بها فى عينى الشمال فى حرب 73  ومع الوقت أصبحت جزء من جسمى  ولم تعد تسبب لى مشكلة .

 

كيف كانت علاقتك كظابط مهندس بالمجندين بوحدتك العسكرية ؟

انا والعساكر بتوعى كنا اصحاب ،  كان عمرى22 سنه وكنت قريب منهم فى السن ، و كنا بناكل مع بعض وندرب مع بعض ونعيش مع بعض وكان ممكن نموت مع بعض .

 

 كام كان مرتبك فى الجيش  ؟

مرتبى كان 28 جنيه وانا ملازم أول ولما أصبحت رائد قبضت 38 جنيه ولما أصبحت لواء فى الجيش مرتبى كان 1800 جنيه  ، وسأروى لكم شيئ جميل بعد ما كنا ننفذ عمليات العبور فى حرب الإستنزاف كان اللواء عبد المنعم خليل يعطي مكافأه 10جنيه لكل واحد نفذ عملية  وكنت انا ظابط اما يجى يدينى مكافأت اقوله "متقلش كدا عيب ازعل لكن سيادتك يافندم ممكن تجيبلى بدل المكافأه تليفون " وبالفعل تانى يوم التليفون إتركب كان وقتها التليفون حاجه صعبه جدا .

 

 كيف كانت نظرة الناس للجيش بعد هزيمة 67 ؟

بعد حرب 67 كنا أما ننزل أجازة من الجيش ونمشى فى الشارع ، كانوا الناس بيهزأونا ونظراتهم كلها سخرية وغيظ وغضب وإحباط  وإلتمسنا للناس العذر،  ولكن الصورة إتحسنت  لما بدأنا حرب الإستنزاف لاننا كنا بندمر نقاط قوية للعدو وكنا بنصورها بعد ما ندمرها ، والحمد لله الشعب وقتها بدأ يشعر بدور حرب الإستنزاف

 

ماهو أصعب موقف إنسانى مر عليك خلال حربى الإستنزاف  ؟

زمايلى إستشهدوا أمام عينى ، أذكر جيداً  العريف " عزت عبدالله " والرقيب " فؤاد بشر" كنا فى حرب الإستنزاف  فى عملية شرق القناة لتصوير خط بارليف وتكوينه واحنا بنصوره  ، طيران العدو رصدنا وضربنا وهما استشهدوا وكانوا بجوارى مباشرة  فى الحفرة البرميلية ،  ولم نمشى الإ بعد أن أخذنا معانا زملائنا    

الشهداء ودفناهم  وأطلقنا إسمهم على معسكر الوحدة وحتى الأن مازال بإسمهم ، وأيضاً مرة أخرى رأيت زملائى من الدفاع الجوى إنضربوا بصاروخ مباشرعليهم من العدو و طاروا فى الهوا ونزلوا كلهم شهداء ؛ ومره توهنا واحنا بنعمل عملية استطلاع وذهبنا ناحية اليهود  بدل ما نمشى فى إتجاه الغرب ذهبنا فى إتجاه الشرق فطلع علينا النهار فظللنا طول النهار داخل الحشيش حتى مجئ الليل وعدنا للضفة الغربية للقناة .

 

بأى شيئ كنتم تشعرون وأنتم تشاهدون زملائكم يستشهدون أمام أعينكم ؟

كنا بنشعر بالحزن الشديد وبالغيظ الشديد وأنه لامفر من الثأر ، ولم يضعف من قوتنا مطلقاً  بالعكس موتهم كان يزيدنا إصراراً على الإنتصار وأنه لابديل لنا عن الإنتصار سوى الموت

المشير أبو غزالة كان عميد قائد مدفعية الجيش ، وكانت بتجمعنى به صداقة قوية ، كان يقولنا أنا حالف على المصحف أمام زوجتى وأولادى أنى مش هرجع بيتى ، ياهنتصر يا أموت لو منتصرتش هدخل فى اليهود وأموت لكن مستحيل إنى ارجع بيتى تانى مهزوم مثلما حدث فى حرب 67 وهذا كان شعورنا كلنا داخل الجيش ، وكان " أبو غزالة " وإحنا فى حرب الإستنزاف  يأتى برجال المدفعية ويلعبوا كرة معنا فى سلاح المهندسن  ، والفريق المغلوب يجيب حَلة كبيرة من بتوع التعيين ويعمل ليموناته  ويشترى ليمون وسكر وثلج على حسابه ونقعد نشرب ، كنا كلنا عساكر وظباط وقادة روح واحدة وقلب واحد وهدف واحد .

 

سلاح المهندسين كان له دور كبير فى تدمير خط بارليف أو الحصن المنيع كما أطلق عليه اليهود؟ كيف قمتم بالأمر ؟

فى ذلك الوقت كنت أتولى  رئيس الإستطلاع الهندسى فى الجيش الثانى ، وبدأت مع زملائى فى سلاح المهندسين نعمل رسم كامل لخط بارليف وكنا بنعوم بالليل لنرى ونراقب كيف يقوم قوات العدو بإنشاء خط بارليف ، وكان هذا الخط  طوله 20 متر وهو عبارة عن " تًبَه كبيره من كتل خرسانة ودبش وردم وحديد ومزاغل ونقاط محصنة بداخل الخط  لضرب الجيش المصرى عند مروره ، وحتى الطائرات لم لتكن لتؤثرفيه

كان أهم شيئ نفذناه كمهندسين هو إننا نقلنا كل النقاط القوية لخط بارليف  وصممنا مثلها بالظبط فى منطقة الريَاح بالقناطر لان فرع النيل هناك واسع ويشبه قناة السويس ، ونفذنا نموذج مماثل لخط بارليف بالميلى حنى أننا وضعنا نفس كميات الخرسانة والحديد وكل شيئ حتى الإرتفاع تم مراعاته ، ثم دربنا كل عناصر القوات المسلحة على عبور هذا النموذج المماثل لخط بارليف ، ونفذنا 20 نقطة قوية مثل نقط اليهود وبنفس التحصين والشكل والألغام والأسلاك الشائكة ، لندرب عليها قوات الجيش بدءاً من قوات الصاعقه مروراً بعناصر المدفعية والمظلات والطيران ، كل اسلحة  القوات المسلحة إتدربت على عبور خط بارليف وبمهارة فائقة .

 

كيف جاءت فكرة إستخدام طرمبات الماء لتدمير خط بارليف ؟

حقيقة الأمر لا أعلم من صاحب الفكرة ؛ البعض يقول أنه لواء أسمه "باقى" والبعض فى سلاح المهندسين يقولوا نحن أصحاب الفكرة ، ولكننى أذكر جيداً أنه فى عام 1971 كنا فى مصرف المحسمة بالقصاصين بالإسماعيلية ، وجاء اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثانى ، قالنا "هاتوا طرمبات المياه لعمل تجربة أرسلتها لنا القيادة وهى نزول الساتر الترابى بالماء ولكن الفكرة لم تنجح فى بادئ الأمر لانها كانت تحتاج إلى تطوير و الطرمبات كانت صغيرة

 

قمنا بالذهاب لألمانيا وشراء "طرمبات توربينية" بحجة إننا هنستخدمها فى الأعمال الميدانية والإطفاء حتى لانعرف أحد الغرض من شراء تلك الطرمبات وكمان عشان الألمان يوافقوا يعطوها  لنا وبدأنا نجرب مرة أخرى بهذه الطرمبات ، وكنا بنضعها على قارب بموتور ونصوبها على نقطة معينة ونضرب فى التراب بخط بارليف وهكذا والحمد لله نجحت الفكرة ، وكنا فى سلاح المهندسين بندرب الجنود ونغيرهم وندرب غيرهم ونغير الباشبورى المتعلق بخراطيم المياه وتمكننا من إنهاء التدريبات فى وقت 4 ساعات فقط  بدلاً من 6 ساعات حتى تأكدنا من نجاح الفكرة تماماً وطبعا توفيق ربنا فوق كل شيئ وكنا عاملين خطة بديلة لو المياه منجحتش هنستخدم  المفرقعات ولكن الحمد لله خطة خراطيم المياه نجحت

 

ننتقل لحرب 6 أكتوبر وتحديداً ميعاد الحرب ، لما تم إختيار توقيت الثانية ظهراً ؟

لأن الشمس تكون عمودية فى عين العدو بالإضافة أن هذا التوقيت هو أقل مد وجزر وأقل موج  ، هذا بخلاف إن توقيت الثانية ظهراً هو قمة المفاجأة فالمعتاد أن الحروب تكون مع أول ضوء نهار ولم يحدث مطلقاً فى العصر الحديث أن قامت حرب فى ذلك التوقيت

 

ماذا عن خطة التمويه للحرب ؟

كنا بنفذ فى القوات المسلحة مايسمى بالمشروع الإستراتيجى التدريبى بشكل سنوى ، يعنى نروح لغاية القناة ونرجع وننزل الكبارى ونرجعها تانى ، واليهود شايفينا عادى ومتعودين إننا بنعمل دا كل سنة نروح القناة ونرجع وخلاص ،  لغاية ماروحنا يوم 6 اكتوبر ومرجعناش وحاربنا

 

أيضاً ،  كان فيه دفعة إحتياط تم تسريحها وفيه ظباط  طلعوا عمره ، يوم الحرب نفسه كنا بنلعب فولى الصبح ونزلنا عساكر تعوم فى المياه كل دا قبل الساعه 2 ، ووقت الحرب كنا على أهبة الإستعداد .

 

 متى علمت بميعاد حرب أكتوبر ؟

قادة الفرق علموا بميعاد الحرب بالليل وقائد اللواء عرفوا الصبح ، وكنت وقتها برتبة رائد علمت بميعاد الحرب فى تمام الساعه العاشرة والنصف من صباح يوم 6 أكتوبر .

 

كيف تغلبتم على مشكلة النابلم فى حرب أكتوبر؟

النابلم ؛ هو عباره عن نفط خام  بداخل مواسير على جميع النقاط القوية داخل القناة تفتح المواسير ليطفو النفط ويغطى السطح وتصبح القناة عبارة عن جزر نفط أسود ، ثم تقوم قوات العدو بإشعاله ويصبح سطح القناه عباره عن نار تحرق كل من ينزل القناة ، وكان المطلوب هو سد هذه المواسير ، وبالفعل تمكن جهاز الحرب الكيماوية بالقوات المسلحة من عمل عجينة من مواد كيماوية بمجرد ما نضع عليها ماء تكون صلبة جدا

 

وكان التخطيط  ليلة هجوم 6 اكتوبر ، أن تقوم عناصر من الصاعقة البحرية وعناصر من سلاح المهندسين بسد المواسير ، وقتها كنت قائد لمجموعة سلاح المهندسين ،  وكان كل واحد لديه الكيس الخاص به ورابطه على وسطه وناخد العجينة ونضعها بداخل الماسورة ثم ناخد ماء بإيدينا من القناة ونضعه على العجينة وسدينا بفضل الله كل مواسير النابلم ، كانوا  22 نقطة قوية  وعندما جاء اليهود  ليضربوا النابلم وقت الحرب كانت كل المواسير مسدودة واليهود لم يتمكنوا من إصلاحها لأن كان لازم تغيير كل المواسير اللى إتسدت بالفعل

 

ماذا عن دور الكبارى فى حرب 73 ؟

الكبارى هى معجزة القرن العشرين ، ولها دور رئيسى فى الحرب وجاءت فكرة إنشاء الكبارى لمرور الدبابات للجانب الشرقى للقناة ، لكى تنزل للماء وكان  لازم نعملها مزلقانات داخل المياه ، لذلك قمنا فى سلاح المهندسين بتنفيذ 12 كوبرى ، وكنا بنسقطه قطع فى المياه ، ودربنا الجنود على ربط الكبارى فى وقت 4 ساعات فقط ؛ حتى وصل الأمر إننا كنا بندربهم وإحنا (مغميين عينهم بالمناديل الكاكى )  وهذا تدريب عالى جداً ،لأننا كنا فاكرين إننا هنحارب بالليل ودائماً حرب الكبارى بتكون بالليل والحرب الفعلية مع أول ضوء ، هذا هو المعتاد لكن ميعاد الثانية ظهراً كان مفاجأه بكل المقاييس ،  وكان التدريب فى منطقة اسمها جزيرة البلاح بطول 10 كيلو التى تصل من الاسماعيلية وحتى القنطرة .

 

 

 

نتعرف فى الجزء الثانى من الحوار على ؛ كيفية حدوث ثغرة الدرفسوار ؟ وماهو تقييم اللواء عابدين لمعاهدة السلام ؟ ومادوره حينما كان ملحق حربى بأمريكا ؟ وماهى خطورة إستمرار سيناء بدون تعمير حتى الأن ؟ وماذا يقصد بحروب الجيل الرابع وما أثرها على الدول ؟

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز