عاجل
الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

البابا تواضروس لـ«الأهرام»: الرئيس السيسي جاد ومخلص.. ولمساته الإنسانية تعجبني

البابا تواضروس لـ«الأهرام»: الرئيس السيسي جاد ومخلص.. ولمساته الإنسانية تعجبني
البابا تواضروس لـ«الأهرام»: الرئيس السيسي جاد ومخلص.. ولمساته الإنسانية تعجبني

 



حوار: أشـرف صادق

 

الخلاف بين مصر وإثيوبيا لن يصل لحالة الحرب

نسبة تمثيل الأقباط في البرلمان لا تشغلني فكلنا مصريين

قانون الأحوال الشخصية سيُقدم بعد إقرار قانون بناء الكنائس

 

مقدمة خاصة: هذا الحوار المتميز والخاص أجراه الزميل والكاتب الصحفي والإعلامي الكبير أشرف صادق  مع قداسة البابة تواضروس بمناسبة عيد الميلاد، وتنشره «بوابة روزاليوسف» هنا لأهميته ومشاركة منا للإخوة الأقباط في عيدهم وإلي الحوار:

 

عيد الميلاد المجيد الذى يحتفل المصريون به اليوم 7 يناير 2016 هو الرابع فى عمر حبريه البابا تواضروس الثانى بعد جلوسه على الكرسى البابوى فى نوفمبر 2012 ، ومابين العيد الأول والرابع جرت فى نهر مصر والعلاقة بين البابا والمصريين مياه كثيرة، لكل المصريين أقول «ثقوا فى قدرة مصر وما تم على أرضها من إصلاح وبالمسئولين الذين يقودون البلاد حققنا الكثير عيشوا فى تفائل فالقادم خير كثير».

 

ولكن أهم ما تميز به البابا تواضروس الثانى هو أنه لم يمسك يومًا العصا من المنتصف بل كان واضحًا وضوح الشمس فى كافة المواقف بداية من مساندته لـ ثوره 30 يونيه وحتى سفره للقدس للصلاة على جثمان أستاذه ورفيق أيام رهبنته الأولى مطران الكرسى الأورشليمى الانبا أبراهام.

 

البابا تواضروس خصنا وحدنا «الأهرام» بحوار عيد الميلاد والذى تحدث فيه بكل صراحة عن أسباب زيارته للقدس، وموقف الكنيسة من إثيوبيا وقضيه مياه نهر النيل، ورؤيته للبرلمان، وللإعلام فى الخارج والداخل، وحقيقة ما يُثار حول قانون الأحوال الشخصية الموحد، ولكن رفض البابا التعليق على ما قاله ياسر برهامي بأن تهنئة الأقباط بالأعياد من الفواحش، وأكد أن الغباء البشري هو سبب اشتعال الصراع الطائفي، وتحدث عن الرئيس السيسي ولم يخف إعجابه الشديد بلمساته الإنسانية، وتطرق الحوار إلى الكثير من التفاصيل فى شئون الوطن والكنيسة والحياة الخاصة للبابا ومنها طعامه المفضل والكتاب الذى سيقرأه فى 2016 وفاجأنا كأهراميين بمدح وتقدير يزيد من مسئوليتنا تجاه القارئ وإلى تفاصيل الحوار:

 

كل عام وقداستكم بخير عيد ميلاد مجيد نشكركم على تقديركم للأهرام بهذا الحوار الذى يتزامن مع احتفالنا بمناسبة تأسيسه فى 27 ديسمبر كيف تنظرون قداستكم لـ 140 سنة أهرام؟

 

أقدر جريدة «الأهرام» تقديرًا كبيرًا وأهنئ «الأهرام» وكل العاملين فيها بكل التخصصات على 140 سنة وعقبال سنين وسنين وسنين، وأنا أنظر للأهرام على أنه تاريخ وجغرافيا وحضارة وتراث وخبرة وعمل وبذل وعطاء وتضحية وتسجيل ربما لا يكون له مقابل أو مثيل على الساحة العربية أو الإقليمية أو حتى الدولية، يا بختنا بالأهرام، أن يكون لدينا جريدة مصرية بهذا التاريخ.

 

مع بداية عام جديد ونهاية عام مضى وكان الحدث الأهم كنسيًا فى العام الماضى هو زيارتكم للقدس، لماذا كانت هذه الزيارة في هذا التوقيت؟ وماذا تقولون لمن غضبوا من هذه الزيارة واعتبروها كسرًا لرفض حالة التطبيع الشعبي مع إسرائيل وهناك من استحسنوها على أساس أن الوجود الشعبي العربي مهم لعروبة القدس ماذا تقول لمن استحسنوا ومن غضبوا؟

 

أولًا: كنت أنتظر من الجميع أن يعزوننا فى الأنبا أبراهام، مطران الكرسى الأورشليمي، قبل أن يعلنوا الاعتراض أو الرضا، وأحب أن أوضح أن كلمة زيارة كما أفهمها وأعرفها وأطبقها هى إعداد لشئ يحتاج إلى وقت وبرنامج وتخطيط وتدبير وترتيب كل شيء وتنسيق ومواعيد... إلخ؛ ولكن هذه الرحلة الطارئة والاستثنائية وهذه هي التسمية الواقعية لها فرضتها الظروف لنياحة المطران الأنبا أبراهام، وأنا كنت هناك فى القدس فى إيبارشيتنا القبطية، وهي تضم وترعى كل الأقباط الموجودين فى كل المنطقة فى الدول العربية فى قارة آسيا، ويوضع فى الاعتبار شخصية ذلك المطران فهى شخصية على مستوى رفيع، وأضف إلى ذلك كله البعد الشخصى للأنبا أبراهام فهو أول من استقبلنى فى الدير أول راهب شاهدته، ثم عندما أصبحت راهبًا تزاملنا فى العمل سويًا كنا مسئولين عن استقبال الزوار فى الدير، يُضاف إلى كل ذلك أنه من مسئوليتى كبطريرك رسامة مطران لإيبارشية القدس فكيف أرسم مطرانا على مكان لا أعرفه، هذه الرحلة أو المهمة الطارئة جاءت خارج كل الاعتبارات السياسية والتقديرية لأى أحد.

 

لماذا كانت هناك حالة إرتباك فى الكنيسة قبل سفركم إلى القدس فى البداية أعلنتم أنكم ستوفدون عددًا من الأساقفة ثم فجأة سافرت قداستكم؟

 

خبر نياحة الأنبا ابراهام جاءنا الساعة الحادية عشر صباحًا يوم الاربعاء 25 نوفمبر، وبدأت الاتصالات لتشكيل الوفد الذي سيسافر للصلاة على جثمانه ورتبت أن يتكون الوفد من 7 يمثلون الكنيسة «مطران و4 أساقفه وكاهن وشماس»، وكل الأمور كانت تسير بشكل طبيعي وبدأنا نحجز التذاكر للوفد الذى سيُسافر ويومها كان عندي اجتماع الأربعاء فى شبرا الخيمة، وبعد خروجي من الاجتماع الذى أعلنت فيه عن سفر وفد كنسي للقدس للصلاة على الجثمان والعودة معه إلى القاهرة فوجئت بالأب الكاهن السكرتير يقول لى أن وصية الانبا أبراهام أن يدفن فى القدس وقتها قلت لابد أن أذهب إليه هناك.

 

ماذا عن تأشيرت السفر وإنهاء الإجراءات؟

 

تم تدبير كل شئ وسافرت على الطيران المصرى، وركبت هناك سيارة السفارة المصرية وكانت القضية بالنسبة لى أن أقوم بواجب العزاء ولم أقم بأى زيارة لأى مسئول.

 

وماذا عن التأشيرة؟

 

طبعًا حصلنا عليها من السفارة الإسرائيلية وعادة يتم الحصول عليها على كارت خاص خارجي وليس على جواز السفر، والسفر كان الخميس والجنازة كانت السبت وعدت إلى مصر الأحد لأن الطيران خميس وأحد وهذه كل القصة.

 

إسمح لي بهذا الطرح كثيرون تخيلوا لو كان البابا شنودة محل البابا تواضروس كيف كان سيتصرف؟

 

لكل موقف قانونه الخاص به، ما أقدرش آخذ حاجة من زمن وأضعها فى زمن آخر، نحن لسنا قوالب وكل موقف له القانون الخاص به وفيه مثل شعبى يقول «من فات جوابه الموت أولى به» بمعنى أن الحياة قرارات، هناك قرارات يومية عادية، وهناك قرارات خاصة بالموقف، وقرار الموقف غير متكرر يتم اتخاذه مرة أو مرتين فى العمر، وإذا لم يأخذ الإنسان قراره فى الوقت تمامًا المثل قال أنه لا يستحق الحياة.

 

من يراقب مسيرتكم يسجل أنكم دائما لا تمسكون العصا من المنتصف وتأخذون الموقف الذى تقتنعون به بكل شجاعة شاهدنا ذلك فى 30 يونيه وفى قرار سفركم إلى القدس ماذا وراء ذلك؟

 

عندما يوجد موقف معين أفكر كثيرًا، أصلي، أستشير إذا كان الوقت يسمح، ثم يرتاح ضميري، ثم آخذ القرار، وكل هذا ممكن يأخذ ساعة فى الزمن حسب طبيعة الموقف، ولابد أن يعرف كل شخص مسئولياته بالضبط، أنا أمثل الكنيسة المصرية القبطية الأرثوذكسية العربية، مؤسسة لها مكانتها وتاريخها وقامتها، أنا مسئول عن كل الإيبارشيات وعن كل الآباء المطارنة والأساقفة، مسئول عن حركة التاريخ فى الكنيسة، وفى كل حاجة أسأل نفسي ماذا سيقول التاريخ، لو مر موقف من غير تقديره جيدًا؛ أنا أول واحد ألوم نفسى وألوم ضميري.

وبعد انتهاء الحكم الشيوعى جاءت حكومات أخرى وإثيوبيا كلها قبائل فرئيس الوزراء من قبيلة والبطريرك من قبيلة اخرى ومقارنة ظالمة بين تأثير الكنيسة الآن وتأثيرها قبل أربعين عاما فى زيارته وهى الاولى لاثيوبيا جاءت بعد زيارة بطريرك اثيوبيا قبل عشرة شهور وعندما جاء إلى مصر استمرت زيارته لمدة اسبوع وكل الدولة احتفلت به واستقبله الرئيس السيسى ورئيس الوزراء وعندما ذهبت لزيارتهم كان هناك احتفال كبير جدا بى وزرت الرئيس ورئيس البرلمان ورئيس الدولة للشئون الخارجية، وكل المسئولين كان على لسانهم عبارة واحدة نريد أن نبني الثقة، كلمة الثقة ترددت كثيرا جدا، مؤكدين انهم يبنون السد من أجل الكهرباء وليس من أجل الزراعة فالزراعة تتم من خلال الامطار ونحن لانمنع اى دولة من التنمية، وقلت لهم هذا الكلام يحتاج إلى تأكيدات من الخبراء وبما اننا دول صديقة ومحبة ولنا تاريخ وتراث معا فهذا الأمر فى غاية الاهمية لتطمين الشعب.

 

 

كمواطن مصرى ورأس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ماذا تقولون للشعب المصرى على ضوء زيارتكم لإثيوبيا فيما يخص قضية المياه ؟

 

نحتاج أن نهتم بإثيوبيا أكثر وأكثر، إثيوبيا في تاريخ سابق لم تكن فى حيز الاهتمام الكافي من مصر على المستوى الشعبي والمستوى الرسمي، فى رأيي الخاص أن إثيوبيا يجب أن تكون الدولة الأولى فى الاهتمام من مصر لأنه تأتى من المياه هناك دول ترسل لنا مواد غذائية، علاجية ، مساعدات فنية، ولكن من إثيوبيا تأتى المياه فأنا من رؤيتى الشخصية المحدودة يجب أن تكون إثيوبيا لها الاهتمام الأول على المستوى الرسمى والشعبى.

 

هناك من يخشى أن تتطور الخلافات بين مصر وإثيوبيا لدرجة نشوب حرب، كيف ترون ذلك؟

 

أظن أن ذلك «مش ممكن يحصل» فى ضوء علاقاتنا التاريخية الطويلة وفى ضوء طبيعة الشعبين المصرى والاثيوبى فنحن لسنا شعوب حرب، لن تكون حرب بيننا وبين إثيوبيا من أجل المياه والتفاوض والتفاهم سيحلان الكثير من المشاكل.

 

كيف تنظرون إلى ماجرى في المعركة الانتخابية؟

 

قاطعنى لماذا تسميها معركة لنسميها التنافس الانتخابي، كلمة المعركة تعطينى انطباع الحرب ولكن التنافس يعطينا انطباع الكفاءة.

 

التنافس الانتخابى كان مثار دهشة من المراقبين.

 

كيف ترون نجاح أقباط فى الانتخابات أمام منافسين مسلمين فى سابقة لم تحدث من سنوات؛ ماذا تقولون عن هذه الظاهرة وظواهر أخرى توقفتم عندها؟

 

لا تستطيع أن تفصل موضوع الانتخابات والبرلمان عن الموضوعين السابقين فى انتخاب الرئيس، ثم إعداد الدستور، فهي خطوات مكملة لبعضها وهى سويًا تكون الهرم المصري، الجديد من دستور ورئيس وبرلمان فهذا هو الهرم المصرى الجديد وهذا يثبت عظمة المصريين وحضارتهم البرلمان عندما بدأ بالقائمة ثم الفردى جاءت النتائج اكثر واقعية وتعبر عن كيان الشعب المصرى الذى يجمع مسلمين، ومسيحيين، وذوي احتياجات خاصة، ورجالًا ونساءًا، فأصبح البرلمان اكثر تعبيرا عن الشعب المصري.

 

هل التمثيل القبطي فى البرلمان هذه المرة «تسعة وثلاثون نائبًا بالانتخابات والتعيين» يرضى الأقباط وقداستكم؟

 

أقول الصدق أنا لا أنظر للبرلمان على أنه مسلمين ومسيحيين، أنا أنظر إلى البرلمان أن الناس يحملون درجات متعددة ومتنوعة من الكفاءة والتخصص، هذه رؤيتى أمام الله؛ الكفاءة هى المعيار، النائب مسلم أو مسيحي كيف يفيدنى كمصري، الأساس هو ماذا سيقدم فى حركة مصر الجديدة.

 

لماذا يطرح موضوع الأحوال الشخصية للأقباط وهو محسوم أصلًا «لا طلاق إلا لعلة الزنا»، وما هو الجديد فى قانون الأحوال الشخصية المقترح، ولماذا يطرح هذا الموضوع على طاولة النقاش باعتباره أكثر الموضوعات صداعًا فى رأس الكنيسة القبطية؟

 

ولا صداع ولاحاجة، هل تسمع عن هذا التعبير «الأقلية الصاخبة والأغلبية الصامتة»، مايخص الأسرة بلا شك مهم جدًا والأحوال الشخصية حاجة تمس الأسرة وهناك ثوابت تحكمنا مثل قانون الكتاب المقدس وشريعتنا هي شريعة الكتاب المقدس لكن الاختلاف دائمًا في الرؤية هناك، تعبيران موجودان فى الكنيسة تعبير «الطلاق والتطليق» ومن هنا يحدث التداخل فى المفهوم، الطلاق فقط للخطيئة، والطلاق لأمر حدث بعد الزيجة؛ أمّا التطليق لأسباب متعددة، ولكن حدثت قبل الزيجة، اثنان ارتبطا ببعضهما وعاشا حياتهما أحد الطرفين أخطأ فى خطيئة نعتبرها تحل الزيجة وهي الزنا وتكون نتيجتها أن الطرف المخطئ لم يعد أمينًا، المجني عليه الكنيسة تتيح له الزواج المسمى بالزواج الثاني، أما الطرف المخطئ فقط أخطا خطأ يجعلنا لا نأتمنه مرة أخرى على الزواج، التطليق حاجة حصلت على الزواج، لم يكن أحد يعرفها مثل الإنسان العليل جسديًا ولم تكتشف علته إلا بعد زواجه، المريض نفسيًا المدمن، أو ظهرت قرابة معينة جسدية تمنع هذا الزواج فهذا نسميه تطليق أو بطلان زواج.

 

ماذا عن الصخب حول لائحة 38 والمطالبة بعودة تطبيقها؟

 

هناك صخب حول لائحة 38 و2008 وقبلها وبعدها وهذه كلها مسميات .

 

ماهى ملامح قانون الأحوال الشخصية الجديد؟

 

نحن عقدنا أكثر من جلسة من خلال لجنة التشريع وناقشنا سويا لساعات طويلة وتوصلنا لبعض النقاط وآباء فى المجمع المقدس قاموا بإجراء أبحاث ولايوجد جديد، ولكن نراعى الزمن فمثلا قضة الادمان لم تكن موجودة قبل 30 سنة بهذه الصورة وهناك نقاط اخرى تحت الفحص والدراسة والتحليل والمناقشة وإعداد أبحاث آبائية فيها وانتهينا من حوالى 90% ومشروع قانون الاحوال الشخصية سيقدم لاحقا بعد إقرار مشروع قانون بناء الكنائس الذى أعدته وزارة العدالة الانتقالية وناقشته كل الطوائف المسيحية ومثل هذه المشروعات لابد ان تأخذ وقتا وعناية ونضوجا حتى لاتخرج مشوهة، دائمًا كانت مشاكل الأقباط تتلخص فى «التعليم - الإعلام - الوظائف العليا - بناء الكنائس»

 

ماهو الموقف الحالى بعد ثلاث سنوات من جلوسكم على كرسى البابوية وهناك شعور عام بالارتياح فيما يخص قضايا الأقباط؟

 

المناخ المريح لكل المصريين لماذا نفصل الاقباط، هذا شعور عام، أقابل كل يوم إخوة مسلمين مصريين، هذا ارتياح عام، وشعور عام هذا نمو فى العلاقة بين أبناء الوطن الواحد وبالنسبة للمشاكل الاربعة، فمناهج التعليم تم تنقية بعضها من خلال الوزارة والأمر يسير بشكل جيد وهذا يعتبر إنجازًا، في موضوع بناء الكنائس، هناك مشروع يناقش وسيقدم قريبا وسيأخذ صورة قانونية، بالنسبة للإعلام الصورة الإعلامية عن مصر نحاول أن تكون إيجابية، الوطن فيه إيجابيات كثيرة جدًا؛ لماذا نركز على السلبيات؟ أمّا الوظائف العليا فعندما ينصلح المناخ العام بصفة عامة وينظر للإنسان على أساس مهاراته وعلمه وخبراته وتخصصه لن ينظر له من خلال ديانته.

الأقلية الصاخبة كما سميتها قداستكم من حين لآخر تعلن عن مظاهرات ضدكم ويروجون على وسائل الاتصال الاجتماعى «آسف على التطاول» يريدون إبعادكم عن منصبكم فماذا تقول؟ وكيف تنظر لمثل هذه الأشياء؟

 

جميعهم أولادنا وأي أب لديه ابن يكون شقيًا وابن هادي وابن يفهم سريعًا وهذا المناخ العام فى مصر.

 

غالبيتهم من متضرري الأحوال الشخصية؟

 

هذه ألقاب حديثة وقبل خمس سنوات لم نكن نسمع عن كلمات ائتلاف أو ناشط وما شابه هذه الكلمات وإفرازات المرحلة التي نعيشها وأقول لهم أنتم أولادنا وأمور الكنيسة لها طريقة خاصة فى المناقشة للأسف أحيانا البعض ينظر إلى الكنيسة كحزب ولاتنسى ان هناك بعض المنتفعين بأى صورة أو شكل ولكن كلهم أولادنا وأنا لا أقلق.

 

مشروع تجديد الكاتدرائية الفخم الذى أعلنتم انه سيستمر حتى عام 2018 ماهى ملامحه؟

 

انا أفكر دائما فى المستقبل وتستهوينى التواريخ بصفة عامة وأحب ان نكون أوفياء لمن سبقنا من أجيال، فهذا شكل من أشكال التواصل والاعداد للمستقبل بصورة جيدة فى 2018 هناك ثلاث مناسبات كبيرة مرور 100 سنة على بداية مدارس الاحد وهى العمل الكنسى لتربية الصغار تعليميا، الثانية مرور خمسين سنة على ظهور السيدة العذراء فى الزيتون ثالثا : افتتاح الكاتدرائية المرقسية فى العباسية كأكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط وتمثل الكنيسة القبطية، وجود الاحتفالات الثلاثة جعلنا نستعد لها بشكل جيد وعملية تجديد الكاتدرائية ستكون شاملة ويسمى المشروع بـ (أيقنة) الكاتدرائية يعنى رسم أيقوناتها وهذا تم من خلال مسابقة كبرى شارك فيها كل فنانى مصر من المتخصصين فى الفن القبطى .

 

كم تصل تكلفة هذا المشروع؟

 

لم يتم حساباتها بدقة ولكن تعد بالملايين وكنائس كثيرة بدأت تشارك.

 

ماهى النتائج التى أسفر عنها اجتماع رؤساء الكنائس الشرقية فى أرمينيا؟

 

للتوضيح الاجتماع تم فى أبريل 2015 على هامش الاحتفال بذكرى مرور 100 سنة على الإبادة الأرمينية كنا مجتمعين رؤساء الكنائس الأرثوذكسية الشرقية القديمة وهى ست كنائس «القبطية، الإثيوبية، الإريترية، السيريانية، الأرمنية، الهندية» وفي وقت الاحتفال لم يحضر بطريك إثيوبيا لأنه كان مشغولًا بموضوع شهداء إثيوبيا فى ليبيا، أيضًا غاب بطريرك اريتريا وجلسنا نحن الأربعة سويًا وتدارسنا بعض المشاكل الداخلية مثل الانقسام فى الكنيسة الهندية وفكرنا فى عقد لقاء لكل بطاركة الشرق الأوسط والفكرة لم تدخل حيز التنفيذ ولكنها قائمة.

 

لماذا لا يتم توحيد الأعياد المسيحية «الميلاد، والقيامة» فالاختلاف لايفهمه البسطاء ولايعرفون سببه؟

 

الاختلاف اختلاف فلكي تاريخي فقط، ليس اختلاف عقائدى ولا إيمانى، ودائمًا أقول بالنسبة لنا كبشر نحتفل بيوم عيد ميلاد ولايصح أن السيد المسيح يكون له يوم عيد ميلاد واحد فقط ليكون فترة من 25 ديسمبر حتى 7 يناير فترة احتفالية كنوع من التقدير لكن من الناحية العملية مفروض يوم واحد محدد وهناك فكرة توحيد الأعياد سيتم دراستها.

 

كيف تنظرون للصراع الطائفي المشتعل وبخاصة فى الشرق الأوسط والذى قتل على إثره آلاف بل وملايين ويتم حرق وقتل مسيحيين وإيزيديين فالصراع بين السنة والشيعة تزداد ضراوته فهناك حرب للسفارة والقنصلية السعودية فى إيران؟

 

أولا نقول «يارب أرحم»، ثانيًا ندعو لمزيد من التعقل والحكمة، ثالثًا ننبه إلى خطورة هذه الأوضاع بصفة عامة، رابعًا الصراع الطائفى سببه الغباء البشري حيث البشر يفنون بعضهم البعض؛ كل هذه عوامل تجعلنا نحاول أن نساند أية أفكار لنشر السلام ولكن للأسف الصراعات تشتعل عندما تدخل لغة المصالح والمال «محبة المال أصل لكل الشرور»، ومايحدث بين البشر لاتجده فى مملكة الحيوان فلا تسمع أن جنسًا معينًا من الحيوانات أعلن الحرب على جنس آخر نحن البشر الذين نبيد بعضنا البعض ونبيد الحيوانات أيضًا.

 

كيف ترون الدعوة التى ذكرها وتمناها الحاخام المتطرف ومنظمته التي تُدعى «لاهافا» اليهودية التى دعت لحرق الكنائس بالتزامن مع أعياد الميلاد؟

 

ربنا يهديه

 

متى تتحقق السماحة الكاملة بين المسيحيين والمسلمين وكيف نوضح للعالم أن السماحة بين جموع المصريين هى الأصل والقاعدة؟

 

التاريخ المصرى الذى يجمع المسلمين والمسيحيين تاريخ يدرس هناك فترات ضعف نعم لكن هذا هو تاريخ العائلة، مصر ليست مجرد بلد ودولة ولكنها عائلة ساهمت الطبيعة فى إيجادها نحن المصريون التسعون مليون نسكن على مساحة 7 % أو 8% من أرض مصر حول النهر فالأرض هى أمنا والنيل هو أبونا ونحن أولاد الارض والنهر وروح العائلة هى الحاكمة عندنا وهى الموجودة وهذا جعلنا شعبا متميزا شعبا له حضارة له تاريخ وكما قال عدد كبير من المفكرين الحضارة تسكن طبقات تحت جلد الشعب المصرى الحضارة الفرعونية والاسلامية والقبطية .

 

كيف ينظر إلينا العالم فى الخارج على ضوء زيارتكم الخارجية؟

 

الإعلام الغربي يشوه صورة مصر فى الخارج ولاينقل صورة واقعية، في إحدى زياراتى الرسمية بالخارج وأنا أتحدث عن مشروع قناة السويس فوجئت بمسئول يقول لي أنتم قمتم بتوسعتها فقلت له نحن قمنا بحفر قناة أخرى جديدة.

 

كيف ترى المشروعات القومية الكبرى ؟

 

أراها احتياجًا وضرورة وحقًا لأبناء المستقبل وحق المستقبل علينا أن نعمل هكذا.

 

 

نقلًا عن الأهرام

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز