عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رئيس الجامعة الإسلامية العالمية: توعية الشباب واستقامتهم ضروري للقضاء على النعرات الطائفية

رئيس الجامعة الإسلامية العالمية: توعية الشباب واستقامتهم ضروري للقضاء على النعرات الطائفية
رئيس الجامعة الإسلامية العالمية: توعية الشباب واستقامتهم ضروري للقضاء على النعرات الطائفية

حوار - محمود الجلاد
قال الدكتور أحمد بن يوسف الدريويش رئيس الجامعة الإسلامية العالمية في اسلام آباد ،  إن تفجير المساجد والاعتداء على دور العبادة بغير وجه حق حرام شرعًا .
 وأضاف " الدريويش" خلال حواره ، أن الجامعة الإسلامية لها دور كبير في انتشار الاسلام ، تعاقب عليها عدد من الرؤساء من مصر والسعودية وباكستان ،مضيفا أن عدد طلابها وصل إلى 30 ألف طالب وطالبة من داخل باكستان ومن خارجها الأمر الذي ساند في انتشار الإسلام كثيراً هناك.
 
لقد انتشرت ظاهرة تفجير المساجد وتعميق الهوة الطائفية .. ما تعليقكم على مثل هذه الأحداث ؟
إن ما تقوم به جماعات العنف التكفيرية والفتاوى الشاذة يعد من قبيل الافساد في الأرض المنهي عنه شرعاً الذي يستوجب محاربته وإزالته وتطهير البلاد منه، وإن الممارسات الإرهابية العنيفة في داخل الدول الإسلامية وخارجها لا تمت للدين الإسلامي ومنهجه الصحيح الوسطي المعتدل والمنضبط بالضوابط الشرعية بشيء، وإنما هو تسييس للدين وتأويل خاطئ للآيات والأحاديث النبوية الشريفة، وحمل لها على غير وجهها الشرعي. 
فالمساجد وغيرها من دور العبادات لا يجوز الاعتداء عليها أو التعرض لها بالهدم أو التفجير أو التخريب أو الإرهاب أو الإفساد، وإنما الواجب عمارتها وتعظيمها والمحافظة عليها وتهيئتها لإقامة الصلوات والشعائر الدينية فيها كما أمر رب العالمين بهذا { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآَتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ }.
فالاعتداء على المساجد هو من أشد صور الافساد في الأرض، ولا يجوز تحويله إلى مكان للقتل والتهديد وترويع الآمنين المتعبدين لله رب العالمين {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}
فإذا كانت المساجد يمنع فيها البيع والشراء وإنشاد الضالة فمن باب أولى أن يمنع وينهى فيها عن أي إيذاء أو عدوان أو ترويع أو إراقة دماء أو انتهاك حرمات لأن المساجد إنما هي أسواق الآخرة .
 
هناك دعاوي متطرفة لهدم الآثار بحجة أنها أصنام كيف تري ذلك؟
إن الآراء الشاذة التي اعتمد عليها هؤلاء في هدم الآثار التاريخية هي آراء واهية ومضللة ولا تستند إلى سند شرعي صحيح ــ فيما يظهر ــ، فهذه الآثار تعد قيمة تاريخية تعبر عن تاريخ الإنسانية وماضيها وقيمها، وفيها حصاد المجهود البشري، كما أن القرآن الكريم حثنا على التدبر والنظر في أحوال الأمم السابقة وآثارهم لما فيه من العبرة والعظة في تاريخ من سلف من الأمم قال تعالى: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} وقال تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ (6) إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ (7) الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (8) وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ (9) وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (10) الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ (11) فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ (13) إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} وصحابة رسوا الله صلى الله عليه وسلم وهم أقرب عهداً برسول الله منا عندما فتحوا البلاد المختلفة لنشر دين الله وإقامة شرعه في أرضه وتحقيق الأمن والعدل والإنصاف وجلب السعادة والخير للبشرية جمعاء ما تعرضوا لآثار هذه البلاد بالتدمير أو الهدم أو الإزالة أو التخريب ــ فيما نعلم ــ بل أبقوا عليها ما دامت ليست للتعبد أو العبادة. . فالصحابة رضي الله عنهم دخلوا مصر زمن عمر بن الخطاب ولا يعرف عنهم هدم لأي معلم أثري أو مكتسب تاريخي أو قيمة حضارية . .
  
حبذا لو اعطيتمونا نبذة عن الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام أباد؟
الجامعة الإسلامية العالمية ولدت من رحم منظمة مؤتمر التعاون الإسلامي أثناء اجتماع ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية والإسلامية في مدينة لاهور عام 1974م بتوجيه من الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز آل سعود ومساعدة إخوانه في دولة باكستان الإسلامية وملوك ورؤساء الدول الإسلامية، وأصحبت واقعاً ملموساً في عام 1980م ثم نمت وتطورت عاماً بعد عام . . فلا غرو أن تحظى بدعم من بعض دول المنظمة، ولاسيما جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة وغيرها، وبخاصة في مجال توفير أعضاء هيئة التدريس، وكذا كفالة بعض طلاب المنح الدراسية من داخل باكستان وخارجها والذين يبلغ عددهم في الجامعة قرابة 3000 طالب وطالبة من مختلف الجنسيات ناهيك عن تشييد بعض المباني والوحدات التعليمية والمرافق في المدينة الجامعية.
 
ما دور الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في حماية طلابها من تلك التصرفات الإرهابية؟
الجامعة كغيرها من الجامعات لا تقتصر على الجانب الأكاديمي والعلمي والبحثي فقط، بل لديها عدد من البرامج والفعاليات والمناشط التي تقوم بها خلال العام الدراسي، حيث المؤتمرات والندوات والمحاضرات غير الصفية، والأسابيع الثقافية ومعارض الكتب، والزيارات العلمية، والتبادل المعرفي والثقافي وورش العمل والدورات الرياضية مع عدد من الجامعات العلمية والإسلامية والعالمية من داخل باكستان وخارجها. فالحمد لله خلال العام المنصرم نفذت الجامعة أكثر من (100) فعالية وبرنامج ومنشط علمي وتوعوي وثقافي وترفيهي، ونحرص على تقديم مناهج دراسية تعبر عن سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله.
 
هل هناك تعاون بينكم وبين الأزهر الشريف؟
الجامعة منذ نشأتها وهي تعمل وتسعى جاهدة على مد جسور التعاون مع الدول العربية والإسلامية فيما يحقق رسالتها وأهدافها ويخدم طلابها وطالباتها وبخاصة مع الأزهر الشريف حيث إن اللقاءات بحمد الله مع فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر والمجامع العلمية والبحثية في جمهورية مصر العربية متواصلة ومستمرة، وقائمة على المحبة والتعاون والتساند وتبادل الخبرات العلمية والبحثية والتدريبية.
فالأزهر الشريف كما هو معلوم مؤسسة دينية تعليمية بحثية عريقة رائدة، عم نفعه وخيره وفضله أرجاء المعمورة، وأسهم إسهاماً مباشراً في نشر الإسلام وتعليم العلوم الدينية والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة في مختلف المجتمعات والدول الإسلامية وغير الإسلامية على مدى تاريخه الحافل الطويل، وكان للجامعة نصيب كبير من هذا الدعم، حيث تم دعمها بعدد من العلماء والأساتذة الأكفاء في مختلف التخصصات الشرعية واللغة العربية منذ إنشائها وحتى تاريخه، حيث يوجد حالياً في الجامعة من الأزهر الشريف ما يقارب 25 عضو هيئة تدريس من مختلف الرتب العلمية يضطلعون بالتدريس والتعليم والبحث وخدمة المجتمع الباكستاني والخطابة والإمامة والتوجيه والإرشاد وتعليم اللغة العربية، وإبراز الوجه المشرق للإسلام بوسطية واعتدال.
كما أن لدينا تعاون خاص مع دار الافتاء المصرية في مجال التوعية بالتطعيم ضد شلل الأطفال في دولة باكستان، وتعاون مثمر مع مجمع البحوث الإسلامية، ونحن نرحب بأي تعاون مفيد بناء بيننا وبين جميع المجامع العلمية والبحثية والأكاديمية فيما يخدم ديننا وأمتنا وأوطاننا ومجتمعاتنا .
 
هل هناك وجود لظاهرة الانحراف الفكري؟
جمهورية باكستان الإسلامية دولة ذات قيم وأعراف وتقاليد وعادات إسلامية، وتنتشر في ربوعها وأقطارها وأقاليمها المختلفة بيوت الله وأماكن العبادة والطاعة ودور تحفيظ القرآن الكريم وعلوم الشريعة والسنة المطهرة، وتتميز بتنوعها الفكري والثقافي، وشعبها متمسك بمنهج الإسلام الحنيف وسماحته ووسطيته، وشبابها على وعي كبير وفهم سديد، والعالم العربي والإسلامي ينظر لدولة باكستان الإسلامية باعتبارها الشقيق الأكبر الذي يحمل هموم الأمة وقضاياها .   
 
 
 
 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز