بالصور..الفنان عصام طه يتألق في سيمفونية الضوء واللعب بالماء

كتب - على خضير

- وجوه سمراء.. وقمحاء .. وبيضاء .. بريشة عصام
- المعرض السادس لعصام طه ضم 55 لوحة إضافة فى تاريخ الفن المصرى
 

يمثل الفنان عصام طه أحد أبناء المدرسة الرصينة المحترمة فى ساحة الفن التشكيلي المصرى من حيث احتلال إدراته ومشوارة الفن الطويل ومعارضه الممتدة ونظرته الشاملة للفن التشكيلى باهدافه النبيلة كأحد بواعث النهضة وروح الثوابت فى المجتمع المصرى .

ويسلك فى ذلك دورب عديدة  من النغمة الفنية "الموهبة" التى حباه بها الله ، ويصقلها دوماً بالقراءة  والاطلاع على أحدث الاصدارات الفنية فى مصر والعالم ، وبمتلك مكتبة هائلة، تمكن عصام من متابعة كل صغيرة وكبيرة فى مدارس الفن التشكيلى الحديث .

وقطعا الانتاج الفنى والريشة واللوحة أهم اصداء لصاحبهم ولا أقول ظل او انعكاس ولكن حيوية وروح الفنان تكتسى بها اللوحات ولمسات عصام طه لها محبين ومعجبين وعشاق ومقتنون،  بالطبع يسعدهم تواجد لوحاته الفنية بالاستمرار على الجدران الثمينة ولكنها سكنت قلوب هؤلاء المقتنين قبل جدرانهم .

وكم وكم من اللوحات التى فى كل واحدة منها روح ونغمة مختلفة تماماً عن اخواتها ولكن تجمعها تجمعها فى النهاية رؤية عصام ... وذوقه الفنى العالى !

هذا الذوق الذى لايفارق الفنان ،الجار على مدار سنوات طويلة فى مكاتبنا بروزاليوسف فتجد فى كل حركاته وسكناته ، ذوق عالى واخلاق نبيلة يعجز القلم عن رصدها.

هذه السطور تعبر عن عصام الفنان والصديق المحترم ولكنها رؤية متواضعة لمعرضة السادس والذى حمل عنوان "سيمفونية ضوء" والذى استضافته قاعة الباب سليم  بدار الابرا المصرية ، على مدار عشرة أيام منذ 26 يناير وحتى 4 فبراير الجارى ، ويحتوى المعرض على كما صرح الفنان عصام طه على 55 لوحة تشكيلية مابين شخصيات ومناظر من الطبيعة .

استغرق العمل فيها ثلاث سنوات منذ نهاية المعرض السابق عام 2012 انه امتداد للمعرض الاخير والذى حمل عنوان "مشاهد" قبل سنوات ، ولان امواج الفن متواصلة ومتأصلة والتواصل مع الموديلات ، والافكار والرؤي لدى فناننا الجميل لا تتوقف بل هى وحدة واحدة .

يقول عصام أن تقسيم اللوحات بالمعرض يحتوى على 13 لوحة  زيتية، كما يوجد فيه 42 لوحة بالالوان المائية "صعبة التكوين والتشريح كما يقول الفنان ، وان كنت لا اعتبرها كذلك ، حيث اننى قمت برسم هذه اللوحات التى اطلقت عليها اللعب بالماء .

ثم ان الرسم بالوان وان كان صعب لكنه شيق وجميل ويمتلك من خلاله الفنان قدر من الانسيابية والطبيعية قادرة على خراج اكبر قد من الفن والتسجيل على الحامل الخشب ، وهكذا .

وأضاف: هذه التجربة المائية لم تكن الاولي ولن تكون الاخيرة ، فسوف أواصل المشوار  لانها لاقت اعجاب الكثير من الاصدقاء والفنانين والنقاد والجماهيرالذواقة  الذين رحبوا بهذا الاتجاة الفنى الجديد الذى خضتة ولم اكن اتصور قدر هذا الترحيب الذى كان وراء تشجيعى واصرارى على الاستمرار فى الرصد و اللعب بألوان الماء مستقبلا .
 
 
اما عن أبرز لوحات الالوان المائيه كما رسمتها لوحات الفنان عصام طه فيقول انها عدة مناظر لبحيرة المنزله والتى سافرت ومشيت وجلست وعايشت مسيرتها ولقطات عدة من الحارة المصريه القديمه خاصة قاهرة المعز فتجولت فى شوارع المعز والغورية والفسطاط ومصرالقديمة والحسين ومعظم أحياء مصر التي اعشق السير فيها والتعايش معها حجرا او بشرا ...ولذا جاءت اللوحات اكاد اقول انها معبره عن هذه الكيانات الحية الثرية .
 
 
 اما بالنسبه للوجوه والشخصيات، فقد اختار عصام ..والحديث على لسانه "فلورا" لتكون بطل اللوحات بكل ماتحمله ملامحها من طيبة و بكاره تجربة ان تكون موديل يبثها الفنان من روحة، فجاءت بنت جنوب السودان فلورا الى جوار طيبتها .. ممشوقة القوام والقد ... ملامحها ظاهرة فيها الامل و الطموح والامتلاء بالحيوىة والنضارة وسمارها البرونزى وملامحها البسيطة فى عمق الفتاة . 
 
 
فلورا يقول عنها عصام: فى ضوء بحث الفنان عن التنوع فى التجربة و الوجوه المزدحمة و المعبرة، صدفة بالمدينة الجامعية بالجيزة وجدت فلو را .. تعرفت عليها اعجبتنى روحها الى جوار ملامحها عرضت عليها ان تكون موديل فنى .. وافقت ببساطة و تلقائية ابناء الجنوب .
 
 
 جلست امامى لساعات طويلة .. كانت حصيلتها هذه اللوحات و لا انكر انها كانت "ملهمتى" فى خطوات عديدة من الاستعداد للمعرض.
 
 
وهناك أيضا بنتاى ندى وسارة بكل ماتحمله المعانى، الأبوة والحب والدفء على مدار سنوات تواجدهما معى، كانا لهما دور ولوحات مرسومة أظنها تبعد كثيرا عن العطف الآبوى والحنان الذى احسه نحوهما.

ولا انسى الوجه المشرق والذى يحمل شقاوة البنت المصرية الاصيلة التى تمتلك الذكاء والدعاء الانثوى الطاغى والطموح اللامحدود زميلتي الصحفية لمياء جمال والعديد من الموديلات فهناك أسماء وايمان ورزة.. وبعد هذه الوقفة يمنحنا عصام شفرة المعرض وفلسفته فى الالوان قائلا : انه الضوء بكل مافيه من ظلال وغموض ووضوح وسيطرة وكتل وفراغ  وقرارات متعددة الوجوه والسبل تستحق الرصد والرسم بانطباعات ورؤي مختلفة .

وللامانة ظللت فى معايشة ومطاردة للضوء فى كل مراحلة وتراكيب طبيعي  أو صناعي، لكل لحظة شعور مختلفة ورؤي مختلفة  سوف يراها ويلاحظها المتلقى .

اما بالنسبة للألوان فقد غلب اللون الابيض على معظم اللوحات وتكوينها .. بل سيطر عليها لانه يحمل فى طياته معانى الشفافية والنقاء والوضوح والاحساس بالرقى والنعومة .

وضمن اهم ما  استفدت به فى المعرض الكتاب الرائع للعبقرى الفنان سعيد شيمى رائد التصوير تحت الماء وفى الاعماق على مدار السنوات وكتابة" تجربتى مع الصورة السينمائية "، وحضور ندوة هامة للرجل، اضافت لي الكثير حيث انه قام خلالها برصد ورسم تشكيل هام جدا، ودون مبالغة هو احد احد الفنانين الذى يعرف كيفية استعمال واستغلال الضوء  والالوان.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.