عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

مسجد أم السلطان شعبان

كتبت - ناريمان عصام

مسجد "أم السلطان شعبان" تشعر بداخله بألفه وراحه من نوع خاص لتجد به عبير الأيمان وكأن جدرانه تتحدث لتقول أنها مليئه بالتقوى والأيمان ينسب هذا المسجد إلى الملك الأشرف شعبان بن حسين، ووالده الأمير الأمجد حسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون، ووالدته السيدة خوند بركة وهو يقع فى شارع باب الوزير .



 
ولد "الأشرف شعبان" عام 754هـ في قلعة الجبل، وهو السلطان الثاني والعشرون من ملوك الترك بالديار المصرية، جلس على عرش مصر بعد خلع ابن عمه الملك المنصور محمد بن الملك المظفر حاجي بن الناصر محمد، وكان عمره عشر سنوات،وهو حفيد الناصر محمد بن قلاون .
 أما بناء المسجد فأختلف المؤرخون فالبعض أكد أن أم السلطان شعبان "خوند بركه" هى من قامت ببناءه وهناك اخرون أكدوا ان السلطان شعبان هو الذى قام ببناءه ويقع مسجد "أم السلطان شعبان" بشارع باب الوزير وله بابان؛ أحدهما بالشارع، والآخر بحارة مظهر باشا، وصحنه مفروش بالرخام النفيس، وفيه تقاسيم جميلة
 
فعلى يمين الداخل من الدهليز لوح رخام أزرق مقسم باللون الأخضر، منقوش فيه: "الحمد لله، أنشأ هذه المدرسة المباركة مولانا السلطان الملك أعز أنصاره لوالدته، تقبل الله منهما"، ويقول المقريزي: "هذه المدرسة خارج باب زويلة بالقرب من قلعة الجبل، يعرف خطها بالتبانة، وموضعها كان قديما مقبرة لأهل القاهرة أنشأتها الست الجليلة الكبرى أم السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين في سنة إحدى وسبعين وسبعمائة، وعملت بها درسا للشافعية ودرسا للحنفية، وعلى بابها حوض ماء للسبيل، وهي من المدارس الجليلة، وفيها دفن ابنها الملك الأشرف بعد قتله.
 
يعلو الجامع مدرسة تم أنشائها سنة 770هـ/1368م، وأعدت لتكون مدرسة للشافعية والحنفية، وقيل: للمذاهب الأربعة، وقد حفلت بشتى الصناعات، جمعت واجهة المدرسة حوضا لشرب الدواب منفصلا عن الواجهة يعلوه كتاب، فالمدخل العام، فسبيل، ثم ملحقات للمدرسة، فالمنارة.
 
أما الباب الرئيسي يعد تحفه بكل المقاييس فهو من أحفل الأبواب زخرفا، وأندرها تصميما، فقد انفرد بطرزه وعقوده، ومقرنصاته المذهبة، وزخارفه المورقة بتواشيحه، والكتابة الكوفية المحيطة به، وقد اشتملت على آية الكرسي، وهذا النوع من الأبواب متأثر بالعمائر السلجوقية التي تعنى بزخرف المداخل.
 
ويقوم على يسار الباب سبيل أقيم على وجهه حجاب من الخشب المجمع بأشكال هندسية، يعد النموذج الأول من نوعه، والمدخل الرئيسي يؤدي إلى طرقة بصدرها صفة على يمينها باب يؤدي إلى الكتاب، وعلى يسارها باب يوصل إلى طرقة مستطيلة بصدرها باب مغطى بمقرنصات عليها كتابات.
 
أما الإيوان القبلي فسقفه لمحلى بنقوش زرقاء مذهبة، وهو مثال لسقوف الإيوانات التي كانت على غاية من الأهمية، أما الإيوان الشرقي فقد احتفظ بكسوة الرخام بالمحراب والشباكين بجانبيه، وهناك زخارف دقت في تواشيح الشبابيك، وكذلك عمد المحراب المثمنة؛ فقد نقش بعض أضلاعها بزخارف مورقة، ويقوم إلى جانب المحراب منبر خشبي بسيط، ترجع صناعته إلى القرن الثاني عشر الهجري، ويكتنف هذا الإيوان قبتان؛ القبلية منهما خصصت لدفن السلطان شعبان، ودفن فيها أيضا ابنه الملك المنصور حاجي المتوفى سنة 814هـ، وهي قبة صغيرة بنيت بالحجر وخارجهامضلع.
 
القبة البحرية أعدت لدفن خوند بركة، وقد دفنت معها ابنتها خوند زهرة، ويتوسطها قبر عليه كتابة، ولكل من القبتين شباك يشرف على الإيوان الشرقي، لهما مصاريع خشبية حشواتها من السن المدقوق بالأويمة الدقيقة، ومحاطة بإفريز منقوش السن، وهي مصاريع دقيقة وغنية جدا.
 
بدأت جولتنا بالمأذن والقباب وأنتهت بالأيوان المليئ بالخطوط والزخارف الرائعه والمتميزه وبهذا يكون مسجد "أم السلطان شعبان" شاهد على الفن الأصيل وعلى عبقريه فمهما تطول السنوات ستظل فنون المبدعين باقيه .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز