عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

سبيل أم عباس

كتبت - ناريمان عصام
الحب والخير دائما كانوا فى نفوس المصريين فلم نكن يوما شعبا أنانى  ومن تلك المشاعر ظهرت فكرة السبي  بسبب عدم قدره الأهالى على تحمل تكاليف وصول المياه الى البيوت وكانت تلك المياه المقدمة فى الأسبلة دائما
 مخلوطة بمواد عطريه مثل العنبر والورد أو الزهر وذلك للقضاء على أى عطن قد يلحق الماء جراء التخزين السنوى كما أنها تضفى على مياه حلاوة العطر فتنعش الشاربين .
لذلك فحديثا  اليوم عن سبيل "أم عباس" أنشأته السيدة "بنبى قادن" زوجة الأمير أحمد طوسون باشا ابن محمد على باشا وأم الخديوى عباس حلمى الأول الذى حكم مصر فى الفترة من 1848 وحتى 1854 .ونظرا لتوقف كافة الإصلاحات فى عهده وازدياد النفوذ الإنجليزى بمصر؛ بسبب توطيد علاقته بالسفير البريطانى بالقاهرة، كان من الصعب أن تقيم سبيل تطلق عليه اسمه، فكان الاختيار أن يقام السبيل باسمها السيدة "بنبى قادن".
يقع السبيل فى حى القلعة بقلب القاهرة عند تقاطع شارع الركبية وشارع السيوفية مع شارع الصليبة المؤدى لميدان القلعة، أنشأته أم عباس لتوزيع مياه الشرب على أهالى القاهرة و المارة وعابرى السبيل، حيث كان عدد كبير من أهالى القاهرة لم يكن يستطع تحمل الأعباء المالية التى تقدم للساقيين لإيصال المياه إلى منازلهم، بالإضافة إلى رفع العناء والمشقة وقسوة صيف القاهرة على الشعب.
امتزج السبيل بالفن المعمارى العثمانى والأوربى فى أن واحد حيث تم الاستعانه بمهندس تركى لوضع التصميم الخاص بالسبيل، حيث لم تعرف بمصر أى أسبله ذات الأضلاع المثمنة، بعكس ما اعتادت عليه تركيا، مستخدمة الرخام الأبيض المزخرف بنقوش نباتيه من الطراز الأوربى ككساء للسبيل، كما زين السبيل بعدد من الكتابات ذات خط نسخي، بالإضافة إلى كتابة سوره الفتح كاملة بطريقه إطاريه عليا على الأضلاع الثمانية، والذى قام بكتبتها الخطاط التركى عبد الله بك زهدي وهو كاتب خطوط الحرم المكى ، أما بقية النقوش على واجهة السبيل فتحتوى على آيات من القرآن الكريم ذات صلة بوظيفة السبيل.
ويتكون السبيل من  مستوين المستوى الأول تحت الأرض وتوجد فيه الصهاريج التى كانت تستخدم فى تخزين المياه، التى تمد السبيل، وكانت تلك الصهاريج تملئ بعرفه ساقيين عن طريق نقلها فى "قرب جلديه" بمياه من أعماق النيل حتى تكون خالية من الشوائب، وكانت تلك المرحلة تتم فى شهر أغسطس من كل عام فى موسم الفيضان حيث تكون الشوائب فى اقل معدلتها.
أما المستوى الثانى كان فى منسوب الطريق العام، وهو عبارة عن حجره ذات ثلاث شبابيك، ويوجد فى صدر هذا السبيل لوحه من الرخام يسمى "الشاذروان" وهو ذات فائدة مزدوجة الأولى تبريد مياه الشرب والثانية تنقيه المياه من الشوائب إن وجدت، والثانى كان يتم تنظف هذا اللوح الرخامى فى نهاية كل يوم وعقب إغلاق أبواب السبيل بعد صلاه العشاء.
 

 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز