انيس يوجواري : "جن مسلح" كوميديا ساخرة لواقع مؤلم
حوار - أمل وافى
كم من الأشخاص يؤمنون بالجن وبقدرته على التفريق والإذاء ، لكن ماذا وإن كان هذا الجن "جن مسلح" استطاع أن يقسم الأسره الواحده الي فرق شتى ، السيناريست انيس بوجواري يمضي في رحلة اسرة ليبية يواجهها "جن مسلح" في أول اعماله الأدبيه .
اجرت بوابة روزاليوسف معه هذا الحوار عن كتابه "جن مسلح" وعن رأيه في الثورات العربية وماذا جني منها الوطن وغيرها من الموضوعات، وإلى نص الحوار..
"جن مسلح" هل تري ان الثورات العربية جن فرق الأسرة الواحده عن بعضها ؟
الثورات لم تفرق الأسرة الواحدة ، التطرف المغلف بإسم الدين هو من فرق الأسرة الواحدة والتطرف نتاج مرض فكري ، فالخلاف الثوري أمر جائز فكل شخص سوي يحب الوطن من وجهة نظره ، لكن هناك من يتحدث باسم الدين وكأنه منزل من السماء أو مخول لتكفير البعض ومنح صكوك الغفران للبعض الآخر وهم من قررت الحديث عنهم من خلال "جن مسلح" وتعريتهم بشكل جريء خالي من التجميل فهم أفسدوا كل ماهو جميل في حياتنا
لماذا اخترت الإتجاه الساخر في أول كتاب لك؟
نظرا للضغط النفسي الذي يعيشه المواطن بسبب الأحداث السياسية وجدت في السخرية تلطيف جو ونظرة على الواقع بشكل مختلف يرسم الإبتسامة حتى وإن كانت ابتسامة وجع !! لأن الحديث بشكل حاد او جاد قد يفقد الموضوع بريقه خصوصا وأن الرواية هنا تنتمي للفنتازيا
علاوة على ذلك فالكتابة الساخرة لها جمهور عريض من مختلف الشرائح العمرية وفضلت تقديم ازدواج بين ليبيا ومصر في نكهة كوميدية تحترم البلدين
والسبب الأهم هو ميولي لهذا النوع من الكتابة حتى في السيناريو أميل بكوميدياته الإثارة والتشويق
بين مصر وليبيا اين يقف انيس بوجواري؟
ليبيا بلدي وتحديدا مدينة بنغازي زرعت في روح التمرد على الصعوبات والعوائق الواقفة أمام طموحي علاوة على أنها مكان نشأتي وتربيت فيها وأهلي واصحابي وذكريات عديدة هناك والشارع في بنغازي كل يوم يعطي دروس لباقي ليبيا في استمرارية الأمل والحياة رغم الصعوبات التي تعيشها تلك المدينة
أما مصر فقد قدمت لي الكثير الصحافة والإعلام المصري سلط الأضواء على ومنحني ثقة أكثر بالنفس والنجاح الفني والأدبي في مصر ،هو أمر يختصر عليك خطوات قد تستغرق سنوات في بلد آخر ولم أشعر بالغربة هنا في مصر "بل بالعكس كونت علاقات اعتز بها من أهل الفن والصحافة والإعلام، واعتبر مصر بلدي الثاني فهي بلد والدتي أيضاً
هل تري هناك اختلاف بين ما حدث لمصر وليبيا خلال الفترة الماضية ؟
بالطبع هناك اختلاف كبير، فليبيا الظروف فيها أصعب بسبب تعقيد المواضيع هناك فنحن لدينا عدة حكومات وعدة انقسامات خطيرة علاوة على انتشار الإرهاب في مدن اساسية وقوات الجيش هناك تعاني حالة من الإهمال في ظل تكالب مسؤولي الدولة على السلطة كان آخرهم حكومة الوصاية الدولية (كوبلر ) ومع هذا فان شباب ورجال الجيش لم يتوقفوا عن مصارعة الإرهاب في المدن الليبية ، لكن مصر متماسكة أكثر امنيا والأوضاع أراها تتحسن وهو الأمر الذي جعل كل العرب الذين فقدوا أوطانهم يتوافدون عليها التشابه يكمن في أن كلا الدولتين تصارعان الإرهاب ينسب متفاوتة
كيف رصدت في "جن مسلح" المتغيرات التي حدثت بعد الثورات العربية ؟
الكتاب تدور احداثه بعد الثورة بخمس سنوات لم أتحدث عن الثورة ومميزاتها أو عيوبها لأني أرها موضة قديمة فالكل تحدث عن الثورة وأراها فترة وانتهت بكل سلبياتها وإيجابياتها لكن تحدتث عن التطرف والإرهاب بكل ألوانه ودون تردد أو تجميل وأرى أن البعض قد يختلف مع المضمون لكني مقتنع بما كتبت حتى صاحب دار نشر همسة الدكتور فتحي الحصري اعجب جداً بالفكرة وهو من حمسني للحاق بمعرض القاهرة للكتاب وأنا سعيد جداً بهذه الخطوة في مشواري الذي لازلت في بدايته ، واتمنى أن يكون لي كل سنة كتاب
هل تسعي لتحويل "جن مسلح" لعمل درامي ؟
اتمنى تحويلها لعمل مسرحي لأنني اشعر أنها على المسرح ستكون أكثر رواجا فالموضوع كمسرح سيكون كفتنا يا له روح خاصة ومبهجة
أما في السينما أيضاً سيكون له بريق لكن قد تتدخل وقتها ظروف الإنتاج نظرا التنقلات العديدة في الحدوتة
وأخشى الدراما التلفزيونية من المط والملل وفقدان بريق الموضوع
ما الفرق بين كتابة السيناريو والرواية وأيهما اقرب لقلبك؟
في السيناريو احيانا تحكمك ظروف الإنتاج للحد من خيالك كالأمكان الخارجية والسفر لكن يظل هو الاكثر رواجا وجماهيرية في السينما والدراما بل ان تصاعد الاحداث هناك ممتع اكثر لكن الميزة في الرواية والإذاعة انك تسرح كيفما شئت دون قيود إنتاجية تحد من سقف فكرك
لكن احب السيناريو اكثر لان المتعة تكمن في تحويل ماكتبته لشخصيات من لحم ودم
هل تري في تحويل السياسة لقالب ساخر أفضل بكثير من كل التعقيدات التي نراها ؟
السياسة الحالية أشبه بلعبة أطفال فحين تشاهد آراء السياسيين التي تتغير بين عشية وضحاها وبين تحول مواقفهم حسب مصالحهم تدرك أنهم أطفال ليسوا على قدر المسؤولية ، ومايحدث من الغالبية العظمى منهم كوميديا سوداء جاهزة للسخرية بمزاج ودون إرهاق فكري
أما الحديث عنها بجدية هو فلسفة وعبث يفقد الحالة جمال صخبها ، ثم أن المشاهد أو القارىء يهرب بطبعه من حرب السياسيين البشعة ، إلى السخرية منهم فهي مادة أكثر امتاعا له وأكثر جاذبية، فهو يضحك بدل أن يكتئب وتصيبه الأمراض بسبب الساسة وعمايلهم .
كيف يري أنيس بوجواري المستقبل لبلاده ؟
أرى ليبيا أفضل في حالة تم دعم الجيش الليبي دوليا وعربيا بالعتاد ،وأرى أن محاربة الإرهاب بدأت تتم ليس فقط عسكريا بل فكريا ، فالمجتمع الليبي السوي يرفض التطرف الفكري والديني ومع الاعتدال ، ومع كل الصورة المشوشة لليبيا هناك بصيص ضوء ينعكس لغد أفضل ليس فقط لليبيا بل لكل دول العالم العربي
وكيف تخطط للمستقبل في حياتك الشخصيه؟
اما على مستوى أمنياتي الشخصية فأتمنى ان اقدم اعمال فنية على مستوى من الرقي والنضج الفني سواء ككتابة سيناريو او كتابة روائية
واتمنى ان يديم الله الصحة عليا وعلى كل من احب وخصوصا والدتي فهي مصدر نجاحي
جوجل نيوز
