ريم ياسر تكتب: مافيش صاحب بيتصاحب

  الي كل من غيبت افلام الكرتون عقولهم , الي من تسببت المسلسلات التلفزيونية و افلام السينما في بعدهم عن الواقع , الي من سقط فريسة لاساطير "رباط الصداقة" , الي اشخاص ظنوا بانفسهم انهم "تيمون و بومبا" العصر , الي سذج آمنوا لوهم يسمي "العيش و الملح" , يساق اليكم و الي نفسي اولا هذا الحديث.

خذوا الحكمة من افواه "اولاد سليم اللبنانين" , حقيقة لم اتصور يوما انه من الممكن ان تلفت انظاري اغنية من الطراز الشعبي المعاصر , الذي انتقده دائما بسبب مساهمته في الاسفاف المجتمعي و لكن كما يقولون ما باليد حيلة , فالحقيقة انهم علي صواب "فمافيش صاحب بيتصاحب".

علي اي حال فإن مفهوم الصداقة كان يبدو دائما لي سهل و بسيط , فبعيدا عن التركيبات اللغوية و المصطلحات و المعاني لكلمة "صداقة" , فانني اختصرت كل هذا في علاقة "تيمون و بومبا" الكرتون العالمي الشهير الذي ترجم و دبلج بمعظم لغات العالم العالم و لكنني اراهنك ان جماله بالعامية المصرية يفوق اي شئ , فبرغم غباء بومبا الشديد و تسرع و استهتار تيمون المبالغ فيه لا يستطيع احدهما البعض عن الاخر , علي سبيل المثال لا يستطيع تيمون ان يري بومبا في مأزق ما و لا يساعده , و كذلك بومبا لا يستطيع ان يري تيمون صديقه الصدوق مهموم و حزين و لا يحاول التخفيف عنه و اضحاكه عبر تلك النكات السخيفة.

لهذا دعني عزيزي القارئ ان اتحدث عن بعض النقاط التي يمكنك من خلالها اكتشاف ان كان لديك اصدقاء ام لا , فالصداقة يا عزيزي ليس مجرد كلمة من احرف يتفوه بها البعض فنعتبرهم اصدقاء , فالشخص الذي لا يجد وقت لصديقه يسانده و يشاركه احواله , سعادته و حزنة , مرضه و صحته لا يعتبر صديق , الشخص الذي يلحق الضرر المعنوي او المادي بصديقه مرات و مرات عديدة ليس بصديق.

فالصديق الحق هو الذي تشعر معه بالراحة النفسية و كأنك تتحدث الي ذاتك , هو الذي تعيش معه لحظات جنون و خوف و تمرد و سعادة , هو الذي يغامر معك في فعل اشياء جديدة و غريبة هو الذي يفهمك دون ان تتفوه بكلمه و يساندك الي ما لا نهاية دون مقابل.

ليس في العمر عمر اخر حتي نضيع اوقاتنا في صداقات وهمية بنيت علي المصلحة و الغش , فلنحاول سويا التخلص من مثل هذه الصدقات الموجودة في حياتنا.

نهاية يؤسفني ان اقول أن عصر " الصديق الصدوق" قد انتهي و ولي زمنه , فبعدما كان الصديق وقت الضيق , اصبحنا عند كل خطوة نخسر صديق.