عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

شهد راشد تكتب : حب الناس كنوز

شهد راشد تكتب : حب الناس كنوز
شهد راشد تكتب : حب الناس كنوز

أنا بحب الكتابة الذاتية جداً؛ بس و أنا بكتب بخاف أن حد يفهم المقالات دي "تباهي" أو "غرور". في الحقيقة الهدف من ورا المقال أبعد ما يكون عن التباهي و الغرور! لذا وجب التنويه مش أكثر. الكتابة الذاتية بتكون فكرة عايزة توصل بس عن طريق "لحظات" من المواقف الحقيقية اللي بتتعاش كدليل على الكلام اللي بيتقال.



 

زي ما عنوان المقال بيتكلم عن نفسه؛ مقال أنهرده عن أن "حب الناس كنوز". الناس اللي بتحبنا مش بس العيله و الأصحاب؛ بس ممكن جداً الناس اللي بتحبنا و بنحبها نكون شوفناها مرة واحدة و بس. و لكن في المرة دي حصل موقف مش سهل أنه يتنسي!! زي مثلاً "الست اللي بتنضف الحمام" الست دي (و غيرها) بحب لما أدخل أسلم و أتكلم و أضحك معاهم في محاولة أني أخفف عليهم تعب اليوم و مشقة الحياة يعني؛ ف في مرة من المرات دي و بدون أي مقدمات لقيتها بطبطب عليا و بتدعيلي أدعية حلوة أوي. لما قعدت أقولها "شكراً و ربنا يكرمك و كدا" ف قالت لي أهم جملة ممكن أكون سمعتها؛ قالت لي "ربنا يكرم اهلك اللي ربوكي؛ أنتي دايماً مبتسمة و وشك صبوح و بتفرحني دخلتك عليا و كلامك معايا". مع العلم الست دي أنا دايماً مش معايا فكة و عمري ما مثلاً أديتها فلوس ف تكون بتدعي لسبب أو شحاتة. 

القصة التانية ل"الراجل بتاع الأمن" الراجل دا كل كلمنا صباح الخير و صباح النور و مع السلامة و أنا داخلة و خارجة من الجامعة؛ بس المرة دي قال لي " ربنا يكرم أهلك عشان ربوكي على أنك تعاملي كل الناس كويس؛ أنتي من الناس القليلة اللي مخالياني أستحمل الشغل هنا. أنتي عمرك ما عاملتني على أني قليل زي ما زمايل ليكي بيعملوا". مع العلم أن مفيش أي مصلحة بيني و بين الراجل دا و والله ما أعرف أسموه أصلاً.

القصة الثالثة ل"أصحابي و عيلتي اللي بيشجعوني دايماً" الناس دي ممكن يكون مافيش بينا أي مصلحة؛ بس لما بنشوف بعض بندردش و بنساند بعض في زحمة الحياة. يعني ممكن كلمتين من أي شخص فيهم يخالوني أستحمل و أمشي أكثر في مشواري؛ ممكن كلمتين بس يفكروني ب هدفي في حياتي و يحسسوني أنا وصلت لأيه منه؟ و لسا عايزة أعمل أيه؟

القصة الرابعة ل"باسم" شاب من ذوي القدرات المختلفة (متلازمة داون) و بيشتغل معانا في الجامعة و محبوب من الكل؛ و أنا بشكل شخصي جداً بحبه و بحب أتكلم معاه و نحكي لو مش ورايا حاجة في الجامعة. في وقت الأمتحانات بكون مشغولة جداً ف بشتري الحاجة و أجري؛ لقيته و هو بيديني باقي الحساب بيقول لي "أنتي أسمك أيه؟ ف قولت له أنا شهد؛ بقا كدا نستني يا باسم. ف قال لي لاء منستكيش؛ أنا عشان بحبك بكون عايز أفتح معاكي كلام بس". 


اللي عايزه أقوله من الأربع قصص الحقيقية دول؛ أن "حب الناس كنوز" و بجد الكنز دا الوحيد في الحياة اللي مش بيتعوض. ممكن الفلوس تروح و تيجي؛ و ممكن أي حاجة مادية تروح و تيجي ولا إن شاء الله عنها ما جت من الأول. حب الناس و الحاجات المعنوية هي الكنز الحقيقي يا موجود يا لاء؛ و المشكلة أنك صعب تخلقوه و صعب تعيش لوحدك و مكتفي بذاتك. إحنا كائنات بتقوى ببعض و بمساعدة بعض؛ و دا مش عيب. إحنا ناس بتحب تحس بالتقدير على اللي بتعملة مهما كان صغير و مهما كان كبير؛ و دا برضو مش عيب. إحنا كائنات مخلوقة في شعوب و في مجموعات عشان نكمل بعض؛ و السبب دا بعيد كل البعد من أننا نتقسم و نحقد و نحسد و نحب و نكره؛ متقسمين عشان نخدم بعض و نخدم المجتمع مش عشان نحدد مين من طبقتنا و مين ميصلحش نتعامل معاه!!! 

"حب الناس كنوز" هي دي أجمل و أحسن جملة في الكون؛ لو عيشنا بيها هنتبسط ^_^

 

"كلمة أخيرة: أنا عايزة أشكر كل الناس اللي حواليا؛ عشان كنت هفقد الأمل في حاجات كثيرة و كنت هسيب حاجات كتير من اللي بعملها و بحبها. بس من غيركم؛ مكنتش كملت في حاجات أنا أكتشفت أنها مهمة أوي ليا و لهدفي. أنا متشكرة أنكم السبب في قوتي و السبب في أني أحس بالتقدير على أي حاجة صغيرة بعملها."

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز