عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

رضا محمد عبد الرحيم يكتب : أغتيال متحف .!!

رضا محمد عبد الرحيم يكتب : أغتيال متحف .!!
رضا محمد عبد الرحيم يكتب : أغتيال متحف .!!

عيناى شاخصتان نحو الدائرة فوق اللوحة،وإذا كان الشكل دائريا-بمحض الصدفة- فلماذا لا يكون المعنى أيضا دائريا!!،بلا نقظة بداية أو نهاية، كذا أى نقطة فوق الدائرة يمكن أن تكون هى البداية أو النهاية لا فرق ،وإذا أصبحت البداية هى النهاية فلا وجود لكليهما ،وهذا بإيجاز ما يحدث فى قضية إنشاء متحف كفر الشيخ،حيث



جاءت نقطة البداية عام 1992م، بتخصيص قطعة أرض مساحتها (5000) خمسة آلاف متر مربع بأرض حديقة صنعاء بمدينة كفر الشيخ لإقامة المتحف عليه. وفى عام 2002م أضيف إليها قطعة أرض بمساحة (1760) ألف وسبعمائة وستين مترًا مربعًا من أرض حديقة صنعاء لاستخدامها كمدخل للمتحف، وتم استلامها بتاريخ 9/4/2003م.وفى عام 1994م قام المجلس الأعلى للآثار بطرح مسابقة معمارية بين المكاتب الاستشارية لإختيار أفضل التصميمات المعمارية للمتحف الجديد، وفاز بالمسابقة المكتب العربي للتصميمات والاستشارات الهندسية، كما تم إسناد مشروع المتحف للمكتب الهندسي للمقاولات. وفي نفس الوقت تم البدء في عمل سيناريو العرض المتحفي المبدئي لتحديد فلسفة العرض المتحفي، تمهيدًا لمرحلة تحقيق سيناويو العرض المتحفي، لتحديد القطع الأثرية المرشحة للعرض وفقًا للسيناريو المقترح، اعتمادًا على نتاج الاكتشافات الأثرية بمواقع كفر الشيخ والدلتا.

وقد تم تسليم موقع المشروع إلى الشركة المنفذة بتاريخ 21/6/2000م، حيث بدأ العمل على الفور في تنفيذ الأعمال الإنشائية المختلفة من الأساسات والإنشاءات الخرسانية، كما تم إنشاء مباني المتحف بالكامل، وذلك قبل البدء في أعمال التشطيبات النهائية. وقد توقفت أعمال استكمال المشروع قبل الدخول في مرحلة التشطيبات لعدة سنوات نظرًا لنقص التمويل المادى طوال ستة عشر عاما،تعرض خلالها مبنى المتحف والأرض المحيطة به للعديد من صور التعديات نذكر منها: قيام محافظة كفر الشيخ باستغلال مبنى المتحف كقاعة أفراح .!! علمًا بأن مديري متحف كفر الشيخ المتعاقبين قد حاولوا إيقاف هذا النشاط الذي لا علاقة للمجلس الأعلى للآثار به، غير أن المحافظة أصرت على استغلاله بصفة مؤقتة حتى يتم البدء في استكمال المشروع، مع الحفاظ على مبنى المتحف بدون أي تغيير يُذكر ليناسب هذا النشاط. وقد تم إيقاف هذا النشاط ،و تسليم مبنى المتحف لإدارة المتحف للبدء في استكمال المشروع، وذلك عام 2010م.

وأثناء حالة عدم الاستقرار في البلاد التى واكبت أحداث ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011م ، توقف المشروع مرة أخرى.وفى 10 أكتوبر 2015م،وبعد زيارة ممدوح الدماطى (وزير الأثار السابق) ،والذى وعد أثناءها بتدبير موارد التمويل في القريب العاجل، وبالاشتراك مع محافظة كفر الشيخ لأستكمال المتحف وأفتتاحه، وبعد أسابيع قليلة من زيارة وزير الآثارالسابق ، تسلمت إدارة المتحف، خطابًا رسميًا من قطاع المتاحف بوزارة الآثار، مختومًا بخاتم السيدة/ إلهام صلاح الدين( رئيس قطاع المتاحف)هو عبارة عن بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار ومحافظة كفر الشيخ، يسمح بتنازل وزارة الآثار عن مدخل متحف كفر الشيخ (المخصص)، لإقامة محلات تجارية، ودون أجل مسمى، بحجة اقتسام عوائد المحلات بين الوزارة والمحافظة، واشتمل البروتوكول المشار إليه على بنود لا علاقة لها بقوانين الدولة، ما يجعل هذا البروتوكول بمثابة قضاء تام على مشروع المتحف حاليًا ومستقبلاً، ويتيح الفرصة لإهدار المال العام، بعد إنفاق حوالى 30 مليون جنيه مصرى  عبر سنوات كثيرة من العمل في المشروع، وبدون أي سند قانوني.!!

 ليعود المتحف إلى نقطة البداية- التى لا نتمنى أن تكون هى نفسها نقطة النهاية-بعد تفريغه من كوادره البشرية أيضا؛  فقد تم تدبير التخلص منهم جميعًا بطردهم من العمل بالمتحف، لتوزيعهم القسري على المواقع التابعة لمنطقة وسط الدلتا؛ لكى يتسنَّى لهم استكمال تنفيذ مخطط القضاء على المشروع تمامًا.!!

ولتكتمل فصول المهزلة فى 22\3\2016م على أرض المتحف بإقامة محافظة كفرالشيخ  سورا يفصل بين أرض المتحف ومنشآته، وبين حديقة صنعاء التي يقع المتحف داخلها. وهذا السور يقع مباشرة في مواجهة المتحف، ويعد تعديًا صريحًا على موقعه وحرمه، ولا يجوز إقامة أية منشآت بهذا الموقع دون الرجوع لوزارة الآثار، وبعد أخذ جهات اختصاصية عديدة، فنية وعلمية وقانونية، فضلاً عن اللجنة الدائمة للآثار المصرية، ومن ثم فإن هذه التعديات الكارثية المفاجئة (ضمن تداعيات الأحداث) مخالفة لكافة قوانين الدولة.!! ونتساءل هنا أين الدولة؟!!

والربط هنا بين نقل العاملين بالمتحف واقامة السور لا يحتاج إلى عبقرية للكشف عن نية الوزارة والمحافظة فى التخطيط  لأغتيال مشروع المتحف.

وقد اضطر العاملون بالمتحف لعمل وقفة احتجاجية محدودة بموقع المتحف، يوم الخميس 17 مارس 2016م، وبعد أخذ الموافقات الأمنية اللازمة، وذلك للزود عن المتحف ، بعد أن صُمَّتْ جميع الآذان عن الاستجابة والاستماع لشكواهم وآلامهم.

فهل يرى المسؤولون فى محافظة كفر الشيخ أن شعبها والبالغ تعداده مايناهز 3,941,293 نسمة (حسب التعداد التقديري لعام 2015م ) لا يستحق متحفا-  المتاحف ذاكرة الشعوب فهي مراكز تجمع الإنجازات العظيمة- يربطه بجذوره وماضية ويزيد من الشعور بالانتماء للوطن لدى شباب المحافظة  ؟!!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز