عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رؤوف توفيق ناقد سينمائي بريشة فنان

رؤوف توفيق ناقد سينمائي بريشة فنان
رؤوف توفيق ناقد سينمائي بريشة فنان

كتبت - ياسمين عباس

يمكن أن تلتقى بأسماء كبيرة تملك المهنة ولا تملك أخلاقها، ويمكن أن تلتقى بمن يملك أخلاقا ولا يجيد المهنة، لكن الناقد والصحفي رؤوف توفيق كان مثالًا للمعلم الذي يملك الأثنين ولا يبخل بعلمه ووقته على تلاميذه، بعيدًا عن أجواء التآمر والمكائد والدسائس التى يغرق فيها بعض الصحف، والمؤسسات الأخرى.



ولد الناقد الفني والسيناريست المصري رؤوف توفيق عام 1939، وتولي رئاسة مجلة "صباح الخير"، كما عين رئيس لمهرجان الإسكندرية السينمائي، وقد شارك بالعديد من المهرجانات العالمية، ولقاء العديد من نجوم الإخراج والتمثيل العالميين.

وقد كانت انطلاقته الأدبية عبر تأليفه لعدة كتب نالت إعجاب الجميع وكان أولها كتاب "السينما عندما تقول لا" عام 1974، الذي قدم فيه رؤية تكاد تكون خاصة جدًا عن سينما التمرد في العالم، ويكتب في مقدمة الكتاب: "نحن أبناء هذا العصر، ولدنا لنفقد براءتنا وطهرنا ونقاءنا منذ لحظة انقطاع الحبل السرى.. نكتشف كل يوم.. الكذب والغش.. والظلم والإرهاب.. ونتعلم الخوف والجبن والصمت المهين.. معذبون غالبا من بشاعة بعض النظم، وسلاحها فى البطش والإرهاب والسيطرة، وتحطيم أغلى ما يملكه الإنسان وهو العقل.. إحساس مرير ومؤلم.. وواقع أكثر قسوة يجتاح العالم كله.. وهذا الواقع التقطته السينما العالمية، من خلال مفكريها وفنانيها، لتقيم المحاكمات.. وتعلن الاتهام.. وترفع شعار الرفض والاحتجاج".

ثم صدر له كتاب آخر بعنوان "السينما ما زالت تقول لا" وهو بمثابة الاستكمال أو الاستطراد الطبيعى لكتابه الأول، ويقول فى مقدمة هذا الكتاب بأنه ظل يقاوم إغراء إصدار كتاب آخر، عاقدًا الأمل على تغيير العالم، إلا أنه لم يجد جدوى من عدم إصداره لكتاب ينطوى على استطراد على الجملة الاعتراضية ذاتها، ولكن فى زمن آخر.

كما أنه أصدر سلسلة كتب نقدية أخرى منها كتاب "سينما الحب"، وهو قراءات وتحليلات لسينما العالم، بالإضافة إلى كتاب سينما الزمن الصعب، وسينما المرأة، وسينما الحقيقة، وسينما المشاعر الجميلة، وسينما اليهود "دموع وخناجر"، وتعتبر هذه الكتب بمثابة بانوراما فنية، وثقافية، واجتماعية شاملة وعميقة لواقعنا العام على مدى خمسين سنة.

ورغم أن "توفيق" كان يكتب مثل كل المحررين موضوعات صحفية وتحقيقات مثيرة، فإن نقده الفني والسينمائى بدأ يتسرب للجميع رويدًا رويدًا، حتى أصبح من أكبر نقاد السينما في مصر، واستطاع هو وأبناء جيله الكبار مثل سمير فريد، وكمال رمزي، وسامى السلاموني وغيرهم، أن يصنعوا نقدًا سينمائيًا حافلا بالمفاجآت، والأفكار الخلاقة والصائبة.

بدأ مشواره في كتابة السيناريو بمسلسل "الحياة مرة أخرى" عام 1984، ويليه فيلم "مشوار عمر" عام 1986، ثم فيلم "زوجة رجل مهم" عام 1988، والذي يعتبر بمثابة نقلة كبيرة في مشواره السينمائي، وتكمن أهمية هذا الفيلم في ذلك السيناريو الجيد الذي كتبه "توفيق"، حيث تناول موضوعاً هاماً وجريئاً وهو مفهوم السلطة وعلاقتها بالفرد، وأيضًا لحساسية الموضوع بالنسبة للرقابة والنظام بشكل خاص، ويتميز هذا الفيلم بابتعاده عن المباشرة في الطرح، وعدم لجوئه إلى الرمز في نفس الوقت.


ومن أعماله أيضًا فيلم "مستر كارتيه" عام 1993، ومسلسل "حمد لله على السلامة" عام 2007، وأيضًا مسلسل "أخر الخط" في نفس العام، فعلى الرغم من الأعمال المعدودة التى قدمها للسينما، ويتسم جميعها بالجودة، والجدية، والإنسانية، إلا أنه لم يتفرغ كفايةً لكتابة أعمال أخرى من نوعية فيلمه "زوجة رجل مهم" الذي اختاره الكثيرون ضمن أفضل عشرة أفلام في الاستطلاع الأخير الذي أجراه مهرجان "دبى"، كما حاز الفيلم على المركز الثامن والعشرين ضمن القائمة النهائية لأفضل مئة فيلم في تاريخ السينما العربية.

فجمع "توفيق" الذي أراد أن يصبح رسامًا في بداية حياته المهنية بين الأسلوب الأدبي والعين التي ترى الجمال والانشغال بهموم وقضايا الوطن، ولا يغلب أى من هذه العناصر على بقيتها، ليظهر ذلك في أعماله الفنية وكتاباته الأدبية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز