عاجل
الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

بوابة روزاليوسف ترصد " كواليس تجارة الموت " بكفرالشيخ بدءاً من "تخزين الشباب" مروراً " بالتسعيرة " إنتهاءاً "بمراكب الموت"

بوابة روزاليوسف ترصد " كواليس تجارة الموت " بكفرالشيخ بدءاً من "تخزين الشباب" مروراً " بالتسعيرة " إنتهاءاً "بمراكب الموت"
بوابة روزاليوسف ترصد " كواليس تجارة الموت " بكفرالشيخ بدءاً من "تخزين الشباب" مروراً " بالتسعيرة " إنتهاءاً "بمراكب الموت"

كفرالشيخ - داليا الشامى
يلقون بأنفسهم فى عرض البحر على مركب صغير متهالك ،  مصير مجهول ينتظرهم  سواء كان الموت غرقا فى غياهب البحار ،  أو القبض عليهم من قبل شرطات السواحل والتعرض للسجن أو الترحيل ، وبالرغم من كافة الفظائع والمأسى التى نتجت عن الهجرة الغير شرعية ، الإ أن الجوع والفقر والبطالة والفساد لم يجعل للشباب والسالكين لهذا الطريق رفاهية الإختيار ، لتسيطر عليهم فكرة  هل إنتظار الموت افضل أم الذهاب إليه ؟ وهنا فقط  يقعوا فريسة فى أيدى تجار الموت ، أو سماسرة البشر ، الذين يقومون بإرسال هؤلاء الشباب بلاهوادة لحتفهم  ، والمضحك المبكى فى هذا الأمر أن هذا الشاب المهاجر يدفع بيده كل مايملك وماتملك أسرته ، من أجل أن يشترى تذكرة موته .
 
تعد محافظة كفرالشيخ ، وتحديداً قرية مغيزل بمركز مطوبس هى ثانى أكبر قرية بمصر "بؤرة للهجرة غير الشرعية " وذلك بعد قرية "ميت الكرما" بالدقهلية ، نظراً لقرب تلك القرية من سواحل إيطاليا ، رصدت " بوابة روزاليوسف " كواليس تجارة الموت فى تلك المنطقة بالمحافظة.
 
تسعيرة تذكرة الموت تبدأ من 18 وحتى 70 ألف جنيه
 
 
يقول " مجدى مرعى " رئيس فرع الاتحاد العام لنقابات صيادين كفرالشيخ ، أن إنتشار الهجرة الغير شرعية  بكفرالشيخ يرجع لأسباب وعوامل كثيرة على رأسها ، الفقر وسوء الأحوال المعيشية وهو الأمر الذى يستغله سماسرة البشر بالمحافظة ، لإيهام الشباب أن الهجره الغير شرعية هى السبيل  لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية ، وتبدأ القصه كالاتى ، يقوم  تاجر الموت بالتواصل مع مندوبين له على مستوى الجمهورية مهتهم أن يأتوا بشباب وغير شباب ليهجروهم ، وبمجرد إكتمال العدد المطلوب ، يذهب تاجر الموت لأحد الصيادين المعروفين لدى هؤلاء السماسرة  ويقوله " إحنا عايزين المركب هنحمل عليها ناس تسافر " وطبعاً بيختار مركب متهالكة عشان سعرها يكون بسيط " ويقبض صاحب المركب تمن المركب مقدماً قبل السفر بإسبوع ويتفق معاه على اليوم والزمان اللى هيستناهم فيه ، أما عن تسعيرة المهاجر كل حاجه ليها ثمن والسعر بيبدأ من 18 ألف وحتى 70 ألف ، واللى بيدفع 70  بيركب على مركب على متنه 20 إلى 30 شخص بمعنى أن تاجر الموت بيعوض فرق أعداد الناس فى السعر وفيه مركب بيطلع ب 400 مع أن حمولته لا تسع أكثر من 50 شخص وهؤلاء تسعيرتهم بتبقى أغلبها من  18 وحتى الـ 30 ألف جنيه وغالباً هذه الحمولات الناس اللى عليها بتغرق وهذا حدث كثير جدا واللى بيوصل منهم بيتقبض عليه ، وتركب وياوصلت ياموصلتش انت وحظك .
 
 مندوبين  لتجار الموت بأنحاء الجمهورية لتجميع الشباب
 
وتابع  أحد الصيادين بقرية برج مغيزل " طلب عدم ذكر أسمه خوفاً "  أن مافيا الهجرة الغير شرعية بالمحافظة ، متمركزين بقرية برج مغيزل والجزيرة الخضراء ، وللأسف فيه بعض الصيادين اجبرهم الجوع والفقر الذى نتج عن تدمير بحيرة البرلس على العمل مع تجار الموت ، ومتلاقيش صياد بيهاجر بشكل غير شرعى  ولكنه بيوصل الناس اللى بتهاجر بعد ما يكون اتفق مع السمسار وقبض ثمن المركب قبل ما يطلع بيها ، ولن تجدى ناس فى القرية هاتقولك على أسماء هؤلاء السماسرة لأنهم إما هيخافوا يتكلموا أو متورطين وفيه أشخاص إستغلوا مشاكل الصيادين للمتاجرة بيها فى الصحافة والإعلام وفى الحقيقة إيدهم متلوثة بدم الناس والشباب اللى ماتوا بسبب هذه الهجرة الملعونه ، من الأخر هؤلاء مافيا ليها رأس غير معروفة وهى التى تحرك القاعده اللى هما " السماسرة والمندوبين وأصحاب المراكب والمتواطئين معاهم من الحدود"  هذه شبكة تهريب كبيرة والقضاء عليها لن يكون الإ عن طريق ؛ تحسين الحالة المعيشية  والرقابة المشددة  والمحاسبة لنقاط حرس الحدود ، فمثلاً قرية برج مغيزل نفسها بها نقطة حرس حدود ومع ذلك المراكب والقوارب بتطلع  دا معناه ايه ؟؟!
 
أماكن بقرى الخريجين والغانمية والجزيرة الخضراء  "للتخزين"
 
مضيفاً ، أن عصابة الموت تستخدم مناطق معينة " لتخزين الناس " اللى هتسافر  ، و يوجد أماكن بقرية الجزيرة الخضراء يتم تخزين الشباب فيها من كل الأماكن  لمدة يومين أو أكثر لحين إكتمال العدد وليسوا مصريين فقط ولكن يوجد جنسيات أخرى ،  وأيضاً يوجد مخزن بالغانمية ومخزن أخر بمنطقة قرى الخريجين بمطوبس ، تلك القرى التى تم توزيع الأراضى بها للمعارف وأصحاب الواسطه والمحسوبية ثم باعوها ،  وهذه القرى  فيها ناس على تواصل بسماسرة الموت  ، وعند تحديد الموعد وغالباً يكون بعد المغرب وحتى منتصف الليل ، ينتظر المركب فى البحر فى مكان بعيد عن الشاطئ ،  ويتم نقل المهاجرين على قوارب صغيره جدا لا تسع حتى لركوب 4 أفراد ويتم وضع 20 فرد عليها وهو الأمر الذى يؤدى الى غرق الناس المهاجره حتى قبل وصولهم للمركب لأن القوارب الصغيرة بتتقلب بيهم فى الميه  ، كما حدث فى الحادث الأخير ، الناس غرقت قبل ماتوصل للمركب وتم حمل الجثث بالكوريك بطريقة غير ادمية .
 
إنفتاح السواحل وراء إنتشار ظاهرة الهجرة غير الشرعية
 
وأشار " زارع البيطانى " نقيب الصيادين ، أن الهجرة الغير شرعية الهجرة سببها إنفتاح السواحل ولو فيه خدمة وأمن حقيقى على سواحل مصر سيتم القضاء على الهجرة غير شرعية ؛  لكن السواحل إتباعت لمافيا الزريعة وغيرهم وأصبحوا يشتروا منافذ المياه والسواحل والشواطئ ، والإ ليه حرس الحدود سايبنى اشتغل في الزريعة وغيره وهذا مخالف ؟  والصياد لو لاقى خير فى البحيرة إيه اللى هيخليه يتفق مع تاجر الموت ويعرض نفسه للخطر ، لكن أصحاب النفوذ والبلطجية نهبوا البحيرة وملئوها بالتعديات والتحاويط ؛  والغياب الأمنى وتواطئ بعض أفراد شرطة المسطحات  السبب الرئيسى فى تدمير بحيرة البرلس إلى جانب وزارة الزراعة والثروة السمكية ، ولابد من وجود وزارة خاصة بقطاع الصيد لحماية البحيرات والصيادين ولابد من تعديل قانون الصيد لأنه قانون مريض بيخدم البلطجى والحرامى ولا يجرم المخالفين يعنى لما يبقى عندى مجرم بيصطاد زريعه ادفعه 50 جنيه واسيبه ؟ والسبب أن ولادنا بيهاجروا ويموتوا لأن خير بلدهم منهوب
 
 
الشباب ضحايا كل الأطراف
 
وأفاد "محمد سعيد " صياد ، أن تاجر الموت فى كثير من الأحيان بعد ما بيقبض من الناس اللى هيسافروا ويتفق معاهم على ميعاد بيسلمهم للحكومة لأنه طبعا عارف المكان اللى هو مخزنهم فيه ، يقوم مبلغ عن الناس وتيجى الشرطه تقبض عليهم وترحل الأجانب منهم ، وبذلك التاجر يكون وفر على نفسه أجرة المركب  ، وتكرر ذلك كثيراً ، ويضيع على الشباب الأموال التى دفعوها من أجل السفر فمنهم من باع أثاث منزله ومنهم من باع مصوغات أمه وزوجته، وفيهم اللى إستلف ، والدولة لابد أن تضع حل لذلك لأن الهجرة الغير شرعية مسؤولية دولة تتحملها والشباب هم ضحايا لكل الأطراف .
 
فيما علق  " خالد مخزة " صياد ، قائلاَ أنا هلخص المعاناه التى نعانى منها بهذا الشعر المتواضع الذى يقول " عملوا قانون الحد الأدنى 120 ورقة بمدنه نسيوا الحد الأدنى بتاعنا 65 سنه لمعاشنا كنا بنحلم بعد الثورة بوزارة علشان تسمعنا بمعاش حلو يسدد جوعنا بتأمين صحى يخف وجعنا يشفى البرد اللى قسم ضهرى والروماتيزم الجارى فى ضلوعنا ليه ميكنش معاشنا كبير ويكون على سن الخمسين دا احنا يادوب لو نقبض سنه التانيه هنكون ماشيين اصل الصياد عمره قصير بيعانى دايما مسكين من سوء العيشه اللى عايشها وتواطئ المسؤولين دايما مشغول بالمستقبل ونسيونا فى لجنة خمسين سافر الواد بطريق غير شرعى لإيطاليا ما اعرف على فين سابلى ولاده امينه وميرفت واحمد  اهو جه يكحل عيشته عماها  نفسى اسمع صوته ان كان حى أو اصلى صلاة الغائب على روحه وأسد الدين" .
 

وتبقى التساؤلات الأبرز ؛ لماذا دائماً أغلب الذين يتم القبض عليهم فى ليبيا وايطاليا ومالطه وقبرص من قرية برج مغيزل ؟  كيف يمكن لتلك المراكب المتهالكة أن تحمل كل هذه الأعداد من البشر وتسير بهم وتعبر الحدود دون أن تتصدى لهم قوات حرس الحدود المتواجدة بتلك البؤر ؟ أين مسؤولية الدولة فى القضاء على تلك الظاهرة التى انتشرت بشدة فى السنوات الأخيرة ؟ هل هذا الشاب المعدم  الذى يلقى بمصيره فى ظلمات البحار لتحقيق الحلم الموعود ليفيق منه على كابوس هو الجانى ؟ أم الفقر والبطالة والإنكسار هم الجناه ؟ من هو راس الهرم لمافيا تجارة الموت  ؟



 

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز