عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

الغزال الأسمر.. ملك الدفاع

كتب - على خضير
 
لعب إبراهيم يوسف كابتن نادى الزمالك ونجم المنتخب المصرى لكرة القدم دورًا كبيرًا فى تطوير شكل الأداء لمدافعى الكرة المصرية على مدار تاريخها منذ المستر كين الإنجليزى مع صعود المنتخب المصرى الأول لأوليمبياد لندن 84 وطبق طريقة «الظهير الثالث» أو الليبرو الحر، الخطة الجديدة على مفردات لاعبى مصر والتى نجح فيها نجوم خط الدفاع المصرى بقوة وروعة، وأفرزت أبو حباجه وحنفى بسطان وهمامى وحمزة عبدالمولى وعلاء الحامولى.. ورأفت عطية أحيانًا فى الزمالك ثم توارت بعد غياب نجوم خط الظهر المصرى سواء فى الأندية أو المنتخب الأول وانتشرت الطرق الفنية الحديثة ما بين 4-4-2 أو 3-5-1 أو 1-6-3 الخطط المنبثقة منها.
 
وغاب الليبرو أو «جوكر» خط الدفاع والهجوم طوال فترة الستينيات والسبعينيات خاصة فى الزمالك وهو أيضا ما انطبق على المنتخبالمصرى الذى أصبحت «ثغرة» المدافع الليبرو أبرز سماته حتى جاء الغزال إبراهيم يوسف وفوجئ النقاد والجماهير بهذا المستوى الرائع.. الفذ وصاحبه الذى حمل كل «جينات» التفوق الكروى «بأختام» السهل الممتنع، بوكر «يقش» بملامح موهبة واضحة عمادها التفوق والجدية والاجتهاد ولأجل صنع مستقبل باهر وبصمات فى سجلات الكرة المصرية والغريب أنه لم يكن بمفرده بل كان معه شقيقه الأكبر سيد الذى كان قد اتخذ خطوات سابقة بالنادى المجاور «الترسانة» وبعد سنوات واصلت الأسرة الضخ الكروى فى الملاعب وجاء «تيجانا» أو إسماعيل الذى أكمل عقد التفوق.. وفى السنة الثالثة من الدراسة الإعدادية وهو كابتن فريق مدرسة إمبابة الإعدادية يكتشفه بدر حداد مدرب ناشئى الزمالك وسريعًا يضمه إلى صفوف «ميت عقبة» التى يتألق فيها.. موسم 79 يتم تصعيده للفريق الأول بنادى الزمالك مع الجيل الأشهر حسن شحاتة وفاروق جعفر وعلى خليلوطارق غنيم والخواجة، هذه التشكيلة التى كان ينقصها «الليبرو» للمساهمة فى صنع إنجازات الزمالك.. وقد كان وتسلم الغزال الراية فلعب وسدد وصد.. وموَّن وصنع وأحرز أهدافا ليست بالقليلة.. وكان حجر الأساس فى هذه التشكيلة الرائعة التى اعتزل كبارها مطلع الثمانينيات وجاء الجيل الجديد.. طارق يحيى وحمادة عبداللطيف وعادل عبدالواحد وكوارشى فكان إبراهيم يوسف القائد المحنك الذى صنع مع هؤلاء «القادمين» شكلاً جديدًا للزمالك قاد هذا الجيل لإحراز درع الدورى الغائب موسم 83 - 84، وحصل على المركز الثانى بين هدافى الدورى الممتاز المصرى.. حجز الغزال لنفسه مكانا ومكانة بين نجوم الزمالك ومصر فقد صال وجال فى أحراش القارة السمراء ونجح فى إدخال دورى أبطال إفريقيا للأندية أبطال الدورى لأول مرة فى ميت عقبة عام 84، وكرر نفس الإنجاز عام 86.
 
وبطولة كأس مصر كان قد حققها فى أول صعود له بالفريق الأول بالزمالك موسم 79 وكرر الإنجاز بعد تسع سنوات موسم 88 وهو نفس الموسم الذى حقق فيه الزمالك مع القدير عصام بهيج إنجازًا ثلاثيًا بالفوز بالدورى الممتاز ثم كأس مصر.. ثم الأفرو أسيوى وأدى 36 لقاء متتاليًا دون هزيمة وهو رقم قياسى لم يتحطم بعد.. المنتخب الوطنى والتواجد فيه بدأ منذ عام 80 حيث وقع الاختيار على هذا الرشيق الرائع لملء فراغ «الليبرو» و«ركب» الغزال وبدأ فى إضافة البطولات لسجله، فهذه ذهبية الدورة الإفريقية.. وفضية البحر المتوسط والمركز الرابع فى الأمم الإفريقية.. والتمثيل الأوليمبى لمصر فى لوس أنجلوس 1984 والتألق.. وغيرها من البطولات التى أقل ما توصف به أنها متوسطة ولكن لسوء حظ هذا النجم تلاحقه الإصابة اللعينة «الرباط الصليبى» فيبدأ نجمه فى الأفول ويسجل غياباً ملحوظًا وإن كان طوال مشواره الكروى على مدار سبع سنوات حقق لقب أحسن لاعب فى مصر فى العديد من الاستفتاءات الجماهيرية والنقاد والخبراء على جميع المستويات عربيًا وإفريقياً، وبالطبع محليًا، ولم تمر هذه «الأفضلية» على الخبراء والنقاد والأجانب، فى عام 1984 دخل فى منافسة قوية على لقب الكرة الذهبية الإفريقية كأحسن لاعب فى القارة فى استفتاء الفرانس فوتبول بعد الأداء العالمى الذى قدمه طوال العام 84 بداية من فوزه مع الزمالك بالدورى الممتاز المحلى.. ثم قيادته لدورى أبطال إفريقيا ثم مع المنتخب المصرى حقق المركز الأول فى دورة حوض النيل الدولية.. والدور قبل النهائى فى الأمم الإفريقية بكوت ديفوار.. والصعود بالمنتخب المصرى لأوليمبياد لوس أنجلوس والصعود لدور الثمانية.. لقد كان عامًا ممتلئًا بالإنجازات والأحداث الناجحة كما حصل على لقب أحسن لاعب عربى خلال هذا الموسم الذى وصل الغزال فيه إلى قمة تألقه.. ولكن لسوء الحظ ذهبت الكرة إلى الكاميرونى «أبيجا» والواضح أن هذا الذهابكان سياسيا والله أعلم، ولكن هذا لم ينقص أبدًا من تاريخ إبراهيم يوسف ولا نجوميته وتكررت الأحداث والاستفتاءات العام التالى ولكن فضل الخبراء نجوم خط الهجوم فحصل محمد التيمومى على الكرة الذهبية، وكان المركز الثالث لصالح إبراهيم يوسف ومع هذا يظل حتى الآن اللاعب المصرى الوحيد الذى حصل على مركزين فى تاريخ هذا الاستفتاء.
 
ومع بدايات القرن الحالى «الواحد والعشرين» وفى استفتاء الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» تم تشكيل منتخب القرن العشرين الإفريقى لكرة القدم وكان الغزال على قمة المختارين فى مركز الليبرو وحصل على لقب أحسن ليبرو فى إفريقيا فى القرن العشرين وبها ونعمت.
 
للشاب الذى اعتزل فى «عز» قوته وجبروته وأدائه بالملاعب فى الثلاثين من عمره ولكن أداءه القوى والمميز الإحساس بأنه لعب سنوات طويلة ولكنه كالبرق الخاطف كما كان فى الملعب والأداء استمرت حياته العملية خارج البساط كضابط شرطة متميز.. ثم مدرب للناشئين بالزمالك.. فمدير للكرة فعضو مجلس إدارة بالانتخاب.. والتعيين، كان يأتى دون اعتراض من أحد تحت شعار «ومين ما يحبش الغزال»؟
 
التحق بالعمل الإعلامى قليلاً كمعلق جيد وصاحب روح مرحة ومعلومات دسمة وظريفة ولكنه لم يكمل لانشغاله فى الشرطة ومجلس الإدارة.. وتمامًا كما كان غزالاً سريعًا هادئًا صاحب أداء عال وخاطف.. رحل بنفس الأداء وما بين مولده فى الأول من يناير عام 1959 ورحيله فى 11 يوليو 2013 أربعة وخمسون عامًا قضاها وسط أهله ومحبيه وجماهيره بكل احترام وتفوق رائع مسجلاً اسمه بحروف من حب وإنجاز فى سجلات الخالدين من أبناء الكرة المصرية.

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز