سمير الهواري يكتب : طياره ورق
لم أتقن أبدا صنع طائرتي الورقية ، كنت أحبها صغيرة ووادعة ، أكتفي برؤيتها
محلقة أمامي ، استمتع برؤيتها تتمايل في بساطة ومحبة ، في فضاء صغير
وآمن ، لم أفكر يوما أن أغير بها على طائرة تمر عليها وتبتعد ، لم أصنع ( مقلاعا )
ألقيه خلسة فأسرق ضحكة صغير يلهو ، وأحاول عبثا أن أنأى بنفسي عن هذه
الزمر التي أتقنت صنع ( المعاليق ) لتسقط كل فرحة ، عن تلك الطائرات
المزركشة الكبيرة التي تقترب !! ، ما زلت للآن غير مستوعب سبب إصرار تلك
الطائرات المزهوة وتلك الزمر الشريرة على وأد حلم التحليق لدينا، نحن الصغار
الذين نحلم أن نكون قريبين من السماء ، تماما كتلك العصافير .